نابغون

بروفيسور بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يحصل على زمالة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للمخترعين (NAI)

حصل مؤخراً البروفيسور معتز النزهي، أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, والعميد السابق لقسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية بالجامعة، على زمالة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للمخترعين (NAI) . وسيتم تعييينه خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الذي سيعقد في الفترة من ١٣ إلى ١٥ يونيو من العام الجاري 2022, في ولاية أريزونا. وتعتبر هذه الزمالة تكريماً لإنجازات البروفيسور النزهي خلال مسيرته المهنية التي امتدت ٣٨ عامًا في مجال الاختراعات والابتكارات، مع رصيد متميز في براءات الاختراع التي بلغت ٥٨ براءة اختراع في مجالات أنظمة الحاسب الآلي الموفرة للطاقة والحوسبة عالية الأداء والمرونة وغيرها.

التأثير عبر الأبحاث

ووفقا لموقع “كاوست”, يرى البروفيسور معتز أن العامل الأكثر أهمية في الخروج بالابتكارات الجيدة هو التركيز على حل المشكلات المهمة التي تؤثر على قطاع عريض من المجتمع. وهذا يتماشى مع أهداف الأكاديمية الوطنية الأمريكية للمخترعين التي لا تمنح امتياز زمالتها لأي باحث فقط لمجرد عدد براءات الاختراع التي يملكها، بل تمنحها للاختراعات المتميزة التي كان لها استخدامًا مؤثرًا وأحدثت فرقًا ملموسًا. وكمثال على ذلك، أشار النزهي لمشروعه السابق في عام ٢٠٠٠ الخاص ببناء خوادم موفرة للطاقة. حيث قاد فريقًا لبناء أول خادم للحاسب الآلي في العالم بتصميم يركز على تقليل استخدام الطاقة بدلاً من رفع الأداء. ووجدت التقنيات الناتجة عن هذا المشروع طريقها إلى بعض خوادم شركة أي بي إم (IBM) التجارية. كما لقي هذا المشروع استحسانًا في الأوساط الأكاديمية، ويمكن القول إنه أقدم ورقة بحثية مقتبسة عن الخوادم الموفرة للطاقة.

يقول البروفيسور معتز: “عليك أن تدرك المشكلة في وقت مبكر، وأن تعمل على إيجاد الحلول المبتكرة بصورة تجعلها جاهزة للاستخدام في الوقت الذي يستدرك فيه التقنيين أهمية المشكلة. قمنا ببناء الأجهزة وكتبنا شفرة البرنامج. وكان لدينا نظام يعمل بكفاءة عالية من ناحية استهلاك الطاقة، وقدم لنا أداءً جيدًا وبشكل مدهش أكثر من أي نظام آخر كان موجودًا في ذلك الوقت”.

جدير بالذكر، أن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للمخترعين تضم ١,٤٠٣ زميلًا من ٢٥٠ جامعة شهيرة ومعاهد بحثية حكومية وغير ربحية من جميع أنحاء العالم. وبلغت حصيلة براءات الاختراع التي أنتجها هؤلاء الزملاء معًا ٤٢٧٠٠ براءة اختراع و١٣٠٠٠ تقنية مرخصة، وقاموا بتأسيس ٣٢٠٠ شركة طرحت أكثر من مليون فرصة وظيفية.

تقليل البصمة الكربونية لتقنية المعلومات

ويثمّن النزهي التوجه الحديث للصناعة اليوم نحو تقليل البصمة الكربونية لتقنية المعلومات، حتى مع وجود الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في هذا المجال، لا سيما في زيادة الوعي حول تأثير سلوكنا، والتركيز على الابتكارات التي نحتاج اليها فقط. وأشار على سبيل المثال للعملات المشفرة باعتبارها إحدى المجالات التي تأخذ زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة من صنّاع تقنية المعلومات ومجتمع المستخدمين على الرغم من ضعف كفاءتها في استخدام الطاقة، وتساءل: “هل تعلم أن للعملات المشفرة بصمة كربونية تتجاوز تلك الموجودة في الاقتصادات المتقدمة مثل اقتصاد المملكة المتحدة!”.

رحلة تطوير التقنيات

تحدث البروفيسور النزهي عن أن العالم اليوم يمتلك أجهزة حاسب آلي عالية الأداء لم تكن سوى حلمٍ قبل بضع سنوات، وأن صناعة تقنية المعلومات ماضية الآن في مجال تطوير شبكات وتطبيقات العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد التي تركز على الاتصال الاجتماعي والتي تعرف بالميتافيرس (Metaverse)، وكانت ضرباً من ضروب الخيال في السابق. وأشار إلى أن عمر مجال علوم الحاسب الآلي لا يتجاوز ٧٠ عامًا، مقارنة بالرياضيات والكيمياء التي تمتد من قرون إلى آلاف السنين، وقال: “توجد ثورة معرفية كبيرة يعيشها مجال علوم الحاسب الآلي اليوم أدت لتدفق مستمر للأفكار والابتكارات الجديدة. إنه لأمر مثير للغاية أن تكون جزءًا من هذا المجال. وأنا أتذكر الحاسب الآلي الأول الذي برمجته في عام ١٩٨١ والذي ضم ذاكرة عشوائية بحجم ١ كيلوبايت وكان يستخدم أشرطة مغناطيسية لتخزين البيانات، واليوم نمتلك هواتف محمولة أقوى تريليون مرة من ذلك الجهاز القديم”.

حقق البروفيسور معتز النزهي مساهمات أساسية في مجال الحوسبة المرنة أثناء عمله كأستاذ في جامعة كارنيغي ميلون، وهي جامعة أمريكية بحثية علمية خاصة تقع في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية. ثم انضم لقسم الأبحاث والتطوير التابع لشركة أي بي إم (IBM)، حيث عمل على بناء خوادم واسعة النطاق جدًا وخوادم موفرة للطاقة، وقاد مشروع PERCS (نظام حوسبة إنتاجي، وسهل الاستخدام، وذو موثوقية)، والذي كانت له الريادة في صناعة الحوسبة عالية الأداء حتى بعد ١٠ سنوات من اكتماله. ويرى النزهي أن أهم إنجازاته حتى الآن هو عمله مع زملائه في كاوست في بناء وتنمية قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في الجامعة خلال فترة عمله كعميد للقسم.

أمضى النزهي سنوات عديدة في الصناعة لإجراء البحوث التطبيقية في مجال تقنية المعلومات، إلا أنه من أكبر المنادين بأهمية الأبحاث الأساسية، يقول: “الحلول التطبيقية الجيدة في مجال تقنية المعلومات، والمجالات الأخرى، تأتي دائمًا من العمل النظري الجيد”. واستشهد ببراءات اختراعه في ضغط البيانات كمثال على ذلك، حيث كانت عبارة عن تطبيقات تقنية لمفاهيم نظرية أسفرت عن خفض كبير لمتطلبات تخزين البيانات بلغ أربعة أضعاف”.

يتطلع البروفيسور معتز النزهي لمساعدة زملائه الأصغر سنًا في مجال الابتكار على مواصلة العمل في وضع اسم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, على الخارطة العالمية كمركز متميز للأبحاث والابتكار، وهو فخور بالانضمام لأعضاء هيئة التدريس في كاوست الذين حصلوا على زمالة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للمخترعين، وهم البروفيسور جان ماري باسيت، والبروفيسور دونال برادلي، والبروفيسور جان فريشيه، والبروفيسور شارلوت هاوزر، والبروفيسور بون أوي.

عن النزهي:

أستاذ في علوم الحاسب الآلي

قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية

​الانتماءات:

علوم الحاسب الآلي

المؤهل العلمي

دكتوراه في علوم الكمبيوتر، جامعة رايس، ١٩٩٣

ماجستير في علوم الكمبيوتر، جامعة رايس، ١٩٩٠

ماجستير في علوم الكمبيوتر، جامعة القاهرة، ١٩٨٧

بكالوريوس علوم في الهندسة الكهربائية، جامعة القاهرة، ١٩٨٤

الاهتمامات البحثية

تشمل اهتمامات البروفسور النزهي البحثية مجالات النظم بما في ذلك الحوسبة عالية الأداء وعمليات الحوسبة المرتبطة بالطاقة المنخفضة وتحمل الأخطاء والبنية المعمارية للنظم ونظم التوزيع. وقد أصبح عمله في العمليات الحاسوبية الموزعة الآن المكون القياسي لدورات التخريج في الحوسبة المتعلقة بالقدرة على الاستجابة بأمان إلى حدوث خطأ غير متوقع في الأجهزة والبرامج وقدم اسهامات أساسية في نقاط الفحص/بدء التشغيل وبصورة عامة في التفاعلات المعقدة بين أجهزة وبرامج الحاسب الآلي من حيث المرونة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى