اتفاقية تعاون بين جامعة (كاويست) وشركة (سيريبراس سيستمز) لتطوير أبحاث المعالجة الزلزالية باستخدام الحاسوب العملاق
وقعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) اتفاقية تعاون مع شركة “سيريبراس سيستمز” الرائدة في تسريع الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومقرها الولايات المتحدة، لتطوير أبحاث المعالجة الزلزالية باستخدام الحاسوب العملاق، الذي صممته شركة سيريبراس مع شريكها الاستراتيجي في أبوظبي شركة “المجموعة ٤٢”. وكان من ثمار هذا التعاون البحثي المتميز ترشحه للتصفيات النهائية لجائزة جوردون بيل المرموقة لعام ٢٠٢٣. وفقا للموقع الرسمي للجامعة.
وتعد جائزة جوردون بيل – في عامها الخامس والثلاثين- هي جائزة عالمية كبيرة تحمل اسم جوردون بيل، وهو رائد في مجال علوم الحاسب الآلي والحوسبة عالية الأداء، وتُمنح سنويًا لتكريم الإنجازات المتميزة في مجال الحوسبة عالية الأداء.
فهم موارد الأرض وتوجيه العالم نحو مستقبل مستدام
يتمحور البحث الذي أجرته “كاوست” وشركة “سيريبراس” حول المعالجة الزلزالية متعددة الأبعاد، وهو مجال حيوي يهدف لفهم موارد الأرض وتوجيه العالم نحو مستقبل مستدام ومنخفض الانبعاثات. وقد ساهم هذا التعاون المبتكر في تسخير قوة التقنية المتطورة التي تقدمها شركة سيريبراس سيستمز لتقديم معالجة زلزالية بسرعات متفوقة ومستويات دقة كانت تعتبر في السابق بعيدة المنال.
المعالجة الحاسوبية
ويعد مفتاح هذا الإنجاز تطوير نواة المعالجة الحاسوبية، المصممة بشكل فريد لاستغلال البنية المتقدمة لأنظمة (CS-٢) الخاصة بسيريبراس داخل الحاسوب العملاق (Condor Galaxy AI). وكانت النتيجة عبارة عن تطوير حل لمعالجة زلزالية بدقة إنتاجية عالية مع عرض نطاق ترددي قياسي للذاكرة يبلغ ٩٢,٥٨ بيتابايت في الثانية. ويؤكد هذا الإنجاز على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في معالجة الخوارزميات الزلزالية المتقدمة.
وأكد أندرو فيلدمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سيريبراس سيستمز عن اعتزازه بهذا التعاون الرائد مع كاوست، قائلاً “سعيدون بهذا التكريم من قبل جوردون بيل، والذي حققناه بالشراكة المتميزة مع باحثي كاوست وباستخدام الحاسوب العملاق. سيفتح إنجازنا الجديد كل ما هو ممكن لمعمارية المعالجة الزلزالية متعددة الأبعاد لإحداث تطورات تحولية على مستوى العالم في مجالات نمذجة المناخ والطقس، وعلم الفلك الحسابي، والاتصالات اللاسلكية، والتصوير الزلزالي، وغيرها”.
متطلبات الذاكرة المجزأة
فيما أعرب المؤلف الرئيسي للدراسة البحثية الدكتور حاتم لطيف، عالم الأبحاث الرئيسي في مركز أبحاث الحوسبة الفائقة في كاوست، عن سعادته بالإنجاز البحثي، وقال “تتطلب الذاكرة المجزأة ابتكارات خوارزمية في غاية الدقة. وكان العمل مع مهندسي شركة سيريبراس لنشرها واستخراج الإمكانات الكاملة للأجهزة أمرًا أشبه ما يكون بالحلم”.
وأضاف مدير مركز أبحاث الحوسبة الفائقة في كاوست، البروفيسور ديفيد كيز “من المثير اكتشاف تعدد استخدامات الأجهزة على نطاق الرقاقة بما يتجاوز تدريب الشبكة العصبية التي تم تصميم وتحسين هذه الأجهزة من أجلها. وبهذا نكون قد انضممنا إلى الأمثلة الأخرى لهذا التقاطع المعماري في تاريخ جائزة جوردون بيل”.
يذكر أن قائمة الباحثين المشاركين بهذا البحث ضمت كل من البروفيسور ماتيو رافاسي من قسم هندسة وعلوم الأرض والبيئة، والدكتور يوزي هونغ، خريج درجة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي في كاوست عام ٢٠٢٣، والذي يستخدم الآن مهاراته في الحوسبة عالية الأداء في برنامج الحوسبة ” إكساسكيل” التابع لمختبر لورانس بيركلي الوطني في الولايات المتحدة.
ويُظهر هذا الإنجاز التعاوني بين كاوست وسيريبراس والذي تم تنفيذه باستخدام الحاسوب العملاق المدعوم بالذكاء الاصطناعي التابع لشركة المجموعة ٤٢، الإمكانات التحويلية لأنظمة (CS-٢) الخاصة بسيريبراس كبديل قادر على تحقيق أداء قياسي للتطبيقات المرتبطة بالذاكرة تاريخيًا.