تأهيل

تزخر أفلام الخيال العلمي بحكايات “السايبورج”.. فهل يمثلون فعلاً مستقبل البشرية؟

أصبحت التقنيات التي تندمج في أجسام البشر شائعة اليوم, فسينمائياً تزخر أفلام الخيال العلمي بحكايات “السايبورج”.. حيث جسدت الأعمال السينمائية والتلفزيونية السايبورجات إما على شكل كائنات ميكانيكية في ظاهرها (مثل كائنات السايبرمان في المسلسل البريطاني دكتور هو)، أو البورج في ستار تريك، أو دارث فيدر في حرب النجوم) وإما على شكل كائنات يصعب تمييزها عن البشر (مثل المبيد في سلسلة أفلام المبيد. وكثيرًا ما تُضفى على السايبورجات في الأعمال السينمائية والتلفزيونية قدرات جسدية وعقلية تفوق نظراءهم من البشر، كما قد يكون بعضها مزودًا بأسلحة داخلة في تكوينه الجسدي.

السايبورج في العالم الحقيقي

أما على الصعيد الطبي فقد بدأ العالم فى الآونة الأخيرة يشهد استخدام بدائل اصطناعية للأعضاء والأطراف البشرية أشبه ما تكون بـ “السايبورج”, وتعمل شركات متعددة أشهرها نيورالينك على تطوير واجهات تفاعلية بين الدماغ والآلة.

تم تسجيل أول سايبورغ في بريطانيا في عام 2014 ويدعى نيل هاربيسون. يعاني نيل من مرض عمى الألوان, لذلك تم وضع هوائي في رأسه ليساعده على تمييز الألوان. قام العالم آدم مونغاندون بابتكار وتصميم هوائي مربوط بكمبيوتر وزنه 5 كغ وسماعات أذن. تنقل عدسة الكاميرا إلى دماغ نيل الصور التي تقسم ألوانها ثم تنقل عبر السماعات إلى أذنه على شكل 360 موجة صوتية. يستطيع نيل هاربيسون تمييز ورؤية الأخضر والأحمر والأزرق بالإضافة إلى الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية. أسس هاربيسون شركة باسم Cyborg Foundation.

أجهزة الاختراق الحيوي

ووفقاً لكتاب “ذا داينمك هيومن”, ركب نحو 59 ألف شخص أطرافاً اصطناعية مرتبطة عصبياً, منها أجهزة اختراق حيوي, وهي أجهزة تمنح مستخدميها حواساً جديدة فتمكنهم مثلاً من ترجمة الألوان إلى ترددات صوتية مختلفة للاستفادة من التقنية في التغلب على عمى الألوان وربما يطور العلماء تقنيات جديدة تعيد الحواس للمرضى وتمنحهم إمكانيات جديدة, وقد تحسن جهودك أيضاً حياة الإنسان وتعزز وظائف جسمه عبر دمج التقنيات بالجسم البشري.

مفهوم الاختراق العصبي

الهندسة العصبية أو الاختراق العصبي، هو شكل من أشكال الاختراق الحيوي للدماغ والجهاز العصبي المركزي وبالمعنى الدقيق هو أسلوب تعامل أو تدخل في بناء ووظائف الخلايا العصبية سواء بإصلاحها أو تحسينها.

الهدف الرئيسي للهندسة العصبية هو الصحة النفسية المثالية، إضافة إلى إصلاح العيوب والوقاية مع الأمراض وزيادة الذكاء والقدرة العقلية، فهو يستخدم التكنولوجيا والمعلوماتية بشكل رئيسي من علم الوراثة والتغذية العصبية الراجعة وعلم الأدوية النفسية وعلم النفس البيولوجي والتحليل الوظيفي، ولكن العديد من المعالجين يلجأون إلى التمرين العصبي والمبادئ الغذائية كاستخدام الفيتامينات والمكملات إضافة إلى التأمل و/أو التنويم المغناطيسي الذاتي، ويتجنب وسائل التنشيط العصبي مثل الكفيين والكحول والإضافات الغذائية والسكريات.

الأبحاث الحالية للدكتور هيرمان إبستين وجوزيف ليدوكس واليكس رامونسكي وديفيد باركر تركز على الذكاء الطبيعي وتنميته وطرق زيادته وتحسينه.

استرجاع المعلومات

يستخدم الخيال العلمي الهندسة العصبية كأسلوب لاسترداد المعلومات من الدماغ ولكن حاليا لاتوجد تقنية لهذا التكنيك. استرجاع المعلومات من الدماغ نوع من حاسوب واجهة الدماغ، وتستخدم عادة لالنقاط التشابك العصبي للخلايا العصبية أو تسجيلها للحصول على المعلومات ويتم ذلك بـالتصوير الرنيني المغناطيسي أو التخطيط الدماغي لدعم مفهوم الاستجابة ،وبالرغم من عدم دقتها إلا أنه يمكن يمكن استخدامها لتصوير الأعصاب يوما ما. على سبيل المثال: تتطلب الهندسة العصبية أن يتم الكشف عن حالة الخلايا العصبية الفردية (عند قياس 1 مايكرو متر تقريبا) في حين يعمل التخطيط المغناطيسي على تصويرالخلايا العصبية وعدة آلاف خليه أخرى بحجم أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى