نابغون

الموت يغيب أحمد زكي يماني عرّاب النفط وأول أمين عام لمنظمة (أوبك)

عن عمر ناهز 90 عاماً, توفى اليوم الثلاثاء 23 يناير 2021 وزير النفط السعودي السابق الدكتور أحمد زكي يماني, في العاصمة البريطانية, لندن. عن عمر ناهز 90 عاماً، وقد أعلن التلفزيون الرسمي للبلاد أن جثمانه سيُوارى الثرى في مقابر المعلاة في مكة.

وكتب عنه المؤلف “دانيال يرغين” في كتابه المؤثر عن صناعة النفط “الجائزة”: “أصبح يماني بالنسبة لصناعة النفط العالمية وللسياسيين وكبار الموظفين وللصحفيين وللعالم بأسره ممثلاً لعصر النفط الجديد، بل رمزاً له.. وبات وجهه، بعينيه البنيتين الكبيرتين اللطيفتين، ولحية فان دايك المشذبة والمنحنية قليلاً، مألوفاً لكوكب الأرض”.

مسيرة عمل الراحل أحمد زكي يماني حافلة خاضها يماني على مدار 24 عاماً، أدار خلالها الشؤون النفطية لأكبر منتج للخام في العالم، وتحول بسببها إلى شخصية ذات شهرة عالمية، إلى أن انتهت بإقالة مفاجئة عام 1986.

للدكتور الراحل زكي يماني دور كبير وملموس في تطوير صناعة النفط داخل المملكة العربية السعودية وقد لقّب بعرّاب الذهب الأسود (البترول).

في ديسمبر 1975، كان أحمد زكي يماني من ضمن 11 وزيراً في منظمة “أوبك” اتخذهم “إيلي راميريز سانشيز” الذي يُعرف باسم كارلوس الثعلب، رهائن في فيينا.

وكان يماني ووزير المال الإيراني جمشيد آموزغار آنذاك، آخر من أطلق سراحهما في الجزائر حيث حطت الطائرة التي اختطفتهما.

وفي المقابلة الصحافية على قناة “الجزيرة”، قال يماني عن حادثة اختطافه، إن كارلوس “كان لطيفاً جداً معي، كنا نتحدث سوياً، ولكنه أخبرني أنه سيقتلني”.

ولد أحمد زكي يماني في مكة عام 1930، وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة الثانوية هناك، سافر إلى مصر وحصل على البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1952 وفي عام 1955 حصل على منحة لدراسة القانون في الولايات المتحدة بمعهد نيويورك للقانون.

وفي عام 1956 حصل على الماجستير في الحقوق من جامعة هارفارد، وبعدها حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إكزيتر البريطانية.

شغل الراحل على مدى ربع قرن تقريباً منصب وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية بين عام 1962 و1986.

وفي أثناء هذه الفترة كان يماني شاهداً على قرار حظر النفط على الولايات المتحدة والدول المؤيدة لإسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973.

كما أن الراحل كان أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وقد أسهم في تطوير عدد من قوانين المنظمة.

وكان والده عالماً في الدين وقاضياً في الحجاز، ولاحقاً أصبح مفتياً في كل من إندونيسا وماليزيا. أما جده فكان مفتياً في تركيا. ولُقبت العائلة باسم “يماني” تيمناً بأصول أجداده الذين هاجروا من اليمن إلى السعودية.

أحمد زكي يمانى وإحياء فقه مقاصد الشريعة

ولإيمانه بأهمية فقه المقاصد أسس – عليه رحمة الله- مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي عام 1988 ومراكزها الثلاث: مركز دراسات المحطوطات الإسلامية،  ومركز موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية.

فكان يرى أن دراسة مقاصد الشريعة الإسلامية تعد ضرورة ملحّة لفقه نصوص الكتاب والسنّة، ولفهم الاجتهادات الفقهيّة المستمرّة، التي بُنيت في غايتها النهائيّة على تحقيق مصالح العباد، في المعاش والمعاد، ودفع المفاسد عنهم، كما يدعو إلى الاجتهاد الذي يعتمد على بصر واع بالمقاصد، وإدراك بترتيبها، وتنزيل كل حكم يجري فيه الاجتهاد منزلته، من تحقيق المقاصد الكليّة للشريعة أو المقاصد الجزئية للأحكام. وبما أن الاجتهاد لا يجوز أن يتوقّف، وإلا توقّف عن تلبية حاجات النّاس، وقعد عن تحقيق مصالحهم، فإنّ تجديد البحث في المقاصد ينبغي أن يستمر في خدمة الاجتهاد، وتمهيد سبيله وتيسير تحقيقه للهدف الكلّي الذي بعث له سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم.

ومن أجل ذلك أنشأت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي مركزاً لدراسة مقاصد الشريعة الإسلامية (مركز المقاصد). وأقيمت الندوة التأسيسية للمركز بين الأول والثالث من مارس 2005م في لندن، ضمت عدداً كبيراً من العلماء البارزين.

تتلخص مهمة المركز -كما اقترحت ندوتها لتأسيسية في لندن في شهر محرم 1426هـ/ آذار  2005م، وأقرها مجلسها لأعلى في اجتماعها لأول في القاهرة شهر ذي القعدة  1426هـ /ديسمبر 2005م – في إحياء فقه المقاصد.

ونعني بهذا الفقه الفهم والتأصيل والتنظير لعلم المقاصد بمفهومه الواسع، والذي يتعدى دائرة الفقه والأصول – رغم أنه قد نشأ فيها- ليشمل أيضاً دوائر كافة العلوم الشرعية والاجتماعية والإنسانية كما ورد في أهداف المركز.

يسعى المركز إلى توسيع آفاق المعرفة أمام الدارسين الإسلاميين، وإلى تشجيع الدراسات والبحوث التي ترفد مقاصد الشريعة الإسلامية.

ويدعم المركز البحوث الجديدة في فقه الأولويات، والمنافع والمآلات، والمبادئ العامة للشريعة الإسلامية، ويدعو العلماء والمؤسسات الإسلامية إلى إبراز الربط بين النصوص والأحكام والمقاصد في فتاويهم وبحوثهم.

المؤهلات العلمية

  • جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية، ليسانس الحقوق القاهرة.(دراسات عليا في القانون 1952).
  • جامعة نيويورك دراسات عليا في القانون، نيويورك.
  • جامعة هارفرد، كلية الحقوق، كامبريدج، ماساتشيوستس.
  • أعفاه الملك فهد من منصبه في عام 1986
  • يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية.

الخبرات العملية

  • في 1957 المستشار القانوني لمجلس الوزراء السعودي.
  • في 1960 وزير دولة وعضو مجلس الوزراء السعودي.
  • في 1962- 1986 وزيرا للبترول والثروة المعدنية.
  • أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك (OPEC).
  • وضع العديد من القوانين والأنظمة الحالية في المملكة العربية السعودية.
  • مؤسس ورئيس مركز دراسات الطاقة العالمي عام 1990.
  • مؤسس ورئيس الفرقان للتراث الإسلامي في لندن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى