منوعات

بعد أكثر من 13 سنة.. مصاب بالشلل الجزئي يتمكن من الحركة بشكل طبيعي

تمكن الهولندي “جيرت-يان أوسكام”، الذي أصيب بالشلل في حادث دراجة بالصين عام 2011 من الوقوف والمشي، بعد أن قام الأطباء بزرع جهازا يقرأ موجات دماغه، ويرسل تعليمات إلى عموده الفقري لتحريك العضلات، وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

وقام الدكتور “غريغوار كورتين”، وزملاؤه من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، في لوزان، بتطوير وزرع “واجهة الدماغ-العمود الفقري”، التي تنشئ رابطًا عصبيًا مباشرًا بين الدماغ والعمود الفقري؛ حيث تقوم الزرعات في الدماغ بتتبع النوايا للحركة، التي تُنقل لاسلكيًا إلى وحدة معالجة يرتديها الشخص خارجيًا، وهي مشابهة لحقيبة الظهر. ويتم ترجمة النوايا إلى أوامر يرسلها الجهاز المعالج عبر الزرعة الثانية لتحفيز العضلات.

شلل جزئي بسبب حادث دراجة نارية في الصين

وأصيب جيرت-يان أوسكام، البالغ من العمر 40 عامًا، بشلل جزئي بعد تعرضه لحادث دراجة نارية في الصين قبل أكثر من عقد من الزمان. ما أدى إلى إلحاق الضرر بساقيه، وذراعيه، وجذع، وقال “أوسكام” خلال أحد اللقاءات مع الصحفيين هذا الأسبوع: “كانت رغبتي أن أتمكن من المشي مرة أخرى، وكنت أؤمن بأن ذلك قد يكون ممكنًا”.

وأضاف ” أوسكام “: “لقد جربت العديد من الأشياء من قبل، والآن يجب أن أتعلم كيف أمشي بشكل طبيعي مرة أخرى، فهذه هي طريقة عمل نظام الجسم”،وأوضح أنه يستطيع المشي على الأقل 100 متر بحسب اليوم، والوقوف لبضع دقائق من دون استخدام يديه، وأشار إلى أن ذلك يُعتبر مفيدًا في حياته اليومية.

التقنية الجديدة تسمح بحركات أكثر سلاسة وتكيفاً مع التضاريس المتغيرة

تجدر الإشارة بأن “أوسكام” قد خضع لزراعة أجهزة التحفيز في جسمه سابقًا، ولكنه كان يضطر للقيام بحركة من أجل تنشيط التحفيز، والآن، يمكنه فعل ما يريد، وعندما يقرر أن يخطو خطوة، سيبدأ بتشغيل التحفيز.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن النبضات الكهربائية المستهدفة يمكن أن تحفز مناطق الساق اللازمة للمشي، بينما تسمح التقنية الجديدة بحركات أكثر سلاسة وتكيفًا أفضل مع التضاريس المتغيرة، حيث تعيد ربط منطقتين في الجهاز العصبي المركزي تم قطعهما بسبب إصابة الحبل الشوكي.

المشي خلال يوم واحد فقط من التدريب !!

وأوضح الدكتور ” كورتين” أن هذا التحفيز يُعد مختلفا لأن أوسكام لديه “سيطرة كاملة على أبعاد التحفيز، ما يعني أنه يمكنه التوقف، والمشي، وصعود درجات السلالم، وبعد إجراء الجراحات لزرع الأجهزة، تم إنشاء قنوات التواصل العصبية بسرعة، وبدأ بالمشي خلال يوم واحد فقط من التدريب، وبقي الاتصال فعالا لأكثر من عام، بما في ذلك الوقت الذي قضاه أوسكام في المنزل. كما ساعده المشي بشكل مستقل باستخدام “الجسر الرقمي” على استعادة ما يكفي من القوة لاتخاذ بعض الخطوات، حتى عند إيقاف التشغيل.

يشار إلى أن الجهاز لا ينتج خطوات سريعة وسلسة، إلا أنه يسمح بحركات شبه طبيعية يتم التحكم فيها من خلال التفكير، كما تحفز الإشارات العضلات اللازمة لثني الورك والركبة والكاحل، وأشار الباحثون إلى أن “مفهوم الجسر الرقمي بين الدماغ والحبل الشوكي يشير إلى عصر جديد في علاج الاضطرابات الحركية الناجمة عن اضطرابات عصبية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى