ريادة

تدمج بين الموهبة والدراسة.. (أسماء تركي) رائدة أعمال ومصممة اتَّخذت التميُّز شعاراً لها في عملها فوصلَ بها للإبداع

(أسماء تركي).. رائدة أعمالٍ سعودية ومصممةُ ديكورٍ داخلي، اتَّخذت التميُّز شعاراً لها في عملها، فوصلَ بها للإبداع. تدمج بين الموهبة والدراسة، والحضارات والثقافات المختلفة، وتقدِّم تصاميم فنية في غاية الروعة، ومزيجاً عصرياً فريداً من نوعه. يقودها شغفٌ كبيرٌ وحلمٌ جميلٌ بتنفيذ مشروعاتٍ وطنيةٍ كبرى، في مقدمتها المشاركة في مشروعات “الرؤية السعودية 2030” مثل “ذا لاين” وتحرص على أن يكون لها بصمةٌ خالدة، وتسهم في تنمية وطنها وتعزيز تقدمه. 

 الطريق إلى مجال التصميم 

ترى ان ما هي فيه من نجاحات سببه توفيق الله، وما هي إلا مجرد شخصٍ، يسعى ويجتهد، وقد حصلت على ما تريده بإذنه تعالى. في تقديرها, الموهبة فطرةٌ وغريزةٌ، تنشأ في الطفولة، وتكبر تدريجياً، وهذا ما حدث معها، فمنذ طفولتها وهي تهتم بالديكور والأثاث والألوان، وتحرص على تعقُّب والدتها فيما تقوم به من تنسيقاتٍ للمنزل، خاصةً في الأثاث ودمج الألوان، وتركيب التحف، وشيئاً فشيئاً أصبحت روحها تتغذَّى على هذا المجال حتى وجدت نفسها وقد كبرت على حب التصميم والنجاح فيه. 

محطات في حياتها 

محطاتها الدراسية والحياتية، كان لها أثرٌ كبيرٌ في المجال الذي اخترته لنفسها، فكل ما مررتُ به في هذه المسيرة وصولاً إلى التخصُّص، شكَّل دافعاً لديها للمضي قدماً في عالم التصميم، وحفزَّها على تعلُّم المزيد عنه، لذا لا تستطيع أن تستثني أي مرحلةٍ منها، لأنها جميعاً كانت سبباً بشكلٍ أو بآخر في تطوير مهارتها، وتنمية موهبتها بطريقةٍ تتناسب وطموحها، وما تريد الوصول إليه. وبما أن النجاحات تبنى من عمق المصاعب، فقد كانت مسيرتها حافلةً بالمصاعب، لكنها ممتنةٌ لكل تلك المحطات، إذ صقلتها وعلَّمتها وأكسبتها كثيراً من الخبرة. 

 
شخصيات في حياتها 

 
كل إنسانٍ يملك أشخاصاً في حياته، يؤثرون فيه إيجاباً، أو سلباً، وأسماء تركي أعدّ نفسها محظوظةً لأنها تأثَّرت إيجاباً بمحيطها، لا سيما في جانب تطوير موهبتها بالتصميم، ومن هؤلاء أمها وأختها، حيث كان لهما دورٌ كبيرٌ في صقل مهارتها، وتقوية حب المجال في داخلها، فوالدتها كانت تحرص على تغيير أثاث المنزل دائماً، وإضافة لمساتٍ جديدة عليه، تعطي المنزل طابعاً مشرقاً ومتجدداً، وقد حرصت على متابعتها خطوةً بخطوة، وتقليدها، وفهم آليه عملها وطريقة تنسيقها الأثاث، ما كان له تأثيرٌ كبيرٌ عليها خلال نشأتها وبداياتها، أما أختها فتدرس المجال، هذا إضافةً إلى متابعتها المجلات المتخصِّصة، واطلاعها الدائم على الموضة العالمية والمحلية، ما أسهم في تعرُّفها مبكراً إلى أدق التفاصيل عن الديكور والتصميم. وهذا الشغف غريزة، حيث يولد الإنسان وفي نفسه شغفٌ بأمرٍ ما، وسرعان ما يكتشفه، خاصةً إذا ما كان يعيش في بيئةٍ مساعدةٍ لاكتشاف الموهبة والإبداع. بيئتها التي وُجدت بها ساعدتها كثيراً على فهم اهتماماتها وشغفها، والوصول إلى ما يثير فضولها، لذا لا تستطيع (أسماء تركي) القول إن هذا الأمر، هو شغفها لوحدها، فمحيطها وعائلتها، كان لهما أثرٌ كبيرٌ في ما هي عليه، وبعض المواقف تحدث لسببٍ ما، وربما كشفت كل المواقف التي حدثت لها منذ طفولتها بدءاً من والدتها وهوسها في تجديد المنزل إلى مجلات أختها الستارَ حول مراحل حياتها المقبلة. 

تميز المنهج 

تقول أسماء تركيأجد أن لي منهجي المميَّز وطريقتي الخاصة في التصميم والتعامل مع العملاء، فمنذ بداياتي وأنا أحرص على أن أظهر مختلفةً، وأن يكون التميُّز شعاري مهما كلَّفني الثمن، والحمد لله بنيت قلعتي بطريقتي الخاصة وتقنياتي المختلفة. أنا مؤمنةٌ بأن الإنسان يجب أن يسير على منهجٍ خاص، وأن يكون مختلفاً عن غيره، وأن يصنع اسمه ليصبح ساطعاً ظاهراً بين آلاف الأسماء“. 

 
العديد من المشروعات 

أطلقت أسماء تركي العديد من المشروعات التي تفخر بها حتى اللحظة، وما زلت تتذكَّر كامل تفاصيلها، وفي كل مشروعٍ تنفذه تكون سعيدةً ومتفائلةً، لأنهت تعلم أنها قد وضعت فيه بصمتها الخاصة التي لن تختفي ولن تضيع في الزحام، كما تفتخر بكل عملٍ قدمته، ومنها المشروعات الكبرى التي كانت تقوم على كثيرٍ من الصراعات، والعمل الصعب من أجل تنفيذه بأفضل شكلٍ إرضاءً للعميل، من ذلك عملها في أحد الفنادق العالمية المشهورة من فئة “5 نجوم”، إذ شكَّل تحدياً كبيراً بالنسبة لها، حيث حرصت على تقديم عملٍ لم يسبق لأحد أن نفذه على أرض الواقع، وقد نجحت في هذه المهمة، وحققت تقدماً رائعاً، وجنيت سمعةً طيبةً، عزَّزت من مسيرتها العملية. وما زال لديها الكثير، ولم تكشف عن كل ملفاتها حتى الآن, ولديها يقين عالٍ بأن المقبل أفضل وأجمل. 

مهارات ريادية 

لدى أسماء تركي بصمةٌ خاصة أُبرِزها عند تنفيذ مشروعاتها، إذ تعتمد على الدمج بين الحضارات والأفكار والثقافات المختلفة، وهذا ما يميِّز عملها، ويجعلها قادرةً على تنفيذ أكبر الفنادق وأهمها. اكتسابها هذه المهارة الريادية أمرٌ يصعب شرحه في سطورٍ قليلة، لكنَّ ذلك لم يأتِ بين ليلةٍ وضحاها، بل استغرق منها سنواتٍ طويلة من التعليم والدراسة وتنمية المهارات والتدريب، ومن المعلوم أن كل شيءٍ يكون صعباً في البداية، ويحتاج إلى الصبر وقوة التحمُّل والإصرار على النجاح. 
خططها في المجال متنوعةٌ، فكل مشروعٍ يختلف عن الآخر، وتحرص على الابتعاد عن التكرار، فالعميل قد يلجأ لها، أو لأي مصممٍ آخر لإضافة التغيير الذي ينشده، لذا تبتعد عن التخطيط لمشروعاتٍ عدة بشكلٍ واحد، وكلما كان العمل مختلفاً، اكتسبت (تركي) مهاراتٍ جديدة، وحصلت على رضا العميل. 

تنوع التصاميم 

تتعدَّد مجالات التصميم الداخلي والديكور والأثاث المنزلي والمكتبي، لهذا استفادت أسماء تركي من كل هذه التخصُّصات في تصاميمها، خاصةً تلك التي تعتمد على المهارات الذهنية والفكرية واستخدام الحاسة البصرية بشكلٍ كبير، يكون الإبداع سيد الموقف. هناك أسسٌ وقوانين ثابتة لا خلاف عليها، ومع ذلك يجد المصمم مساحةً كبيرةً للإبداع بطريقته، وطالما أنها ترتكز على قوانين أساسية، وتستخدم حيلها الخاصة، فلا مانع من الاستفادة من كافة التخصُّصات الأخرى، فكلما توسَّعت ثقافتك، زادت أفكارك وإنتاجيتك، وهي حريصة جداً على توسيع ثقافتها ومفهومها لتشمل جميع التخصُّصات المرتبطة بمجال عملها. 

 
 
نصائح فنية 

تنصح أٍماء تركي الشابات السعوديات المقبلات على العمل في التصميم الداخلي لتحقيق آمالهن وطموحاتهن أن تتصفن بالمهارة، والقدرة على الإبداع، وأن يحرصن على وضع بصمةٍ فريدة لا تنسى، تقول لها: فكِّري دائماً بالاختلاف، فكلما كان عملكِ مختلفاً، كانت فرص نجاحكِ أكبر، واعلمي أن أذواق وطلبات العملاء تختلف، لذا عليكِ تقديم عملٍ فريد، يصنع لكِ عملاء مختلفين، يشعرون بالانتماء لما تبدعينه، واحرصي على تطوير أدواتكِ والتجديد فيها بالاطلاع المستمر على كل ما يخصُّ المجال، ولا تتوقفي عند نقطةٍ معينة، ففي الفنون يتغيَّر العمل ويختلف باختلاف الزمان والمكان“. 

مشروع (ذا لاين) 

في داخل أسماء تركي أحلامٌ كبيرةٌ بتنفيذ مشروعاتٍ وطنيةٍ كبرى، وهو ما تعمل عليه بجدٍّ، في مقدمتها المشاركة في مشروعات رؤية السعودية 2030 مثل )ذا لاين(، فمنذ انطلاق المشروع وهي ترسم خططها لتحقيق هذا الحلم، وبالفعل نفذت تصميماً مستوحى من “ذا لاين”، وستضع بصمتها في مثل هذه المشروعات الضخمة التي تسهم في تنمية وطنها وتعزِّز من تقدمه. 

الخبرات المهنية 

بوصفها رائدة أعمالٍ، ترى انه يمكن للفتاة السعودية تحقيق مستقبلٍ مرموقٍ عبر تخصُّص التصميم الداخلي, ففي ظل وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، فإن شابات السعودية في صعودٍ متسارعٍ للقمم. “رؤية 2030، والتنمية الحديثة، مكَّنتا المرأة السعودية من إظهار قوتها ومهاراتها ومواهبها وإبداعاتها، لذا نجد اليوم شخصياتٍ نسائية كثيرة، نجحت ولمع اسمها في السماء بمختلف التخصُّصات، وفي مجال التصميم الداخلي أبدعت المرأة السعودية محلياً وعالمياً، والمقبل أجمل ومليءٌ بالفرص العظيمة إن شاء الله. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى