الحكيم

لقب منحته له الأميرة الراحلة ديانا.. الدكتور مجدي يعقوب.. “طبيب القلوب”

الدكتور مجدي يعقوب من بين أكثر المصريين شهرة في مصر وخارجها، وهو من رواد عمليات زراعة القلب على المستوى العالمي، وأحد أبرز الجراحين في بريطانيا حيث يلقب بملك القلوب إلى جانب حمله لقب سير منذ نحو ثلاثة عقود.

ولد مجدي يعقوب حبيب في 16 نوفمبر عام 1935 في مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، لعائلة تتحدر أصولها من محافظة أسيوط.

كان يحلم بأن يصبح جراحا منذ أن كان طفلا وأن كان هذا محور حياته لدرجة الهوس

وفي سن صغيرة، توفيت عمته الصغرى أوجيني لإصابتها بضيق في صمام القلب، وحزن الأب حبيب يعقوب على شقيقته التي اختطفها الموت في سن مبكرة، وظلّت هذه القصة تتردد في عقل مجدي الابن، الذي قرر أن يصبح هدفه التخصص في علاج القلب لإنقاذ حياة المرضى.

وفي مقابلة معه، تحدث عن جوانب من حياته، موضحا أنه كان يحلم بأن يصبح جراحا منذ أن كان طفلا وأن كان هذا محور حياته لدرجة الهوس. وقال إن والد كان جراحاً عاماً، بينما هو كان يطمح بأن يصبح جراحاً للقلب وقد تعززت هذه الرغبة لديه عندما ماتت عمته التي كانت في بداية العشرينات من العمر فقط أثناء ولادتها لطفلها بسبب مشكلة قلبية كانت لديها، الحدث الذي كاد يؤدي إلى انهيار والده نفسيا!

عمل في مجال التدريس بجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة في بداية حياته المهنية، لكنه ظل في بريطانيا معظم الوقت ويصفها بأنها وطنه الثاني بعد مصر

تخرَّج مجدي يعقوب في كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة عام 1957، وكان ترتيبه الخامس على الدفعة، وعمل نائباً للجراحة بمستشفى قصر العيني، ثم سافر إلى بريطانيا في عام 1962 لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص في جراحات القلب والصدر. وحصل على الزمالة الملكية من 3 جامعات هي: كلية الجراحين البريطانيين في لندن، زمالة كلية الجراحين في أدنبرة، وزمالة كلية الجراحين الملكية في جلاسكو.

عمل في مجال التدريس بجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة في بداية حياته المهنية، لكنه ظل في بريطانيا معظم الوقت ويصفها بأنها وطنه الثاني بعد مصر. في عام 1974، أصبح الدكتور يعقوب أول شخص يجري جراحة القلب المفتوح في نيجيريا، بمساعدة فريق من الجراحين البارزين.

طبيب المشاهير والفقراء

وفي عام 1980 ترأس الدكتور يعقوب برنامج زراعة القلب في مستشفى هارفيلد في لندن. وقام هو وفريقه بآلاف العمليات الجراحية، فيما وصل إجمالي عدد عمليات زرع القلب التي قام بها في حياته نحو ألفي عملية. في عام 1986، تم تعيينه أستاذاً في المعهد الوطني للقلب والرئة في جامعة إمبريال كوليدج العريقة في لندن.

وتدرّج في العديد من المناصب الأكاديمية، وبدأ حياته العلمية باحثًا في جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972، فأستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون في لندن عام 1986.

وفي عام 1987 تولى رئاسة مؤسسة زراعة القلب في المملكة المتحدة، ثم شغل منصب مدير البحوث والتعليم الطبي والمستشار الفخري لكلية الملك إدوارد الطبية، فضلاً عن رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية.

واستطاع مجدي يعقوب إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب في عام 1980، إذ نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005، ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات الكوميدي البريطاني إريك موركامب والفنان المصري عمر الشريف.

الدكتور مجدى يعقوب وسط عائلته

ويعد جراح القلب الشهير واحداً من رواد جراحة زراعة القلب في العالم، وأجرى العديد من العمليات الجراحية الناجحة على مستوى العالم، ويعد ثاني جراح يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمي كريستيان برناردن.

وخلال مسيرته العلمية الحافلة حصل مجدي يعقوب على العديد من الأوسمة، إذ يحمل لقب “أكثر أطباء العالم إنجازاً في عدد عمليات زراعة القلب”، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “فارس” في عام 1966، بينما لقّبته أميرة ويلز الراحلة ديانا بـ”ملك القلوب”.

ودمج يعقوب بين العلم والعمل الإنساني، بتأسيس مؤسسة “سلسلة الأمل” الخيرية بالمملكة المتحدة، لتقديم العلاج مجاناً للمرضى الفقراء الذين يعانون من أمراض خطيرة في القلب، وعلى مدار سنوات طويلة تمكنت المؤسسة من تشخيص 600 حالة وإجراء عمليات زرعة قلب لها.

وعلى مدار 5 عقود اهتم يعقوب بتخصيص جراحات لإنقاذ حياة الأطفال، عبر طاقم طبي متخصص ووحدات طبية متخصصة في جراحة القلب للأطفال، لينجح في استقطاب نحو 70 عالماً وطبيباً إلى مؤسسة “سلسلة الأمل” للمشاركة في جراحات زراعة القلب للأطفال.

منحته ملكة بريطانيا لقب “سير” عام 1991 لقاء إنجازاته في مجال الطب والجراحة. كما أنه زميل مدى الحياة في أكاديمية العلوم الطبية منذ عام 1998 وزميل الجمعية الملكية منذ 1999

وكانت أول جراحة نادرة يجريها مجدي يعقوب في مركز أسوان لجراحات القلب في عام 2009 لطفل عمره 12 سنة ويعاني ضيقاً خلقياً في الصمام الأورطي، واستغرقت العملية 11 ساعة كاملة وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية وبعدها نفذ المركز المئات من عمليات القلب المفتوح.

طوّر الدكتور يعقوب تقنيات جديدة ورائدة في مجال جراحة القلب لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية عند الولادة. كما طوّر تقنيات جديدة في مجال الجراحة من بنيها إجراء عمليات معقدة لتبديل الأوعية القلبية للأطفال المولودين بعيب خلقي في القلب.

ومنذ تقاعده من العمل الوظيفي في عام 2001 يكرس الدكتور يعقوب جل وقته لمنظمة “سلسلة الأمل” الخيرية التي أسسها في عام 1995 والتي تهتم بالأطفال في مناطق الصراعات في الدول النامية والذين يعانون من أمراض قلبية. كما تقدم “مؤسسة مجدي يعقوب للقلب” في مصر الدعم لمركز أسوان للقلب الذي تم افتتاحه في عام 2009.

منحته ملكة بريطانيا لقب “سير” عام 1991 لقاء إنجازاته في مجال الطب والجراحة. كما أنه زميل مدى الحياة في أكاديمية العلوم الطبية منذ عام 1998 وزميل الجمعية الملكية منذ 1999. كما منحه وزير الصحة البريطاني عام 1999 جائزة الأداء المميز لقاء مساهمته في مجال الطب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى