مقالات

للوقاية من تعاطي المخدرات.. ظاهرة جديرة بالتأمل والدراسة

للوقاية من تعاطي المخدرات.. ظاهرة جديرة بالتأمل والدراسة

بقلم: البروفيسور / محمد بن حمود الطريقي

رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل- المشرف العام على مركز ابحاث الشرق الاوسط للتنمية الإنسانية 

عام 2015، وفي كلمة تقديمية للتقرير السنوي لمركز الملك سلمان للشباب قال سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد: “الشباب هم قاعدة كل البلدان، وهم حملة شعلتها والأيدي التي تبني حاضرها وقادة مستقبلها، فلذلك كان التركيز عليهم هو الأساس في أي حراك تنموي وخطط طموحة لنهضة الدول وعزها ورفعتها”.

وعام 2016، عاد سموه ليؤكد مجددًا على دور الشباب قائلًا: “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت هي شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، وبسواعد أبناءه، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد”.

كذلك في حديث لسمو ولي العهد عن الشباب بعد إطلاق رؤية 2030 في مقابلة خاصة لقناة “العربية” في إبريل 2016، قال: “لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدا ومشرفة خاصة في جيل الشباب… طاقة قوية، شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية، ونعمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل”.

يفسر هذا، وغيره كثير من الأقوال والأفعال، التوجيه الذي أصدره سمو ولي العهد للقيام بحملات أمنية لمحاربة المخدرات والقبض على مروجيها ومتعاطيها، ويفسر هذا، من قبل، أيضًا ترقية اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بقرار من مجلس الوزراء، فأصبح رئيسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فسموه المشرف والمتابع لجميع أعمالها، بعد تعديل المادة الخامسة من نظام اللجنة في فبراير 2023.

إن هذا يضع للجنة أهمية توازي أهمية اللجان والمجالس التي يترأسها سمو ولي العهد، ويعطيها أهمية قصوى، وأولوية كبيرة، على قائمة أعمال سموه واهتماماته، إذ لا معنى لأي تقدم يمكن إحرازه على أي صعيد اقتصادي أو اجتماعي أو تعليمي، وهذه الآفة المدمرة تقضي على الفئة المستهدفة بكل هذه المنجزات، بل تجعل منها معول هدم لها، لما تلحقه بمن تصيبه من انسحاب تام، وتخلٍّ، وعدم شعور بالمسؤولية، واستعداد لإلحاق الأذى بأقرب الناس إليه، بل بمن يعول.

ولعلي، بحكم التخصص، أشير هنا، إلى أمر يحتاج إلى إعادة نظر، ويتمثل في تراجع الطلب على المخدرات، بشكل ملحوظ، في صفوف المعاقين، فلا تسمع عن معاق مدمن لأي نوع من المخدرات، بل تسمع دائمًا عن معاق يتحدى ظروفه، ويسعى لتحقيق منجزات يتجاوز به عقبة الإعاقة الكؤود، وينتصر عليها، ويثبت وقوفه على قدم واحدة مع الأسوياء الذين يزهد كثير منهم في سوائه، النعمة التي أنعمها الله عليه، ويذهب لتغييب عقله، وصناعة إعاقته بيده، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأتصور أن هذه الظاهرة، إن تعقبتها الجهات المعنية بشؤون البحث العلمي، حول الدوافع التي تجعل المعاق بعيدًا عن هذه الآفاق بنسبة كبيرة، فإنه ربما نكون بعد خطوات من استخلاص الترياق النفسي الذي يمكن أن نحصن به شبابنا من الوقوع فيها، هذا بالطبع إلى جانب جهود الجهات الكثيرة المعنية بمكافحة المخدرات، لكن، الجانب النفسي هنا مهم جدا على ما يبدو، لذا وددت أن ألفت الأنظار إلى هذه الظاهرة، وإننا في مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية، جاهزون للتعاون مع أي جهة ترغب في دعمنا لإجراء بحوث بهذا الشأن، لعلنا نقدم سبقًا وطنيًا، وعالميًا بهذا الخصوص، يليق بحركة البحث العلمي التي تشهدها بلادنا، ويرقي إلى تطلعات قيادتنا الحكيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى