عبرات

“جوشوا بيكفورد”.. الصبي اللامع المصاب بالتوحد وأصغر طالب يلتحق بجامعة أكسفورد وهو في سن السادسة

بذرة النبوغ في الأصل موهوبة من رب العالمين لمن يشاء، وهي في كل مجتمع موجودة، لكنها كما البذور، إما أن تجد أرضا صالحة، ورعاية واعية، فتتزكى وتنمو وتؤتي أكلها. أو لا تجد كل ذلك فتنطمس أو تنصرف طاقتها في مصارف شتى.

الطفل البريطاني جوشوا بيكفورد Joshua Beckford هو أحد نماذج الأطفال النابغين الذين وجدوا البيئة والرعاية المناسبة، وقد وصفته وسائل الإعلام بالصبي اللامع المصاب بالتوحد، وأصغر طالب يلتحق بجامعة أكسفورد وهو في سن السادسة، وأحد أكثر الأولاد ذكاءً في العالم.

لم يكن جوشوا أبدا طفلا عاديا في يوم من الأيام. يقول والده “نوكس دانيال” إنه لاحظ أولا ذكاء ابنه عندما كان جالسا في حضنه – بينما كان لا يزال يبلغ 10 أشهر فقط – أثناء عمله على الحاسوب: “بدأت أخبره ما هي الحروف الموجودة على لوحة المفاتيح وأدركت أنه يتذكرها ويمكن أن يفهمها”.

وفي سن الثانية، سرعان ما أتقن القراءة بطلاقة باستخدام الصوتيات، كما تحدث اليابانية في سن الثالثة، وفي سن السادسة أصبح أصغر شخص في العالم يدرس الفلسفة والتاريخ في جامعة أكسفورد المرموقة في إنجلترا، حاصلا على درجات التميز في كلا الموضوعين، والتي كانت جزءا من منصة التعلم عبر الإنترنت للأطفال الموهوبين التي تتيحها الجامعة.

عن قصة ذلك يحكي والده أنه في عام 2011، وكان على دراية ببرنامج جامعة أكسفورد المخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة، لكنه كتب إلى أكسفورد على أمل الحصول على القبول من أجل طفله على الرغم من أنه كان أصغر من السن المحدد للبرنامج. ولحسن الحظ، تم منح بيكفورد الفرصة للتسجيل، ليصبح أصغر طالب مقبول على الإطلاق.

الآن يبلغ جوشوا حوالي 14 عاما، وقد تم إدراج الباحث الشاب الذي يحلم بأن يصبح جراحا عصبيا مؤخرا في قائمة أفضل 30 شخص في العالم يعانون من مرض التوحد ممن أثروا على المجتمع. فإلى جانب البراعة الأكاديمية، ينشط جوشوا في عدة مجالات تطوعية:

حيث يعمل كواجهة لحملة الجمعية الوطنية للتوحد المعنية بالسود والأقليات. كونه واحدا ممن يعانون من مرض التوحد عالي الأداء، فإن الطفل الصغير يساعد على تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها مجموعات الأقليات في محاولتها للحصول على دعم وخدمات التوحد.

كما تم تعيينه سفير دعم تعليم الأطفال ذوي الدخل المنخفض (L.I.F.E) في كل نيجيريا وأوغندا وغانا وجنوب إفريقيا وكينيا والمملكة المتحدة، والتي تم إنشاؤها لتوفير فرص تعليمية للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض حتى يكون لديهم أمل في المساهمة الإيجابية في مجتمع مزدهر.

كما يجمع الصبي أيضا أموالا لصالح ثلاث جمعيات خيرية للتوحد (اثنتان في إفريقيا وواحدة في الممل كة المتحدة) ويشارك في حملات لإنقاذ البيئة، كما يحسن تصميم وتقديم عروض باور بوينت عن التشريح البشري في فعاليات جمع التبرعات المجتمعية لجمهور يتراوح بين 200 إلى 3000 شخص، وفقا لجوائز التنوع الوطنية.

وفي عام 2017، فاز جوشوا بجائزة نموذج الدور الإيجابي للعصر في حفل جوائز التنوع الوطني، وهو حدث يحتفل بالإنجازات الممتازة للمبادرات التي تعالج قضايا مجتمع اليوم.

التزكية في قصة جوشوا إذا لم تكن للنبوغ فقط، والذي وجد العناية والاهتمام من الأسرة، ووجد الحاضنة في برنامج واحدة من أعرق الجامعات في العالم، ووجد الأبواب المفتوحة في مناسبات تيد المختلفة، ولاقى تغطية واهتماما إعلاميا، لكن التزكية كانت أيضا وبالأساس أيضا للدور المجتمعي الذي يمارسه هذا الفتى الصغير، ليقول له كل ذلك: نبوغك وحده لا يكفي، ومكانتك لدينا بقدر عطائك للمجتمع والإنسانية.

د. مجدي سعيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى