درهم وقاية

“العقار السحري” سلاح ذو حديّن.. الكورتيزون.. الشر الذي لابد منه!

الكورتيزون هو العلاج الساحر، أنقذ وينقذ الملايين من البشر ولا يزال حتى هذه اللحظة، فهو العقار الوحيد المعالج لكثير من الأمراض المستعصية، بل والتي كانت ستكون مميتة لولا ظهور هذا العلاج السحري!

تم اكتشافه الكورتيزون لأول مرة من قبل الكيميائييّن الأمريكييّن إدوارد كالفين كيندال وهارولد ميسون، أثناء إجرائهما بحوثا في معهد مايو كلينيك.

مُنح كيندال جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب لعام 1950 مع فيليب هنش وتاديوس رايخشتاين، وذلك لاكتشافهم هرمونات قشرة الغدة الكظرية، هياكلها، ووظائفها. كما اتضح أن كلا رايخشتاين وفريق (O. Wintersteiner) و(J. PFIFFNER) قد قاموا باستخراج المركب منفصلاً قبل ميسون / كيندال، لكنهم فشلوا في التعرف على أهميته الحيوية.

مساهمات

تمكن الدكتور ميسون في معرفة خصائص هذا المركب وآلية تبلوره قد نسيت عموماً خارج مايو كلينك. تم إنتاجه لأول مرة تجارياً من قبل شركة ميرك اند كو. في 30 سبتمبر 1949، بيرسي جوليان أعلن عن تطور في آلية إنتاج الكورتيزون من حموض المرارة. وهذا التطور ألغى الحاجة لاستخدام أكسيد الأوزميوم الرباعي; الذي هو مادة كيميائية نادرة ومكلفة وخطيرة.

في أوائل الخمسينات، تعاون موظفا المعهد الوطني للبحوث الطبية جون كورنفورث وكينيث كالو، في الولايات المتحدة، مع شركة غلاكسو سميث كلاين (Glaxo) لإنتاج الكورتيزون من الستيرويد صابونين المستخرج من نبات أغاف سيزال .

أنواع الكورتيزون

يؤخذ الكورتيزون بثلاثة أشكال وهي:

الكورتيزون الموضعي: يكثر استخدامه موضعيّاً ككريم أو مرهم وللكثير من الأمراض الجلدية حيث يتمّ علاجها والتقليل من أعراضها.

حبوب الكورتيزون، وحقن الكورتيزون: تستخدم للضروة القصوى فقط نظراً لأعراضها الجانبيّة الكبيرة.

بخاخات الاستنشاق: وتستخدم لعلاج الأمراض في المجاري التنفسية كبخاخات الأنف والفم.

عوامل مؤثرة على آثار الكورتيزون

 ككلّ مادّة في هذا الكون تجد أنّ لها آثاراً ومضار إلى جانب فوائدها الهائلة، ويعتمد ظهور الأعراض الجانبية للكورتيزون على عدّة عوامل وهي:

 نوع الدواء المأخوذ: فإنّ استخدام الحبوب الفموية تزيد من نسبة ظهور الأعراض الجانبيّة بشكل أكبر من بخاخات الاستنشاق والحقن.

كمية الجرعة: كلّما زادت الجرعة زادت احتماليّة ظهور الأعراض الجانبيّة بشكل أكبر.

طول فترة العلاج: كلّما زادت المدّة زاد خطر ظهور الأعراض الجانبيّة.

العمر: تقلّ نسبة ظهور الأعراض الجانبيّة في الفئة العمرية الشبابيّة، وتزيد لدى الكبار والصغار في العمر.

الأضرار

يمكن تلخيص الأضرار الناجمة عن تناول الكورتيزون بما يلي:

من الأضرار الجانبيّة التي يسببها استخدام الكورتيزون هو هشاشة العظام، ويعمل كذلك على زيادة الشعور بالاكتئاب، ويعمل كذلك، وبشكل واضح وجليّ على زيادة الوزن لدى المريض بشكل ملحوظ.

تلاحظ على من يستخدمون الكورتيزون بعد فترة استدارة الوجه لديهم، وتجمّع الدهون عندهم بين الرقبة والأكتاف ممّا يشكل ما يشبه الحدبة عندهم.

ارتفاع ضغط العين في كثير من الحالات. يؤدي إلى مرض السّاد (الكاتاراكت) الذي يصيب البصر وهو عتامة عدسة العين.

حبس عنصر الصوديوم داخل جسم الانسان ممّا يؤدّي بدوره إلى زيادة نسبة السوائل في الجسم ونشوء ما يسمّى بالوذمة (الأديما) ممّا يؤدي بدوره أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم مما يزيد العبء على القلب وأدائه لمهامه.

طرد عنصر مهمّ هو البوتاسيوم مع البول وذلك بدوره يؤدّي إلى فشل في مهام عمل القلب، وربما أيضاً يسبّب ذلك اضطرابات في عمل الدورة الشهريّة عند الإناث البالغات.

يؤدي في بعض الحالات إلى ارتفاع نسبة مستوى السكر في الدم. الإصابة بمرض الروماتيزم في كثير من الحالات. زيادة التعرّض للأمراض نتيجة انخفاض مستوى المناعة بمعنى أنّه يؤثر تأثيراً سلبياً على جهاز المناعة لدى الإنسان.

يعمل الكورتيزون على تعطيل غدة الجاركلوية عن إفراز الكورتيزون الطبيعيّ، وربما ستحتاج هذه الغدة لكي تعود إلى عملها الطبيعي المتمثّل في إفراز الكورتيزون الطبيعي في الجسم إلى أسابيع أو ربما إلى شهور من موعد تناوله.

زيادة التعطّش والتبوّل عند الانسان الذي يستخدمه، فتراه يكثر من شرب الماء والسوائل والذهاب إلى دورة المياه بشكل مستمرّ للتبوّل.

على المدى الطويل نسبياً يؤدي إلى آلام في عضلات الجسم حيث تشتد وترتخي من موضع إلى آخر.

ترقّق في الجلد ويعمل على ظهور الشعيرات الدمويّة فيه. تغيّر البيئة البكتيريّة على سطح الجلد لدى المريض فيؤدّي ذلك عنده إلى نموّ جراثيم ضارّة كالفطريات.

تقليل المناعة لدى الإنسان ممّا يؤدي إلى تأخر التئام الجروح فعليه يتوجّب على من يتلقّون العلاج بالكورتيزون الحرص التامّ على عدم تعرّضهم للجرح نهائياً.

الإصابة بالتّجرثم البكتيريّ والفيروسيّ والفطريّ وما على شاكلة ذلك من أمراض جلدية فيصاب المريض الذي يستخدم الكورتيزون بمرض آخر دون أن يشعر بذلك وبأنّه مريض بمرض آخر؛ لأنّ الكورتيزون يخفى أعراض التجرثم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى