نابغون

سيدني كيز.. أخوية الكتب لنشر الوعي بالثقافة الأفرو-أمريكية.. أخوية الكتب لنشر الوعي بالثقافة الأفرو-أمريكية

على الرغم من مرور عقود على حركة الحقوق المدنية الأمريكية، وعلى إنهاء العنصرية والعبودية بشكل رسمي، إلا أن بقاء العنصرية لدى قطاعات من المجتمع الأمريكي، والتي تطل برأسها بين الح ين والآخر في أحداث عنف، خاصة خلال فترة حكم الرئيس المنتهية ولاية دونالد ترامب، كل ذلك مما لا شك يدفع الأقليات، خاصة الأمريكيين من أصول أفريقية إلى الاحتماء والاحتفاء بهويتهم الثقافية الفرعية داخل الهوية الأمريكية العامة.

ومن تجليات التعبير عن تلك الهوية الفرعية ذلك النادي الذي أسسه الشاب الصغير سيدني كيز الثالث Sidney Key III  ابن مدينة سانت لويس، ثاني أكبر المدن في ولاية ميزوري، والبالغ من العمر الآن 14 عاما.

تعود القصة إلى عام 2016، عندما أسس سيدني نادي بوكس آند براذرز  Books N Bros وهو ناد لل كتب موجه للأولاد من سن 7 إلى 13 عام. ويركز بشكل أساسي حول التجليات الثقافية الأفرو -أمريكية وعلى ريادة المال والأعمال.

يحكي سيدني لعدة وسائل إعلام عن جذور المسألة، ومنها جذور شخصية وأخرى عامة، أما الشخصية، فهي أنه قد نشأ في مدرسة يغلب عليها التلاميذ من أصول قوقازية، بينما كان هو أقلية في المدرسة، فضلا عن ذلك فإنه كان يعاني من التلعثم، الذي كان يعرضه كثيرا للتنمر من زملائه، ودفعه هذا الأمر للانغماس في حب القراءة.

وهنا نأتي للجذر العام، فكما يروي سيدني فإنه حينما كان يدخل مكتبة المدرسة، لم يكن يجد فيها شيئا يجد فيه هويته الثقافية الأفرو-أمريكية، وهنا يأتي دور أمه، التي بحثت حتى وجدت مكتبة أطفال كبيرة وفريدة في يونيفرسيتي سيتي مكرسة لثقافة الأمريكيين من أصول أفريقية، وهي مكتبة “آي سي مي EyeSeeMe” وهي المكتبة التي أبهرت الطفل سيدني ذي العشر سنوات في ذلك الح ين، وكانت حافزا إضافيا له على بدء مبادرته بدعم وتشجيع ومساندة دائمة من أمه “ويني كالدويل”.

ويقول سيدني في لقاء معه عبر برنامج “صباح الخ ير يا أميركا” في يناير 2020 إنه أراد إنشاء النادي حتى يتمكن من التحدث إلى أشخاص آخرين، وخاصة الأولاد، عن ال كتب التي أحب قراءتها، واصفا النادي بأنه مثل الأخوية.

تقوم المبادرة بمناقشة ما يطلبه الأعضاء من كتب، بمعدل كتاب كل شهر، يقوم النادي بإرساله لهم عبر البريد نظير اشتراك شهري بقيمة 25 دولار، ولأن المبادرة لا تهدف بالأساس للربح، فإنها تتيح دعم الأطفال غير القادرين على الالتحاق بالنادي والاستفادة من خدماته.

وصل عدد الأعضاء المنتظمين في النادي إلى 400 عضو في الولايات المتحدة وكندا، ويتابع الآلاف صفحات المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويدعمها عدد من الناشرين المتخصصين في كتب الأطفال. كما تم تناول قصة سيدني ومبادرته في عدة وسائل إعلامية كبرى. ويأمل سيدني ووالدته في وصول عضوية النادي إلى كل مدرسة في الولايات المتحدة.

من حق كل ثقافة فرعية أن تعبر عن هويتها وانتمائها، ولكن عندما يزداد التنمر وتتواتر أحداث العنف في أجواء “ترامبية” فإنها توشك أن تحول هذا التعبير إلى تعزيز للانقسام الثقافي، وإن كان احتضان وسائل الإعلام الأمريكية العامة يخفف من حدة هذا الانقسام، فلا شك أن التعبير المجتمعي العام عن التعايش، وعن احترام الثقافات الفرعية يعزز الشعور بالأمان الاجتماعي لدى الجميع، وتصبح الهويات الفرعية تعبيرا عن ثراء مجتمعي متمثل في التعدد والتنوع الثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى