“أحمد المكينزي”.. أول شاب سعودي من فئة “طيف التوحد” يحصل على درجة البكالوريوس
وُلد “أحمد عصام المكينزي” لأب أصم تعلم النطق لأجله وأخذ بيده بالدراسة يتجاوزان الصعوبات سوياً حتى تخرج من قسم تربية فنية, من أحد أرقى الجامعات ليس بالمملكة فحسب بل بالشرق الأوسط إلا وهي جامعة الملك سعود بالرياض. يعمل أحمد إدارياً بإحدى المدارس ويسعى لنقل خبرته لزملائه بالتوحد.
بداية الحكاية
كان الأب يعلم بأن ابنه مصاب بما يسمي اضطراب التوحد إلا بعد أن اقتراب سن أحمد من السادسة حيث كان يلاحظ عليه قبلها كثر حركته ولم يعلم لماذا .
توجه والد أحمد منذ أن كان عمر ابنه ثلاث سنوات للعديد من المستشفيات الحكومية والأهلية لتشخيص فرط الحركة لدى ابنه وتصرفاته التى أصبحت مزعجة بالنسبة لهم إلا أنه صدم بتشخيص اغلب من ذهب إليهم بأن حاله ابنه تتلخص بتخلف عقلي وعليه أن يدخله مستشفى الطب النفسي للعلاج .
لم يكترث الوالد بكل ذلك وظل يعامل ابنه بطريقته إلى أن توجه ذات يوم إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي
أول من اكتشف مرض أحمد هو الدكتور “مايكل نيستور” أمريكي الجنسية وكان أحمد قد بلغ السادسة حينها ليخبره الدكتور “مايكل” بأن ابنه مصاب بالتوحد لكنه ذكي جدا وعلاجه مكلف وليس بالمملكة حاول والوالد بعد ذلك إدخال ابنه للمدرسة فرفضته الروضة ومن ثم المدرسة بحجة أنه يعاني تخلف عقلي. وعليه التوجه لمدرسة فكرية .
الطبيب “مايكل” كان صاحب فضل على والد أحمد بعد الله سبحانه اذا اتصل عليه بعد ذلك وأخبره عن مؤتمر عن التوحد سيعقد في جدة بحضور مختصيين من أمريكا بذلك .
توجه والد أحمد لجدة وهناك حصل على معلومات تجاوزت 30 % عن التوحد عبر أشرطة كاسيت وفيديو استمع لها وشاهدها وبدأ يتطبيقها على ابنه أحمد الذي بدأ يستجيب شيئا فشيئا.
درس أحمد الصف الأول والثاني بمدرسة المهلب بن أبي صفرة الابتدائية بالملز ثم واصل بقية المرحلة الابتدائية بمجمع الملك سلمان التعليمي بحي الروضة.
اكمل أحمد المتوسطة في المتوسطة الثانية بحي الفوطة أما الثانوية فهي ثانوية اليمامة بحي الوزارات. وبعد ذلك تخرج أحمد من الثانوية وعمره حينئذ 19 سنة وتوجه لعدد من الجامعات .
فى بداية الأمر رفضت جامعة الملك سعود وجامعة الأمير سلطان وجامعة اليمامة التحاق أحمد بهم بسبب إصابته بالتوحد ولا يوجد لديهم أقسام بذلك .
درس أحمد دبلوم معالجة بيانات لمدة سته أشهر ثم درس دبلوم تقنية شبكات لمده سنتان في معهد الخليج وكان مميزا ومبدعا ومتفوقا فيهما .
ثم التحق بكلية المجتمع سنة تحضيرية بالملز ونجح بها. وإن كيفية معرفته بجمعية اسر التوحد يقول والد أحمد أنه تعرف عليها عبر التلفاز حيث كان يشاهد أحد البرامج .
وكان ذلك عندما كان أحمد في الصف الثالث ثانوي ومن ذلك الوقت وانا اتابع وأحضر معهم كل مناسباتهم بصحبة ابني أحمد.
المرحلة الجامعية
في المرحة الجامعية يشكر والد أحمد جامعة الملك سعود على قبول أحمد وجمعية أسر التوحد الاميرة سميرة بنت عبدالله ال سعود التى ساعدت أحمد في دخوله للجامعة بعد ما أخذ موافقة من وزارة التعليم العالي عندما تقدم أحمد لجامعة الملك سعود طالبا الالتحاق بقسم اللغة الانجليزية لحبه وشغفه في درلستها رفضو ذلك وقالوا أن التخصص الوحيد الذي يناسبه هو التربية الفنية رغم أن أحد أساتذه الجامعة رسبه في أحد المواد اما البقية فنجح لديه حيث لم يكن يرغب بدراسة أحمد بالجامعة .
يقول الأب: الدكتور فهد الشمري رفض ذلك وتابع مع ابني كافة مراحل دراسته الجامعية وسط متابعة مستمرة وبشكل شبه يومي من صاحبه الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان ال سعود وفقها الله والتي اثمرت ولله الحمد عن تخرجه في 29 /8 /1438 وبنسبة بلغت 3 .71 % بعد التخرج قدم أحمد على الجامعة طالبا الوظيفة إلا أن طلبة لم يوافق عليه بسبب التوحد .
الالتحاق بالوظيفة
بعد بحث والد احمد عن الوظيفة لمدة 8 اشهر بدون جدوى، تواصلت جمعية اسر التوحد مع (مبادرة سعي لتوظيف ذوي الاعاقة) بشأن توظيف احمد وتم اجراء المقابلة الوظيفية له وبعد ذلك تم توظيفه في وظيفه تناسب قدراته ومؤهلاته وذلك في منشأه تعليمية وقد وجه المواطن عصام يوسف المكينزي عظيم الشكر وللامتنان بعد الله سبحانه للمبادرة التي كان لها الدور الأكبر في حصول ابنه على الوظيفة ومتابعته بعد توظيفة لتطوير اداءه وتقديم الدعم النفسي والمهني له، وكذا جهود رئيسة جمعية أسر التوحد الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان ال سعود حفظها الله والتي لا تزال تتابع معنا باستمرار وضع أحمد.