مقالات

لديك خبرة؟؟ (2)

فرج عبدالله آل عمرو*

إكمالا لسلسلة مقالات (لديك خبرة؟؟) التي قد بدأت كتابتها وتسطير أحرفها بدءًا من المقال السابق (1) وهو مقدمة سريعة تتحدث عن أفكارعملية لتطبيق “رؤية 2030” على أكمل وجه وأسرع تنفيذ. وكما ذكرت آنفاً أن الطرق والأساليب المنهجية المستخدمة حالياً، هي بالطبع طرق فعالة قابلة للتطوير والتحسين، كما هو حاصل الآن.. ولكننا نحتاج أيضا إلى استخدام أدوات وطرق إضافية مصاحبة أكثر تدعيماً وفاعلية لتحقيق الأهداف المنشودة، ومن أهم ثمراتها المرجوة أن تفرز لنا أجيالاً جديدة لديها مهارات وخبرات، ولديها كم هائل من المشاريع الريادية الناجحة في كل المجالات العلمية والتطبيقية، المنطلقة من ركائز الرؤية ومستهدفاتها لتحقيق التنمية والرخاء لبلادنا وشعبنا.

ولذلك فإن تكوين الكوادر العلمية والعملية المؤهلة ومراكمة الخبرات ودعم المواهب والمبادرات الريادية، لابد أن تكون منهجاً لازما متلازماً في خطط الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وأن يتعاون ويتشارك فيها الجميع، انسجاما مع “رؤية 2030”  الواعدة والتي –بفضل الله تعالى مالك الملك – نفذ منها جزء كبير بالفعل، واجتزنا شوطاً طويلاً على أرض الواقع –كما نشاهده حالياً- وسبب اهتمامنا بهؤلاء الشركاء والذي يصب في بوتقة منطلقات محور الإنسانية أنه أحد ركائز الدولة –أيدها الله – وتوجهاتها (الإنسان أولاً) بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تعالى وولي عهده الأمين عراب الرؤية والدينامو المحرك أمير الشباب صاحب السمو الملكي: الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تعالى. ولذلك فإن هذه الإرادة السياسية الشابة المفعمة بالحيوية والمندفعة نحو تنفيذ الرؤية بأقصى سرعة، تجعلنا نقطع مسافات شاسعة إلى الأمام. ولهذا وجب علينا أن نلاحقها وننطلق معها، والتركيز بشكل مكثف على الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم واستعداداتهم وصقلها وتعزيزها، لتكون أكثر فاعلية وحيوية، ومعرفة مشكلاتهم منذ سن مبكرة لمعالجتها والتقليل من حدتها وآثارها بطرق وخطط واقعية تحقق أهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية خدمة لبلاد الحرمين الشريفين وخدمة لأنفسهم ومجتمعهم وتشجيعهم كشركاء ووضعهم في موقع المسؤولية من بداية المشوار، لأنهم المستقبل والشعلة المتقدة في فضاء الوطن، وهم مقدراته وموارده التي ستنتج وتبني وتصنع وتخترع.

ومن أهم الأعمال في هذه المرحلة أن نهيئ لهم الخبرات المطلوبة ليكونوا نواة نابتة صالحة الثمر والإنتاج على أسس سليمة، توجههم وتأهلهم نحو سوق العمل العالمي والإقليمي والمحلي بجاهزية وكفاءة، لا لحل مشكلة البطالة فحسب، بل لأكثر من ذلك، في تطوير مساراتهم المهنية المطلوبة الممزوجة بالمؤهلات العلمية والأكاديمية المتقدمة، مع اكتساب المهارات والخبرات وإقامة تجارب حقيقة ومشاريع قائمة وأعمال دائمة يستفاد منها، مبنية على الإتقان والتعاون في نفس التخصص مع الأقران من خلال الممارسة الموجهة. فيخرج للمجتمع وقت العمل وخبرته في يده لايحتاج إلى من يعلمه أو يوظفه أو يتصدق عليه ليعمل لديه لأخذ الخبرة عنده، وفي وقت هو في أمس الحاجة إلى الاعتماد على نفسه، فلا مجال للتجربة ولا وقت للفشل.

ومن وجهة نظري، فإن تنفيذ تلك الرؤية تكون من خلال كيان ومنظومة ملازمة للمؤسسات التعليمية تسمى “مصنع الخبرات” له مجلس إدارة مكون من جهات حكومية مشرفة ومشاركة ومنفذة ورقابية وجهات أهلية خاصة ربحية وخيرية غير ربحية يعمل بها خبراء ومستشارين ومختصين من أبناء البلد أوالمقيمين الذين لديهم مؤهلات علمية وخبرات مهنية من الشباب حديثي التخرج أوممن دخل سوق العمل ولديه فهم في هذه الأمور تحت إشراف مباشر هذه الجهات بميزات وشهادات خبرات وتسهيلات للمشاركين كأفراد أوجهات.

*الكاتب: فرج عبد الله آل عمرو

المشرف العام على موقع تعزيز القدرات

عضو مجلس إدارة شركة تعزيز القدرات المحدودة

مرشد  تعليمي وتربوي– محافظة شرورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى