عبرات

“حسن الزهراني”.. تحدى الإعاقة وحصل على الرخصة الدولية للغوص

ثمة نماذج سعودية تحدت الإعاقة، وتفوقت على أقرانها الأصحاء قاهرين الظروف الصعبة التي أحاطت بهم. ومن هؤلاء الابطال الشاب السعودي الذي يعاني من الشلل النصفي “حسن الزهراني”, فرغم إعاقته تمكن من الحصول على الرخصة الدولية للغوص، ليمارس هوايته في غوص البحر الأحمر غرب السعودية.

حسن الزهراني فى العقد الرابع من عمره مر بالعديد من مراحل التدريب مع صديقه الصدوق. “خالد الدهلوي”. المتخصص فى تدريب أصحاب الهمم عالمياً.

عانى الزهرانى فى بداياته من الوصول إلى الساحل لانعدام الطرق الممهدة للكراسي المتحركة، ثم تعلم الاعتماد على ذاته في ارتداء ملابس الغوص وبقية المعدات من عبوة الأكسجين وحمالات والانطلاق في البحر رغم عدم استطاعته تحريك قدميه.

أصيب “الزهراني وعُمره حينئذ  14 عاماً إثر حادث مروري، تسبب في إعاقته حينها عاش “الزهراني” فى حالة تصالح مع نفسه –على حد تصريحاته- وتقبل حياته الجديدة  بعد الإعاقة، فأكمل تعليمه ودراسته، بعدها عمل في الخطوط السعودية، كغيره من الأصحاء دون تفرقة أو تمييز، الأمر الذي جعله ينظر بإيجابية لحياته، حينها صحح مفاهيم الكثيرين عن الإعاقة بإرادته وعزيمته في تخطي الإعاقة ودخول عالم الغوص.

بعد فشله فى حاولات وتحد مع الذات، استطاع الزهراني أن ينال رخصة دولية في الغوص، والتي منحته القدرة في التخلي عن القيود الإجبارية ولو لدقائق أو ساعات، لأنه في الغوص لا يحتاج للكرسي، ولا يختلف عن الغواصين الأصحاء.

وفي مشهد داخل أعماق البحر، تعمد “الزهراني إنزال الكرسي من باب إيصال رسالة ايجابية لمن يظن أن أصحاب الإعاقة وأصحاب الكراسي المتحركة لا يمكنهم الغوص، ورسالته حينئذ – ومازالت- “أن التحدي والإرادة والعزيمة، هي التي يمكن أن تواجه الصعوبات، ونكون بصمة إيجابية في مجتمعاتنا، ونعطي دافعا وهمة لحديث الألم والابتلاء ممن ينظر إلى نفسه نظرة دونية أو يعيش مقيداً، فالحياة تحتاج إلى كفاح، وكرسي الإعاقة قد يكون سبباً في صناعة التميز عبر رسائل سامية للجميع والتصالح مع الذات”.

طموحات “الزهراني” لن ولم تقف، يقول” سوف أستمر في غوص البحار، فالألم صنع مني طاقة إيجابية بعد حادث مروري أدى إلى غيبوبتي 9 أشهر، لأكمل مسيرة حياتي على كرسي الإعاقة، والآن أعيش رسالة سامية لأن أكون ملهماً لكل المعاقين”.

يقول، “أتوقف عن ممارسة هواياتي بالهمة العالية التي أمتلكها ومساعدة زملائي، فالكرسي المتحرك ليس عائقاً، والآن بعد حصولي على رخصة الغوص العالمية سأحرص على دعم من حولي من ذوي الاحتياجات الخاصة ليعيشوا هذه التجربة والتعرف على أسرار البحر”.

يضيف الزهراني “ما زلنا نبحث عمن يحتوينا من الجهات الرسمية لممارسة هواياتنا وتذليل الصعوبات التي نواجهها من تعبيد الطرق وتيسيرها لذوي الإعاقة الحركية، والتدريب المتخصص والتطوير والتحفيز النفسي، فطاقاتنا لم تستغل حتى الآن رغم الإبداعات المتوفرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى