نابغون

مارجريت سوليفان.. وفن الكتابة الصحفية

اختيار كاتب العمود في الصحافة الغربية الكبرى ليس عملا سهلا. كاتب العمود ذو مواصفات لا تتوفر في غيره. وهكذا احتفل موقع صحيفة الجارديان الأمريكي بتقديم الصحفية مارجريت سوليفان لتكتب مقالا أسبوعيا عن الإعلام والسياسة والثقافة والجدل السياسي والأخلاقي الدائر.

احتفال الجارديان بمارجريت يشبه تقديم لاعبي الكرة العظماء، وخصوصا أن الكتابة الثابتة فيها أمنية صعبة المنال فهي صحيفة بريطانية عريقة تصدر منذ عام 1821 وتطبع 6 أيام في المملكة المتحدة، ولها نسخة الكترونية إضافة إلى الموقع الأمريكي والآخر الاسترالي، ويأتي ثلثا زوار الجارديان الرقمية من خلال الموقع الأمريكي.

وصفها عام 1936 الكاتب البريطاني الشهير جورج أوريل بأنها الصحيفة التي يصدقها ويثق فيها، وهو صاحب الرواية الأشهر “مزرعة الحيوان” المنشورة عام 1945 التي اختيرت ضمن أفضل 100 كتاب في القرن العشرين.

انضمام مارجريت سوليفان إلى الجارديان

ابتداءً من هذا الأسبوع ستنضم مارجريت سوليفان إلى الصحيفة كاتبة عمود أسبوعي.

وليت طلاب الصحافة وأجيالنا الصحفية الجديدة يقتدون بها كصحفية، وبالجارديان كصحيفة كشفت الكثير من الوثائق السرية ونالت عليها أهم الجوائز  كالتجسس على الهواتف التي أدت تحقيقاتها بشأنها إلى إغلاق أعلى الصحف البريطانية مبيعا “ذا نيوز أوف ذا ورلد” وكذلك وثائق بنما، وفضيحة التجسس على الهواتف في عهد أوباما، وتغطياتها للحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينيات، ومطارداتها للاستبداد والمستبدين، لدرجة أن مصطلح “الجارديانية” صار مرادفا لكل صحفي شجاع يواجه الديكتاتورية.

أما مارجريت سوليفان فهي كاتبة صحفية حازت العديد من الجوائز، عرفت بأعمدتها الشجاعة وتعليقاتها الحادة. انتقلت إلى  الجارديان بعد  6 سنوات قضتها في صحيفة واشنطن بوست، حيث كانت كاتبة عمود من 2016 إلى 2022.

قبل ذلك عملت كمحرر عام لصحيفة نيويورك تايمز، ورئيس تحرير صحيفة بوفالو نيوز، وهي أيضًا مؤلفة الكتاب المشهور في أكاديميات وكليات الصحافة الغربية (تجهيل الأخبار.. الصحافة المحلية وأزمة الديمقراطية الأمريكية) “Ghosting the News: Local Journalism and the Crisis of American Democracy”

تأثرت شخصيا بآرائها المنتقدة لتجهيل الأخبار، وكنت أرفض الخبر الذي لا يحمل اسم كاتبه أو مصدره، مهما كانت قيمته وصحته والانفراد به، كنت أرى ذلك الخبر بدون اسم صاحبه مجرد خبر لقيط كالطفل اللقيط.

كما أن مارجريت صاحبة المذكرات التي نُشرت مؤخرًا عن صالة الأخبار والحياة الملطخة بالحبر “Newsroom Confidential: Lessons (and Worries) from an Ink-Stained Life”.

وكانت تقوم بالتدريس في كلية السياسة العامة بجامعة ديوك  كأستاذة زائرة.

وفي تقديمها قالت رئيسة تحرير الصحيفة إن مارجريت هي واحدة من أكثر الأصوات تأثيرًا في وسائل الإعلام الأمريكية، وتحظى باحترام متساوٍ لنزاهتها، وتحليلها الحاد، ومسيرتها المهنية المتميزة في كسر السقف. أنا سعيد لأنها انضمت إلى صحيفة الجارديان لتزويد القراء بتعليقاتها الذكية”.

وقالت بيتسي ريد ، محررة Guardian US:

“لا يوجد أحد أفضل من مارجريت سوليفان لتقرأ عن التقاطع بين وسائل الإعلام والسياسة في عالم مليء بالمعلومات الخاطئة والأحداث الساخنة للغاية ، تتمتع بذكاءً رائع وعين لا تلين حتى في أكثر القضايا إرباكًا وصعوبة.

أما مارجريت سوليفان فعبرت عن سعادتها بمشاركة آرائها في صفحات الرأي بالجارديان، لأنها نموذج العمل المميز الذي يشجع الصحافة الشجاعة والحيوية التي تتيح الأخبار والمعلومات للجميع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى