أنقذ فتاة كويتية تركها طبيبها في اللحظة الحرجة.. جراح سعودي يصبح حديث وسائل الإعلام الفرنسية
هذا الخبر نشره، بنصّه، عدد من كبريات الصحف الفرنسية مؤخرا: نجح الدكتور هاني الجهني، وهو أحد أهم الجراحين سعودي الجنسية في مستشفى كولمار سيتي، في إزالة ورم كبير في دماغ أحد الفتيات الخليجية تحمل الجنسية الكويتية”.
قصة نجاح الدكتور هاني بن طلال الجهني، بدأت عندما أوفدته جامعة القصيم إلى فرنسا، لاستكمال متطلبات الزمالة الطبية في تخصص دقيق، هو جراحة المخ والأعصاب، حيث بدأ رحلته التعليمية في مستشفى ستراسبورغ الجامعي، وبعد أن مكث هناك ما يقرب من 3 سنوات من انقضاء فترة الزمالة.
ثم انتقل الجهني إلى مستشفى كبير يسمى كولمار، حيث بدأ في العمل ولكن بشكل ودي وغير رسمي كجراحاً متميزاً ومعتمداً، ولديه سجل وقائمة خاصة به للمرضى التابعين له ومواعيد العمليات الخاصة به بشكل فردي دون أي مراجعة أو إشراف عليه.
قصة الفتاة الكويتية
جاءت الفتاة الكويتية إلى مدينة باريس عاصمة فرنسا، لإجراء عملية جراحية خطيرة على يدّي أحد أشهر الأطباء والجراحين، حيث أن الورم كان موجود في أسفل الدماغ (الجمجمة)، وذلك في أكبر المراكز المتخصصة في جراحة الدماغ، ولكن هذا الطبيب الشهير قام بالاعتذار في وقت حرج قبل أيام قليلة من إجراء العملية وذلك لتوقف العمليات بسبب انتشار الاصابات بفيروس كورونا ومدى خطورته.
بعد أن انتشرت الأخبار صرح الدكتور الكبير لوكالة الأنباء التابعة للمملكة السعودية “واس”، أن تلك الفتاة الكويتية قد وصلت إلى عاصمة النور باريس عبر سفارة بلدها حتى تقوم بعمل عملية إزالة ورم بالغ الصعوبة في أحد أشهر المستشفيات الخاصة بذلك وعلى يد أشهر الأطباء الماهرين بفرنسا.
وبعد أن أجرت المريضة كافة التحاليل والفحوصات وتجهيز المعدات الخاصة بالعملية جاء رد الأستاذ الطبيب الفرنسي أنه يعتذر بسبب ظروف فيروس كورونا، وأن كافة غرف العناية المركزة الخاصة بتلك المستشفى والمستشفيات الأخرى مليئة بالمصابين بهذا الفيروس الذي لم يجد العالم له أي علاج أو مصل، ورغم ان حالة الفتاة حرجة جداً والتأخر فيها قد يتسبب في إصابتها بالصرع ولكن الطبيب اعتذر.
وأضاف الجراح هاني بن طلال الجهني: “لقد قام الملحق الطبي الخاص بدولة الكويت بالاتصال بالكثير من المستشفيات المتخصصة في حالة الفتاة والشهيرة حتى تساعد تلك الفتاة وإنقاذ حياتها، ولكن جميع المستشفيات رفضت تبني حالة تلك الفتاة المريضة، إلى أن أخ الفتاة حاول التواصل معي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت الملحقية الكويتية بالتواصل معي ومع المستشفى بشكل مباشر وعرضت الملحقية على المستشفى التي أعمل بها ولكن المستشفى رفضت تلك العملية لأنها تقع في أكثر المناطق الموبوءة بفيروس كورونا، ولكن ظلت الملحقية الخاصة بسفارة الكويت وأخ الفتاة يلحون على المستشفى لمدة لا تقل عن أسبوعين لحث المستشفى على الموافقة لإجراء العملية لها وإنقاذ حياتها.
إلى أن وافقت المستشفى على إجراء تلك العملية لتلك الفتاة، وأكد الطبيب أن تلك الفتاة كانت مصابة بورم خطير في منطقة حرجة بالدماغ خاصة بالقرب من الأوعية الدموية المسئولة عن تغذية الدماغ.
وأشار لنا الطبيب هاني الجهني أن عائلة الفتاة كانت قد اتصلت به بعد أن أصر الطبيب الأصلي على الاعتذار ولكن الجراح السعودي كان قد نشر فيديو خاص به قبل وبعد العملية للفتاة توثيقاً منه لتلك اللحظة والتي أظهر فيها نتيجة العملية وأنها نجحت رغم الصعوبات والظروف الغير طبيعية وأن الفتاة قد استجابت لكافة التعليمات بمجرد انتهاء الإجراءات الخاصة بالعملية بأقل من ساعة واحدة.
الجهنى فى سطور
يذكر أن الدكتور هاني الجهني ابتعث من جامعة القصيم لإكمال الزمالة الطبية في جراحة المخ والأعصاب بفرنسا، حيث بدأ في مستشفى ستراسبورغ الجامعي، وبعد قضاء 3 سنوات من فترة الزمالة، انتقل إلى مستشفى كولمار، حيث يعمل بشكل رسمي جراحاً معتمداً، ولديه قائمة المرضى الخاصين وعملياته الخاصة من دون أي إشراف. وفي ظل أزمة كورونا، بات يجري عمليات طارئة، سواء النزيف أو الأورام الدماغية أو كسور الفقرات منها للمصابين بالفيروس، وذلك بعد إيقاف جميع العمليات المبرمجة بسبب تفشي الجائحة بمنطقة «الغراند إيست» التي تتبع لها مدينة كولمار.
وسُمح للدكتور الجهني بإجراء التخصص الدقيق بفرنسا كأول جراح مخ وأعصاب سعودي بعد اتفاقية وقعتها الملحقية الثقافية بسفارة الرياض في باريس مع وزارة الصحة الفرنسية، مكّنت من إتاحة الفرصة للجراح السعودي لإكمال التدريب في التخصص الدقيق، إذ كان يتعين على الطلاب بعد الانتهاء من الزمالة مغادرة فرنسا مباشرة، ودراسة التخصص الدقيق في أي دولة أخرى، لعدم سماح باريس بهذه الدراسة في بعض التخصصات، ومنها جراحات المخ والأعصاب.