منوعات

وظائف آمنة .. لا يهددها ” الذكاء الإصطناعي “

قديماً كانت الثورة الصناعية تمثل مصدراً للشعور بالخوف والتهديد، من فقدان الوظائف، وسيطرة الآلات الميكانيكية الجديدة ” كآلات نسج الأقمشة ” على سوق العمل، وحرمان الكثير من القوى العاملة من وظائفها، وانقطاع مصدر الرزق الدائم لهم، وبالنسبة لمعظم البشر كان هذا هو التفكير السائد وقتها.

روبوت ” الذكاء الإصطناعي ” يهدد الوظائف في العصر الحالي

ومع ظهور تقنيات ” الذكاء الإصطناعي ” في كل المجالات، وتحذير الخبراء من أن التهديد القادم هو ” الروبوت ” ” الرجل الآلي ” الذي سيقضي حتماً على كثير من الوظائف والعمالة، توفيراً للنفقات الاقتصادية، والأجور الآخذة في الإزدياد، في ظل الصعوبات التي يلاقيها الاقتصاد العالمي .

ووفق ما ذكره تقرير نشرته مجموعة “غولدمان ساكس” في مارس آذار 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا، ويُشير التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ بسبب الاعتماد الكلي على ” الروبوتات”، وقد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب “قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل الذكاء الاصطناعي كل شيء”.

التمريض ومستشاري الأعمال والصحفيين .. وظائف آمنة

وأطلق ” فورد ” صيحة تفاؤل وأمل لعدم قدرة الذكاء الإصطناعي على التهديد والاقتراب من الوظائف الإبداعية، وسيكون بمعزل عنها، لأنها لا تعتمد فقط على قيام الفرد بعمل منظم أو مجرد إعادة ترتيب الأشياء، ولكن تتطلب ابتكار أفكار جديدة، وتحتاج إلى قدر كبير من الذكاء العاطفي، والتفكير خارج الصندوق ، وهي تلك المهن التي تتطلب علاقات شخصية معقدة مثل ” التمريض” ، ” مستشاري الأعمال ” ،  ” الصحفيين الاستقصائيين “.

وأضاف “فورد” بأن الوظائف التي تتطلب وضع استراتيجية قانونية جديدة، أو استراتيجية عمل مبتكرة، سيظل العنصر البشري له مكان في تلك المهن، لأنها تحتاج إلى فهم عميق جدا للأشخاص، وسيمر الكثير من الوقت قبل أن يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل، وفهم طرق بناء العلاقات العميقة.

وهذا لا يعني بالضرورة أن جميع المهن التي تعدّ “إبداعية” ستكون بمأمن. في الواقع، قد تكون بعض المهن مثل التصميم الجرافيكي والمهن المتعلقة بالفن المرئي من بين أوائل المهن المهددة؛ إذ يمكن للخوارزميات الأساسية توجيه الروبوت لتحليل ملايين الصور، ما يسمح للذكاء الاصطناعي بإتقان فن الجماليات على الفور.

الوظائف التجارية .. إبداع يصعب استنساخه

يكمل ” فورد ” سرده للوظائف الآمنة من تهديد الذكاء الإصطناعي، ويضع في المرتبة الثانية ” الوظائف التجارية”، مثل الكهربائي والسبّاك و الحداد وما شابه ذلك، والتي تتطلب الكثير من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة، وتتعامل مع أوضاع جديدة طوال الوقت، ويصعب صنع مثيلها في تقنيات الذكاء الإصطناعي؛ إذ قد تحتاج إلى روبوت خيال علمي مثل روبوت C-3PO في سلسلة أفلام حرب النجوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى