ذات قدرات متطورة.. جامعة الملك عبد الله للعلوم تدشن سفينة عالمية المستوى للأبحاث البحرية
تماشياً مع مهمتها التي تتمثل في تقديم أبحاث بحرية عالمية المستوى، ودعم أهداف المملكة العربية السعودية في دراسة وحماية البيئة البحرية، تستثمر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في سفينة أبحاث أوقيانوغرافية متطورة بدلاً من سفينة الأبحاث الحالية ثول. ووقع الاختيار على غلوستن، شركة الهندسة المعمارية البحرية، لتصميم السفينة المطلوبة. وفقا للموقع الرسمي للجامعة.
توفر سفينة الأبحاث الجديدة قدرات بحثية متقدمة للعمل في بيئات الشعاب المرجانية الضحلة والمياه العميقة، بما يشمل سطحاً قابلاً لإعادة التشكيل يناسب الأعمال والمعدات متعددة الأغراض، وخصائص مقاومةً للعوامل الجوية يمكنها التعامل مع الظروف الجوية الفريدة في البحر الأحمر.
من المعلوم أنّ سفينة أبحاث ثول القديمة هي مركب بحريّ مجدّد، يبلغ عمره ٢٢ عاماً تقريباً، وصمم أساساً لصيد الأسماك في مياه أستراليا الساحلية. وفي حين أنّها خدمت علماء كاوست ما يصل إلى ٢٢٠ يوماً في البحر سنوياً منذ ٢٠١٣ وحتى الآن، إلا أنّ هذه السفينة التي يبلغ طولها ٣٤.٧ متراً محدودة القدرات على صعيد المهام والأحوال الجوية التي تستطيع التعامل معها، وبات من الضروري توفير سفينة بديلة قوية ذات أداء وظيفي أمثل، في ضوء توسع تطلعات كاوست البحثية على صعيد دراسة البحر الأحمر.
ستحقق سفينة غلوستن ثباتاً وموثوقية أكبر للعمل على مدار العام في البحر الأحمر وخليج العقبة والمناطق ذات المياه المدارية والأحوال الجوية المشابهة. وتلبي هذه المزايا التي صممت خصيصاً لكاوست مجموعة واسعة من المهام الأوقيانوغرافية، ومنها أخذ العينات من مياه البحر والرواسب، بالإضافة إلى أخذ العينات الحيوية في أعماق البحر الأحمر التي تصل إلى ثلاثة آلاف متر تقريباً.
كما توفر السفينة الأكبر بكثير، التي يصل طولها إلى ٥٠ متراً، مجموعة أوسع من القدرات التشغيلية. إذ سيصمم سطح السفينة بحيث يتسع لمعدات ثقيلة وأجهزة دقيقة متطورة مناسبة لفروع علوم متعددة، ومنها علوم الأرض والعلوم الحيوية والبحرية واهتمامات الأبحاث الأوقيانوغرافية. وستزود سفينة الأبحاث بمنظومة متقدمة لتحديد المواقع لتمكين نشر أدوات ذاتية العمل عن بعد لفترة طويلة، بالإضافة إلى منظومات أخذ العينات المستخدمة في علوم الأرض.
تتيح هذه المزايا مجتمعة لكاوست إجراء استكشافات جديدة تعزز الدراسات والأعمال التعاونية وتطوير المعرفة عن هذا البحر الشاب، ما يدعم بدوره خطط المملكة ومبادراتها البيئية والاقتصادية، ومنها نيوم وأمالا ووغيرها من مشاريع البحر الأحمر العملاقة. وتُعدّ هذه السفينة المركب البحري المتطور الوحيد من نوعه الذي بني خصيصاً لإجراء الأبحاث في البحر الأحمر ويديره علماء وطاقم يتمتعون بخبرات متخصصة بهذا المسطح المائي.
وفي هذا الصدد، يقول البروفيسور المميز الدكتور دونال برادلي، نائب رئيس كاوست لشؤون الأبحاث: “تمثّل كاوست مركزاً رئيسيّاً للأبحاث البحرية في البحر الأحمر، ونحن بصدد توسيع أنشطتنا بحيث تتكامل بصورة أفضل مع الاهتمامات المتنامية للمملكة. ويؤكد استثمارنا في سفينة أبحاث عالمية المستوى على التزامنا بدعم شركائنا وطلبتنا في المملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم دعماً كاملاً، وبمنح الهيئة التدريسية في كاوست وباحثيها وطلبتها بنية تحتية لا تضاهى لمتابعة خططهم البحثية المثيرة”.
جدير بالذكر أنّ شركة غلوستن قدّمت التصميم والدعم الهندسي لأوساط الأبحاث الأوقيانوغرافية على مدى أكثر من ٦٠ عاماً من خلال عملها مع العلماء والمشغلين على تقديم تصاميم اقتصادية أمثل للعلوم البحرية ومجالات العمل المختلفة والانبعاثات المنخفضة. وستقدم الشركة التصميم والدعم في منافسة حوض بناء السفن والإشراف على الإنشاء حتى تسليم السفينة إلى كاوست عام ٢٠٢٦ موعد إكمال المشروع.
وعن هذا يقول كين فيتزجيرالد، رئيس غلوستن: “فريقنا متحمس لجلب هذا المستوى الجديد من قدرات سفن الأبحاث إلى منطقة البحر الأحمر. فتصميم سفنية مناسبة لظروف العمل واحتياجات الأبحاث العلمية في كاوست يتطلب مستوى رفيعاً من العمل المشترك بين مهندسينا وفريق كاوست. وعند ذلك نكون قد قدمنا أفضل ما لدينا”.