طبيبك الخاص

طبيبك الخاص

  • أعاني من “الخوف المرضي”.. فما العلاج؟

أصبحت أعاني مؤخراً من الخوف المرضي، حيث أصبح كل جسمي يؤلمني، ذهبت وعملت تحاليل للكبد، وفيتامين (د)، وعملت تخطيط القلب؛ لأنه يؤلمني بعض الأيام، وعملت أشعة على الرأس، وكل شيء جيد، ومع ذلك في بعض الأحيان أشعر بألم في الرأس والقلب.

حول هذا السؤال يجيب الأستاذ الدكتور محمد عبد العليم قائلاً: يظهر أن لديك قلق المخاوف من الأمراض كما ذكرت وتفضلت، وهذا نوع من القلق شائع جدًّا في هذا الزمان، لأن عجلة الحياة أصبحت تدور بسرعة، وكثرت المشاكل، وكثرت الأمراض، وكثُرَ موت الفجاءة، والناس افتقدوا الطمأنينة في أشياء كثيرة، فأصبحت لغة المرض، لغة الجسد، لغة الخوف هي اللغة المتداولة بين بعض الناس، لكن – يا أخي الكريم – الإنسان يُفوض أمره إلى الله، ويعتني بصحته، ويتوكل على الله، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، ويعلم أن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجلٍ كتاب، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن من يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره. هذا هو المفهوم الصحيح، وهو مفهوم سلوكي عظيم، ومن يتفهمه ويتدبّره ويأخذ به أعتقد أنه سيكون في أمنٍ وأمان.

أنت تحتاج أن تجري فحوصات دورية، بواسطة طبيب تثق فيه كطبيب الأسرة والطبيب الباطني، يمكن أن تُراجعه مثلاً مرة كل أربعة أشهر، ولا تحتاج إلى أكثر من ذلك، تُجرى لك الفحوصات الروتينية، تعرف مستوى السكر، قوة الدم، الدم الأبيض، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات، مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12) … هذه فحوصات دورية ضرورية وبسيطة جدًّا، وغير مكلِّفة.

فحتى تتجنب المخاوف المرضية وتتجنب كذلك التردد على الأطباء يُفضّل أن تزور طبيبك وحتى وأنت في أحسن حالاتك، من أجل الفحوصات الدورية، هذا مبدأ سليم.

الأمر الثاني: أنا أؤكد لك أن القلب لا يُؤلم، القلب في حالات الذبحات يكون الألم الصادر منه من أغشيته وليس من داخله، والناس تشتكي من آلامٍ في الصدر أو وخزات في الصدر وتعتبرها ناتجة من القلب، لا، هذا ليس صحيحًا، الآلام والوخزات التي نحس بها في الصدر غالبًا هي من التوتر، من القلق، لأن التوتر والقلق النفسي يؤدي إلى توتر عضلي في الجسم، وأكثر عضلات الجسم تأثُّرًا هي عضلات القفص الصدري، لذا كثير من الناس يحسون بالألم ويعتقدون أن ذلك من القلب، والعضلات التي تتأثّر أيضًا هي عضلات فروة الرأس، لذا الصداع التوتري كثيرًا جدًّا، وعضلات القولون لذا يوجد ما يُعرف بالقولون العصبي أو العُصابي علة شائعة جدًّا وسط الناس.

  • عدم استيعاب الكلام.. هل هو حالة مرضية؟

تختلف أسباب عدم استيعاب الكلام بالنسبة للطفل الصغير عنها لدى الكبير؛ لأنه من صيغة سؤالك لم يحدد إذا كان المعني شخص كبير أو صغير.

إن عدم استيعاب الكلام عند الصغير غالباً ما يكون سببه تدنيا في القدرات العقلية حيث يعاني الطفل من بطء في التعلم، أو تأخر ذهني (أقل من ٦٩ درجة على مقياس الذكاء) مما يؤثر في قدرته على معالجة المعلومات بالسرعة المناسبة في الدماغ، وهذا يؤثر على استيعابه لما يقال له أو يراه؛ لأن النقص في القدرات العقلية يؤثر في عمل العمليات العقلية المسؤولة عن الاستيعاب، وهي: الانتباه، والذاكرة، والتمييز، والقدرة على التفكير وتحليل المعلومات الواردة للدماغ.

أما عند الكبار فإن أسباب عدم الاستيعاب غالباً ما تكون “مَرضيّة” نتيجة لإصابة الفرد بـ “حُبسة كلامية” Aphasia وهي حالة تُضعف قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين، ويمكن أن تؤثر في قدرته على التحدث، والكتابة، وفهم اللغة لفظية أكانت أو مكتوبة، وعادة ما تحدث الحُبسة بصفة مفاجئة، بعد الإصابة بسكتة دماغية، أو إصابة بالرأس، إضافة إلى أنها قد تنشأ تدريجيًا إثر ورم ينمو ببطء في الدماغ، أو مرض يسبب ضررًا تدريجيًا ودائمًا (تنكسيًا).

وتحدد درجة الإصابة وفقًا لموقع وسبب الضرر والتلف في الدماغ.

ومن الناحية العصبية، فالذين يعانون من ضعف في استيعاب الكلام، يكون لديهم خلل مرضي في منطقة فيرنيك بالدماغ، وتسمى بالحبسة الاستقبالية” وتتميز بطلاقة الشخص بالكلام، مع ملاحظة أن لديه صعوبة في استيعاب الحديث والكلمات والجمل، وعلى الرغم من طلاقة الكلام إلا أن المريض يعاني من فقدان بعض الكلمات الأساسية في حديثه (أسماء، أفعال أو صفات)، كما قد يحتوي الكلام على كلمات غير صحيحة أو غير منطقية، ويرتبط هذا النوع مع الحبسة بالضرر المتصل بالجزء الخلفي الأيسر من القشرة الصدغية في الدماغ، حيث تعتبر المنطقة الأكثر شيوعاً لهذا النوع.

ويوجد العديد من الاستراتيجيات التي تساعد في تحسين الاستيعاب عند الفرد، أهمها:

– عليه أن يركز انتباهه لما يقال له أو يسمعه.

– عندما يتكلم شخص معه، على من يعاني من ضعف في استيعاب الكلام، أن يحرص على التواصل البصري مع المتحدث، لكي لا يتشتت انتباهه وتضيع المعلومات التي يقولها الطرف الآخر.

– استخدام استراتيجيات معينة للمساعدة على التذكر وتخزين الفرد للمعلومات في الدماغ بطريقة يسهل استرجاعها والتحدث عنها.

– اتباع أسلوب كتابة الملاحظات، عندما يقال له أشياء مهمة، والعمل على تصنيفها ليسهل الرجوع إليها.

– على من يتحدث مع شخص ويعلم أنه يعاني مشكلة في استيعاب الكلام، عليه التحدث بعبارات قصيرة وواضحة ومباشرة، وألا يطلب منه القيام بعدة أعمال دفعة واحدة، وعلى المتحدث إعادة التعليمات حتى يتأكد أن الشخص قد فهم ما قيل له، وما هو مطلوب منه.

(3) كيف أتغلب على التخيلات وأحلام اليقظة؟

أنا فتاة أعاني من الوهم والتخيلات، وأتابع مع طبيبة نفسية، لكني أكتفي بالعقاقير، فقد تم تشخيص حالتي سنة 2015 أني أعاني من أميل نحو انفصام الشخصية، والآن تعافيت منه، والتخيلات التي تأتيني هي أني أدخل في مشادة كلامية مع أحدهم فأتعصب، وأتحدث مع نفسي أو أساعد أحدهم، فتجدني أبتسم أو أكون مظلومة، فتنهمر الدموع.

أحاول أن أشغل نفسي بأعمال البيت، أو الجلوس مع الأهل، فيسرقني السرحان بعض الوقت، فتجدني أقوم بأعمال البيت وأتخيل موقفا مضحكا فأضحك، أو أكون جالسة مع الأهل عندما يقوم كل واحد منهم بأخذ الهاتف المحمول تجدني أتخيل موقفا يزعجني فأتعصب، أو أني أتحدث بلغة ما بطلاقة، رغم أن مستواي عادي في اللغة الفرنسية، أو أن لدي علاقة مع الجن أني هزمته، أو شيئا من ذاك القبيل.

أنا مجبرة على التجاوب معه بدون شعور، لا أستطيع التحكم بنفسي، ولم أوفق في أن يكون لي صديقات، كلهن يردن فقط صداقة الدراسة بدون أن تكون العلاقة وطيدة.

يجيب على هذا السؤال الاستاذ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر قائلاً:

هناك فرق بين الوهم والتخيلات وأحلام اليقظة – أو الحديث مع النفس – فأحلام اليقظة والحديث مع النفس – بغض النظر عن محتوى هذا الحديث – هذا قد يكون طبيعيا لحد ما في فترة المراهقة، ولكن إذا استمرَّ بعد فترة المراهقة وزاد – أي يستغرق الشخص زمنًا طويلاً في الحديث مع النفس وأحلام اليقظة – فهنا يكون الأمر أمرا مَرضيا، ويحتاج إلى علاج وتدخُل، ويبدو أنك تعانين من الاثنين معًا – أختي الكريمة – وكما ذكرتِ أنك تعانين من بعض مشاكل الشخصية، ومشكلة أنك تشعرين بالوحدة وليس لك صديقات، ودائمًا الشخص إذا لم يكن عنده أصدقاء، ويشعر بأنه وحداني فيلجأ لأحلام اليقظة والسرحان لتعويض هذه الأشياء، وهذه الأشياء – أختي الكريمة – حلَّها علاج نفسي وليس علاجًا دوائيًا في المقام الأول.

أنا لا أعلم ما هي الأعراض التي على ضوئها شخصت انفصام الشخصية، المهم الآن ذكرت أنك تعافيت، والأشياء التي شرحتها في الاستشارة كلها تحتاج إلى علاجات نفسية – أختي الكريمة – وكما ذكرت أنك عندما تكونين مع الناس يكون الوضع أفضل، وهذا يدل على أنك سوف تستجيبين بإذن الله للعلاج النفسي، فعليك بالتواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية لمساعدتك في هذه التخيلات والسرحان الذي تعانين منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى