النوبات القلبية.. طبيب مصري يكشف أسرار القاتل الأول للشباب
كشف الطبيب المصري الشهير الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق, عن العديد من خبايا وأسرار النوبات القلبية (القاتل الأول للشباب), تلك النوبات التى أضحت ظاهرة خاصة مع بدايات القرن الـ 20, فلا يمر يوم حتى نسمع عن سقوط شاب في مقتبل العمر ضحية نوبة قلبية قاتلة أصابته دون مقدمات، حتى بات الأمر ظاهرة مرعبة، فهل يجب أن نقلق؟
عن أسباب إصابة عدد كبير من الشباب بنوبات قلبية مفاجئة، ومدى خطورة الأمر، وما هي العلامات التحذيرية التي يجب أن ينتبه لها الجميع تجنبا للإصابة بأمراض القلب وما هي النصائح الذهبية للوقاية من أمراض القلب، مع توضيح طرق الإصابة بأبرز أمراض القلب وكيفية تجنبها., قال الدكتور جمال شعبان لجريدة العين الإخبارية:
“الناس تعتقد أن أمراض القلب هي مرض واحد: الأزمة القلبية (الذبحة الصدرية)، ورغم أنه الأخطر والأشهر حاليا لأنه يحدث بكثرة وبشكل مفاجئ ويؤدي إلى السكتة القلبية، فإن هناك عدة أنواع أخرى لأمراض القلب مثل: اختلال كهربائية القلب، أمراض القلب الخلقية، أمراض القلب الروماتزمية، أمراض صمامات القلب، أمراض عضلة القلب، وأخيرا أمراض الشرايين التاجية”.
أخطر أمراض القلب
وعن أخطر أنواع أمراض القلب؟ يقول الدكتور شعبان: “الشريان التاجي، الذي نطلق عليه “مرض العصر”، هو أكثر أمراض القلب انتشارا وأخطرها حاليا، نتيجة زيادة عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية (الأزمات القلبية)، وبالمناسبة مصر تشهد زيادة في أعداد المصابين بهذا المرض”.
وعن أمراض القلب الأخرى البارزة يقول د. شعبان: “هناك العديد منها وتختلف فيما بينها في الأعراض وطرق العلاج وخطوات الوقاية، مثل:
أمراض عضلة القلب: من الحالات الخطيرة والمنتشرة بكثرة وأحيانا تحدث دون سبب نتيجة تمدد في عضلة البطين الأيسر أو أحيانا نتيجة التهاب فيروسي والمثال الأشهر فيروس كورونا الذي فعل الكثير بعضلة القلب وأدى إلى تمددها.
وتنتهي أمراض عضلة القلب بهبوط أو فشل في العضلة، ومن أبرز أعراض المرض الهبوط والنهجان وتورم الجسد بأكمله.
أمراض القلب الخلقية: تحدث نتيجة زواج الأقارب أو تعرض الأم لإجراء أشعة أثناء الحمل أو إصابتها ببعض الفيروسات مثل الحصبة الألمانية أو أخذ أدوية معينة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو التدخين سواء هي أو الأب.
للوقاية منها يجب تقليل زواج الأقارب، وإذا كان ولا بد فيجب إجراء اختبار وراثي للزوجين، فضلا عن تجنب التدخين الإيجابي والسلبي للحامل، وعدم التعرض للأشعة أو تناول أدوية دون إشراف طبي في الشهور الأولى للحمل.
أمراض القلب الروماتزمية: أشهرها الحمى الروماتزمية وهو مرض انقرض من البلاد المتحضرة لكنه ما زال موجودا في مصر وأفريقيا وبعض دول آسيا، ويحدث نتيجة التهاب الحلق (الميكروب السبحي) التي لا تعالج بشكل صحيح، فعندما يصاب الطفل بالميكروب لا يحصل على كورس العلاج كاملا فتتكون أجساما مضادة تهاجم القلب والمفاصل.
هذا مرض سهل الوقاية منه من خلال التوعية وعرض الطفل المصاب على طبيب متخصص ثم المتابعة مع طبيب أمراض قلب، وإذا شُخص بالقلب لا بد أن يأخذ البنسلين طويل المفعول مدى الحياة.
أمراض صمامات القلب: أحيانا يكون سببها الحمى الروماتزمية أو أمراض مناعية، وتعالج بالبالونة وارتجاع الصمام بالجراحة وأحيانا بالقسطرة.
وحول السر وراء ازدياد الأزمات القلبية مؤخرا.. يقول الدكتور جمال شعبان: “بسبب انتشار عوامل الخطورة بشكل كبير، وتضم:
(ارتفاع ضغط الدم, مرض السكري, الوزن الزائد وزيادة سمنة البطن (الكرش), ارتفاع الكوليسترول, ارتفاع الدهون الثلاثية, التدخين, تناول المسكنات, تناول المخدرات, الاستعداد الوراثي, التوتر والحزن والأزمات العصبية والنفسية, فيروس كوفيد-19, اللقاحات لكن بنسبة ضئيلة). ووفقا للدكتور شعبان كل هذه الأسباب مجتمعة هى السبب الرئيسي وراء إصابة عدد كبير من الشباب بالنوبات القلبية والجلطات حاليا، لأن هناك نسبة كبيرة من الشباب تجتمع لديهم عوامل الخطورة السابق ذكرها، خاصة ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، والأخيرة سببها الاعتماد على الوجبات السريعة وعدم الحركة وممارسة الرياضة. فضلاً عن تناول الهرمونات في الجيم والمكملات الغذائية ومشروبات الطاقة والمخدرات وكلها تسبب جلطات، فضلا عن الإصابة بفيروس كورونا.
واشار د. شعبان على ان أمراض القلب القاتل الأول في العالم أجمع، وهذا عكس اعتقاد البعض أن السرطان هو الخطر الرئيسي، لكن الحقيقة أن القلب هو القاتل الأول قبل سرطان الثدي في النساء والسرطان عموما في الرجال.
وحول ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب, قال د. شعبان: “مبدئيًا، علمنا بهذه الأمراض تضاعف في العصر الحديث فأصبحنا نجري تشخيصات وإحصائيات ونعلم عدد وفيات أمراض القلب والأسباب، فاصبحنا ندرك أنها ترتفع، لكن في السابق قبل التطور العلمي كان الشخص يتوفى وسره معه لا أحد يعلم سبب وفاته الحقيقية لعدم وجود وسيلة للتشخيص.
ونسبة الإصابة بأمراض القلب زادت فعليا نتيجة إيقاع الحياة الحديثة التي جعلت حياة الكثيرين مليئة بالرتابة والخمول والحركة القليلة بسبب التطور التكنولوجي.
إلى جانب نمط الغذاء والاعتماد على الدليفري والأطعمة الدسمة سريعة التحضير، مع اتباع عادات سيئة من تدخين (سجائر وشيشة) ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.
أضف إلى ما سبق، تضاعف طموح البشر وزيادة مساحة التوتر وتراجع العلاقات الاجتماعية في مقابل وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح كثير من الناس عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب وبالتالي الأزمات القلبية.
والنوم عامل مهم في هذه المعادلة سواء من حيث مواعيده أو جودته، إذ يجب ألا يقل عن 5 ساعات ولا يزيد عن 9 ساعات، إضافة إلى ضرورة تجنب النوم المتقطع والانتباه لانقطاع النفس أثناء النوم باعتباره مقدمة لأمراض القلب والشرايين التاجية”.
الأعراض الغريبة
وحين سئل عن الأعراض الغريبة التي تشير لأمراض القلب. قال “الطب الحديث يقول إن أزمات القلب المفاجئة عمرها ما كانت مفاجئة، إذ تحدث إشارات غير نمطية لا يلتقطها الشخص تشير إلى ذلك، لذا يجب أن ينتبه الشخص لعدد من الأعراض التي تشير لمرض القلب مثل: (عرق غير معتاد, تنميل في منطقة بالجسد غير معتاد عليها, أوجاع غير معتادة ومفاجئة في منطقة الصدر, حموضة في البطن, نهجان حاد, هبوط شديد, إرهاق غير معتاد).
اختلاف أعراض أمراض القلب بين النساء والرجال
وعن مدى اختلاف أعراض أمراض القلب بين الرجال والنساء قال د. شعبان “ الناس تعتقد أن قلب النساء أضعف من الرجال والعكس صحيح، إذ يمتلكن هبة طبيعية وهي هرمونات الأنوثة التي تحميهن من تصلب الشرايين التاجية حتى سن 45 عاما، لكن تغير نمط الحياة ومزاحمة النساء للرجال والتوتر لإثبات الذات مع تدخين النساء وتغير النمط الغذائي كلها عوامل أدت إلى جعل النساء عرضة لأمراض القلب مثل الرجال، لذا عليهن الحفاظ على نعمة هرمونات الأنوثة.
كما أن ضربات القلب لدى النساء أسرع قليلا من الرجال، وفي الحجم قلبهن أصغر.
بالنسبة لأعراض أمراض القلب لدى النساء، فإنها تكون غير نمطية أي يكون الألم لدى المرأة أقل قليلا من الرجل، أيضا الشرايين لدى النساء أرفع من الرجال لذا عند إجراء قسطرة يتضح عدم وجود جلطة رغم أنها تعاني من أعراضها على عكس الرجال، كما أنها لا تحتاج إلى دعامات.
هناك مشكلة أخرى لدى النساء رغم أن لديها قوة وحماية للقلب، فعندما تصاب بمرض الشريان التاجي وتصل لمرحلة الجراحة تصبح الأعراض والمضاعفات ومستقبل حالتها الصحية أسوأ كثيرا من الرجل”.
الوقاية
وحول أهم طرق الوقاية من أمراض القلب قال د. شعبان: “لا يجب أن ينتظر الشخص حتى يشتكي من آلام الأزمة القلبية ليبدأ الاهتمام بقلبه، بل يجب أن يبحث عن عوامل الخطورة التي تسبب أمراض القلب ويتابع معدلها، ومن الضروري أن يعتاد الأشخاص منهجية الفحص والاكتشاف المبكر للحفاظ على القلب”.
ومن أبرز الخطوات للوقاية من أمراض القلب وفقًا للدكتور جمال شعبان:
– المشي يوميا 45 دقيقة على الأقل للحفاظ على حد أدنى من ممارسة الرياضة لحرق الدهون الزائدة والمساعدة في خفض ضغط الدم وانتظام إيقاع القلب وتحسن من هرمونات السعادة التي يساعد على استقرار حالة القلب.
– الاهتمام بالغذاء النباتي والخضراوات والسلطات
– الابتعاد عن التدخين: لا تدخن ولا تجالس مدخنا
– الحفاظ على مستوى السكر في الدم عند المعدل الطبيعي.
– قياس معدل الكوليسترول ومحيط الخصر باعتبارهما مؤشر السمنة.
– الالتزام بنظام غذائي صحي وسليم والتقليل من الأطعمة سريعة التحضير.
– البعد عن التوتر والحزن، وهما من مسببات الأزمات القلبية نتيجة تقلص الشريان التاجي، وأيضا يحدثان متلازمة القلب المنكسر.
– البعد عن المسكنات والمخدرات
– متابعة مستوى ضغط الدم وضبطه.