حلول مبتكرة

“خلية التدفق”.. ابتكار يجعل التعامل مع النحالة أبسط وأسهل

الدور الذي يقوم به النحل من بين سائر الملقحات في الطبيعة غني عن التعريف، فهو مسئول عن تلقيح 30% من المحاصيل الزراعية، و90% من النباتات البرية، ومن ثم فإن دوره في الإنتاج الغذائي لا ينكر، فضلا عن الدور الغذائي لمنتجات النحل من عسل وغيره. لكن النحالة مهمة شاقة تتطلب حرصا كبيرا حتى لا يتسبب إزعاج النحل في خلاياه من أجل الحصول على العسل في المزيد من الإصابة بقرصاته للنحالين.

خلية التدفق Flow Hive

من أجل تحقيق هذا الهدف ابتكر ستوارت وسيدار أندرسون Stuart and Cedar Anderson عام 2015 خلية جديدة تجعل الحصول على النحل من الخلية أيسر وأقل جهدا، وأكثر حبا، وأسميا تصميمهما بـ”خلية التدفق Flow Hive” وهو أول تطوير لخلايا النحل منذ أكثر من 150 عاما (منذ عام 1852)، وقد استغرق ابتكار الخلية الجديدة منهم عشر سنوات تخللتها محاولات عدة لتصميمات تحقق الغرض، مع تجريب لتلك التصميمات، حتى الوصول للتصميم الأمثل.

ومن أجل تعميم ذلك التصميم دشن المصممان حملة للتمويل الجماعي على موقع إنديجوجو Indiegogo كانا يستهدفان منها جمع 70 ألف دولار، وهو الهدف الذي تحقق في 8 دقائق من تدشين الحملة فقط، لكن الحملة حققت ما يقارب الـ 13 مليون دولار، فيما وصف بأنه أنجح الحملات على مدى تاريخ التمويل الجماعي على الموقع، فضلا عن تلقيهم 48 ألف طلب شراء، من 130 بلدا حول العالم.

شرح الابتكار

ولشرح التصميم يقول موقع الويكيبيديا: تحتوي الإطارات في الخلية على شبكة شعرية بلاستيكية مشكّلة جزئياً مع فجوات عمودية. يملأ النحل هذه الفجوات بشمع العسل ويملأ الخلايا بالعسل، وعندما يتم تفعيل آلية الإطارات، يتم تعويض الثغرات العمودية بمقدار نصف الخلية، فينكسر ختم الشمع ويسمح للعسل بالتدفق من خلال الخلايا إلى غرفة في القاع ثم إلى خارجها في وعاء جمع. ثم تتم إعادة ضبط النظام ويقوم النحل بإزالة الغطاء ووضع ختم للخلايا، مع بدء العملية مرة أخرى، وقد أظهر التصميم فاعليته حتى في حالة تبلور العسل في الشتاء البارد.

نشر هواية ومهنة النحالة

الشيء المميز في تجربة الابتكار وأصحابه من أسرة أندرسون الأسترالية – ستوارت الأب، وسيدار الابن وهما ينتميان لأسرة تمارس النحالة على مدى عدة أجيال – أنهما قد أسسا شركة وموقعا إلكترونيا، يمارسون من خلالهما دورا أكبر من مجرد العمل التصنيعي والتجاري، وهو ما يدخل في إطار المسئولية الاجتماعية للشركات، والتي اختاروا أن يمارسوه في نفس التخصص بشكل “تجديدي، وأخلاقي ومستدام” كما يعبرون على موقعهم.

وفي هذا الإطار تمارس الشركة دورا تعليميا، حيث صممت برنامجا تعليميا على الموقع، وآخر على الأرض تمارسه مع المدارس والمؤسسات التعليمية، لنشر هواية ومهنة النحالة، خاصة بين الراغبين والمبتدئين – وهو ما يقولون أن التصميم الجديد يساعد عليه بشكل كبير -، فضلا عن مساعداتها للجمعيات الخيرية داخل وخارج أستراليا على بناء مناحلها الخاصة، والتي تضم فضلا عن خلايا التدفق، بيوتا خشبية مصممة لإيواء الأنواع الأخرى من الملقحات Pollinators House ابتكرته الشركة. وفضلا عن ذلك تحرص الشركة في كل ممارساتها على تطبيق مبدأ الاستدامة، سواء في الحصول على المواد الأولية لتصنيع منتجاتهم، حيث يتم مثلا تصنيع بيوت الملقحات من أخشاب معاد تدويرها، أو في تطبيق معايير الاعتماد العضوية ومراعاة الأثر البيئي لكل أعمالهم. فضلا عن ذلك تحرص الشركة على تكوين وتطوير وتنمية مجتمع من النحالين حولها، يطبق نفس المبادئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى