الحكيم

“جوناس سولك”.. قضى على شلل الأطفال ورفض تسجيل براءة اختراعه

العالم الأميركي “جوناس سولك” Jonas Salk‏ مخترع اللقاح الذي قضى على شلل الأطفال عام ١٩٥٥، وقد رفض تسجيل براءة إختراعه، حتى يصبح اللقاح في متناول الجميع، ونتيجة لذلك خسر ثروة تقدر ب ٧ مليار دولار، كما أنه لم يقبل أي جوائز مالية مقابل عمله الذي اعتبر أنه لا يجوز أن يُجزى عليه، واكتفى بالتكريمات الشرفية، وقال جملته الشهيرة عندما سُئِل: من يملك براءة اختراع لقاح شلل الأطفال؟ فأجاب: “لا أحد، هل يمكنك استخراج براءة اختراع للشمس؟!”

جوناس إدوارد سولك (28 أكتوبر 1914 – 23 يونيو 1995 في لاهويا), طبيب أمريكي وعالم وباحث قام بتطوير التجربة الناجحة الأولى للقاح شلل الأطفال (اللقاح مسمى على اسم سولك).

وخلال حياته، كان يعمل في نيويورك وميشيغان وكاليفورنيا وبيتسبرج في وقت لاحق من حياته الوظيفية، وكرس سولك الكثير من الجهود نحو تطوير لقاح مضاد للايدز. لم يسع جوناس سولك للثروة أو الشهرة من خلال ابتكاراته الشهيرة.

ولد سولك في نيويورك لعائلة فقيرة من المهاجرين اليهود الروس ولوالدين هما دوران ودانيال سولك. تخرج من المدرسة الثانوية، ثم انتقل إلى جامعة مدينة نيويورك، حيث حصل على بكالوريوس شهادة في الطب من كلية الطب في جامعة نيويورك عام 1939.

وفي الكلية التقى دونا يندساي التي أصبحت زوجته فيما بعد وقد تزوجا في 9 يونيو، 1939.وانجبا ثلاثة اطفال: بيتر، دارل، وجوناثان

شلل الأطفال

في عام 1916 كان نصيب الولايات المتحدة وحدها 27 ألف طفل مصاب شلل الأطفال، وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض في العالم، واستطاعت الحملات في أول عام تجميع 1.8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان جوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا في اختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب.

لم يجد سولك بسبب ديانته اليهودية أى وظيفة في البداية، ولم ينقذه إلا أستاذه فرانسيز الذي أوجد له وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأمريكي، وكانت البداية أبحاثاً على فيروس الإنفلونزا، أما الباحث سابين فقد كان لقبه اليهودى وهو سابرشتين حاجزاً أمام مستقبله وخروج أبحاثه إلى النور، وكان سابين لايستطيع دخول عتبة أى كلية طب بسبب ديانته، ولذلك قرر تغيير هذا اللقب المعوق واستعار لقب طبيبة شهيرة هي فلورانس سابين، وبذلك أفلت بأبحاثه وخرجت إلى النور، ولم ينعكس هذا الاضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك أو سابين الإنسانى.

حاول سولك في أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أول تجاربه 1954 عندما حقن في البداية 137 طفلاً بلقاحه، وارتفع الرقم إلى مليوني طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط في الفم وليس حقناً، وخرج اكتشافه إلى النور عام 1957، واقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى