ربيع العمر

بتثبيط بعض الجينات.. دراسات حديثة تبشر بطول عمر الإنسان

توصلت دراسات علمية جديدة قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية.. وأخرى أجراها علماء جامعة إتش إي سي مونتريال الكندية، إلى تحديد جينات يمكنها أن تطيل عمر الإنسان وتقلل من الشيخوخة، وهو ما شكل اختراقاً طبياً هائلاً ومهماً. وأن الحدود العليا لعمر الإنسان (وفقا لنتائج تلك الدراسات) التي سيكون 180 عاما.

ووجدت دراسات سابقة أن الجينات تطيل عمر الكائنات الصغيرة، مثل جعل ذباب الفاكهة يعيش أطول بنسبة 10 في المئة، لكن هذه المرة الأولى التي أظهر فيها العلماء ارتباطا في البشر أيضا، كما أفادوا في ورقة بحثية جديدة.

وقال المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة التى نشرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية، الدكتور “نظيف أليك” من معهد الشيخوخة الصحية بكلية لندن الجامعية: «رأينا بالفعل من خلال بحث سابق مكثف أن تثبيط جينات معينة تشارك في صنع البروتينات في خلايانا، يمكن أن يطيل عمر الكائنات الحية النموذجية مثل الخميرة والديدان والذباب، ومع ذلك، فقد لوحظ أن فقدان وظيفة هذه الجينات عند البشر يسبب أمراضا، مثل اضطرابات النمو المعروفة باسم اعتلالات الريبوسومات».

وأضاف: “هنا، وجدنا أن تثبيط هذه الجينات قد يؤدي أيضا إلى زيادة طول العمر لدى الأشخاص، ربما لأنها أكثر فائدة في وقت مبكر من الحياة قبل أن تسبب مشاكل في أواخر العمر”. حسب ما نقل موقع “ميديكال إكسبريس” الذي نشر الدراسة.

وراجع الباحثون البيانات الجينية من الدراسات السابقة التي شملت 11262 شخصا عاشوا حياة طويلة بشكل استثنائي، إلى عمر يزيد عن التسعينات مقارنة بأقرانهم. ووجدوا أن الذين يعانون من انخفاض نشاط جينات معينة كانوا أكثر عرضة لعيش حياة طويلة جدا.

ويفترض عالم الرياضيات الدكتور ليو بيلزيل الذي أجرى دراسة جامعة إتش إي سي مونتريال الكندية، أنه بحلول عام 2100 سيتم تحطيم الرقم القياسي لطول العمر البالغ 122 عاما، الذي بلغته الفرنسية جين كالمينت ((21 فبراير 1875 – 4 أغسطس 1997)، مشيرا إلى أنه وفقًا لبعض التقارير ، يمكن افتراض أنه لا يوجد حد أقصى لمدى حياة الإنسان.

ويحذر العالم بيلزيل في “المجلة الإحصائية السنوية” من عواقب زيادة عدد المعمرين في العالم، لأنها ستسبب زيادة في تكاليف الرعاية الصحية الناجمة عن انتشار أمراض الشيخوخة، كما سيزداد العبء على نظام الضمان الاجتماعي، حيث ستزداد حصة المتقاعدين وتنخفض نسبة دافعي الضرائب. ويضيف حاليا يعيش في العالم 12 شخصا تجاوزت أعمارهم 110 أعوام.

وتتفق البروفيسورة إيلين كريمينس من جامعة جنوب كاليفورنيا مع فرضية بيلزيل، حيث أعلنت في حديث لصحيفة The Times ، أنه من أجل الحفاظ على حياة البشر في مثل هذا العمر، يتطلب بذل جهود إضافية، وخاصة في مجال الأطراف الصناعية وزرع الأعضاء. وتستشهد البروفيسورة بقاعدة البيانات الدولية عن طول العمر، التي تفيد بأن خطر الموت يزداد في عمر 50 عاما ويتباطأ في عمر 80 عاما وقد يستمر إلى عمر 110 أعوام.

وتقول، “عندما يبلغ عمر الإنسان 110 سنوات، فإن احتمال وفاته في السنة المقبلة يزداد بنسبة 50 بالمئة، وهذا يعني أنه في بعض النماذج يمكن أن يصل الحد الأقصى لعمر الإنسان إلى 130-180 سنة”.وعبرت البروفيسورة في نفس الوقت عن قلقها بشأن انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة منذ بداية انتشار جائحة الفيروس التاجي المستجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى