“الهيل” أو “الحبهان”, هو من التوابل التي يشيع استخدامها حول العالم لطهي اللحوم وأطباق الطعام المختلفة، ولكن ما هي فوائد الحبهان؟ وهل هو أكثر من مجرد نكهة؟ “الحبهان”, ليس فقط أحد التوابل التي تمنح الطعام نكهة جيدة، لكن لديه العديد من الفوائد الأخرى المتعلقة بالصحة، فهو يخفف من إضطرابات وحموضة المعدة ومشاكل بالأمعاء، وكذلك يقوي الشهية ويزيد من حركة الطعام في الأمعاء ومن ثم يقلل من الإمساك وسهولة الإخراج، هذا إضافة إلى أنه يساعد في خفض الكوليسترول ويحسن من رائحة الفم. أما موضوع هذا المقال وعلاقة الهيل بعلاج السرطان، وحسب دراسات عديدة سابقة أكدت على أن الهيل يقلل من نشاط جينات الخلايا السرطانية والمرتبطة بنمو وانتشار السرطان، هذا إضافة إلى أنه يحتوي على مركبات تستطيع قتل خلايا السرطان.
في الثالث من إبريل الجاري 2022 كشفت الدكتورة باتريشيا ميندونكا من جامعة فلوريدا إيه أند إم في تالاهاسي عن دليل يؤكد إحتواء الهيل على مركب طبيعي وهو الكاردامونين Cardamonin له القدرة على علاج سرطان الثدي السلبي الثلاثي TNBC كمساعد للعلاجات الأخرى (الجراحة أو الإشعاع أو العلاجات الكيميائية) والمستخدمة لهذا السرطان الصعب سريع الإنتشار، وتم التأكد من وجود الكاردامونين في بهار الهيل ونباتات أخرى مثل الزنجبيل.
على موقع (ميدكال نيوز توداي) كتب روبي بيرمان Robby Berman في السابع من إبريل الحالي 2022 مقالاً يلخص فيه دور مركبات الكاردامونين الموجودة في الهيل ومصادر مختلفة من مركبات الفلاففونيويد يُعتقد أنها تثبط الإجهاد التأكسدي والعمليات الأخرى التي قد تؤدي إلى سرطنة الخلايا. حيث كشفت الدكتورة ميندونكا أن مركب الكاردامونين ومن خلال دراسات سابقة أكدت على تأثير هذا المركب الدوائي لا سيما خصائصه المضادة للسرطان وبالأخص سرطان الثدي والبروستاتا والمستقيم والقولون.
تنشيط بروتينات مناعية
يعمل الكاردامونين أيضاً على تنشيط بروتينات مناعية تسمى نقاط التفتيش checkpoints وتسمى إختصاراً PD-1, PD-L1 والتي تلعب دوراً مهماً في إستجابة الخلايا المناعية التائية وأخرى تظهر أنتيجين الخلايا السرطانية لتسهيل قتلها بآلية تسمى الموت المبرمج للخلايا، وتحافظ على إستجابات الجسم المناعية تحت السيطرة، وتسيطر على مراوغة الخلايا السرطانية في التهرب من مناعة الجسم وبالتالي الحد من قدرة الخلايا السرطانية على الإفلات من موتها المحقق عن طريق مناعة الجسم.
كمكمل غذائي
وذكر بيرمان أن الهيل قد استخدم منذ قرون كتوابل، ومؤخراً كمكمل غذائي، بما يدل على أن تناوله آمن وقد يجلب فوائد صحية عديدة. وأضاف أن البحث الذي قامت بإجراءه الدكتورة ميندونكا وفريقها في مختبرهم لفحص المركبات الطبيعية المختلفة لإمكانية إستخدامها كأدوية مضادة للسرطان، حيث أكدت نتائجهم على قدرة الكاردامونين على تحسين علاج السرطان دون آثار جانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
أضرار ومحاذير الحبهان
رغم أن فوائد الحبهان عديدة إلا أنه قد يكون له أضرار محتملة، لذا لتجنب أضرار الحبهان يُفضل التقيد بالإرشادات والنصائح الآتية:
يُفضل عدم تناول الحبهان بأي شكل من الأشكال أثناء فترة الحمل؛ لأنه قد يُسبب الإجهاض.
يُفضل تجنب الحبهان أو تناوله بكميات صغيرة جدًا فقط من قبل الأشخاص الذين يُعانون من حصى المرارة، فقد يُحفز الحبهان نوبات الألم لدى المصابين بهذا النوع من الحصوات.
يُفضل أن تتجنب النساء المرضعات تناول الحبهان، كما يجب عدم إعطاء الحبهان أو كبسولات خلاصة الحبهان للأطفال.
