نابغون

أفراح العثمان الباحثة بجامعة الملك عبد الله للعلوم: أسعى لتحقيق حلمي في مجال علوم البحار

أن تجد أماً لأربعة أطفال وفي الوقت نفسه طالبة دكتوراه تسعى لتحقيق حلمها في أن تصبح عالمة أحياء بحرية تجري أبحاثاً في بحار العالم هو شيء نادراً حقاً ويحتاج لشخصية متميزة تمتلك قدراً كبيراً من الارادة والتصميم لمواجهة هذا التحدي.

وهذا ما تقوم به أفراح العثمان، طالبة الدكتوراه السعودية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بصفتها المرأة العربية الوحيدة التي تعمل في المرحلة الأولى من رحلة استكشاف البحر الأحمر مع فريق (OceanX)، والتي تعتبر مثالاً حياً لما يمكن أن تحققه المرأة العربية مهما كانت الظروف.

تصف أفراح قرار ولوجها هذا المجال بالقرار الصعب, ولكنها اتخذته من أجل أطفالها “أريد أن أكون مصدر إلهام لهم في حياتهم المهنية. وهو الذي أراه دائماً كلما اتصلت بالبيت، حيث أجد أطفالي متحمسين لمعرفة كل ما يدور في عملي، وأحيانًا يستخدمون مصطلحات علمية عند التحدث معي”.

تعمل أفراح في مشروع بحثي متطور على متن سفينة الأبحاث العالمية “أوشن إكسبلورر” (OceanXPlorer)، التي تعتبر من أكثر السفن العلمية والإعلامية تقدمًا على الإطلاق، ويهدف المشروع إلى استكشاف المناطق غير المرئية والمجهولة في محيطات العالم، ورسم خرائط لها، ومراقبة الكائنات النادرة في أعماق البحار ومتابعة الإنجازات العلمية والطبية.

تقول أفراح العثمان: “سبق وعملت في عدة مشاريع بحثية كبيرة، لكنها لا تقارن أبداً بمشروع رحلة (OceanX) الاستكشافية. هنا نستطيع التفاعل مع الحياة البحرية بصورة مباشرة، على غرار ما تراه في الأفلام الوثائقية عن الطبيعة – إنه لأمر مدهش أن تكون جزءًا من هذه الرحلة الاستكشافية. وأكثر ما يميز هذا المشروع، هو تغطيته لجميع أقسام البحر الأحمر، من الجنوب إلى الشمال على أربع مراحل تمتد لعدة أشهر“.

وتستعد أفراح الأن للمرحلة الثانية من الرحلة الاستكشافية، والتي تتضمن استكشاف المياه العميقة باستخدام غواصة مسيرة. حصلت أفراح على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من جامعة الملك فيصل بالأحساء بالمملكة العربية السعودية. وبعد قبولها في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سافرت إلى كندا لدراسة الماجستير في علم الأحياء من جامعة دلهاوزي في مدينة هاليفاكس، وكانت محطة فارقة غيرت مجرى حياتها، تقول:” عندما كنت في هاليفاكس، كنت بجوار المحيط وتعلمت الكثير عن مدى أهمية البحار في معالجة التحديات البيئية التي تواجه العالم. وعندما عدت الى وطني، أُتيحت لي الفرصة لدراسة البحر الأحمر لأول مرة في كاوست“.

تُطبق أفراح العثمان حاليًا معرفتها وخبرتها في مركز أبحاث البحر الأحمر في كاوست، حيث أعدت بالفعل أول ورقة علمية لها للنشر. ومع ذلك، لم يكن الأمر سهلاً لها منذ انضمامها لفريق (OceanX) في كاوست، حيث تأثرت استعداداتها للرحلة الاستكشافية بسبب أنها كانت حامل، وكان البعض متشككًا من في قدرتها على المشاركة. وعلى الرغم من كل هذه التحديات، نجحت بفضل عزيمتها القوية على متابعة أهدافها وتحقيق حلمها.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه أفراح نتائج أبحاثها مع فريق (OceanX)، فإنها مصممة أيضًا على إلهام النساء العربيات الأخريات لمتابعة مساراتهن المهنية، سواء كان ذلك في علم الأحياء أو في أي مجال علمي آخر، تقول: ” أتمنى أن يكون لدي منصة عامة للتحدث إلى الناس من خارج المجتمع العلمي. وأنا سعيدة اليوم بمشاركة تجاربي مع الطلبة من جميع أنحاء العالم من خلال عملي كعضوة في فريق رحلة (OceanX) “.

وتؤكد أفراح العثمان على أهمية مناقشة القضايا البيئية وطرح الحلول المستدامة التي تساهم في تطور البلاد وتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وتضيف:” أن على يقين من أن المشاريع البحثية لفريق (OceanX) في كاوست ستشكل انطلاقه جديدة لمستقبل مشرق وواعد لبلدنا“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى