عبرات

“ندى علام”.. ولدت بلا ذرعين, ترسم بقدميها وتحلم أن تكون وزيرة

ندي علام من محافظة المنوفية، وتبلغ من العمر ٢٢ عاماً. ولدت بدون ذراعين مع انحناء في العمود الفقري، ولكنها الحياة أعطتها ذكاء وجمالاً لا يمتلكه الكثيرون، بالاضافة الي مواهب متعددة من بينها الرسم، فهي تمسك الأقلام والفرشاة بقدمها لترسم وتكتب.

كانت ندي تستخدم في رحلتها في الحياة قدمها اليسري في الكتابة والرسم واستخدام الهاتف المحمول، فصارت قدمها مصدر الإلهام والتفوق، لم تعتمد طيلة دراستها علي مرافق أو مساعد لها في الامتحانات أو التنقل للوصول للكلية، فقط كان كرسيها المجهز، هو وسيلتها الأساسية.

في المدرسة كانت دائماً لديها حافز للتفوق وإثبات أنها لا تقل عن أي شخص مكتمل الجسم. تعرضت لكثير من السخرية، والذي كان يزيد من اصرارها وعزيمتها.

تخرجت ندى من كلية الأداب قسم إجتماع، مما حفزها ذلك علي تلقي المزيد من العلم. حصلت علي منحة لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال، بالرغم من أن هذا ليس تخصصها، إلا انها قبلت المنحة لتتحدي نفسها ولتتعلم شئ جديد. وهي تأمل أن تكمل دراستها بعد الانتهاد من الماجستير لتدرس الدكتوراة.

علامات حب الله

ليس بالابتسامة والتفاؤل والطموح فقط، واجهت ندى محمود محمد علام، قسوة وجودها في الحياة بقدم واحدة ودون ذراعين، بل كانت إرادتها وأسرتها، أهم رفاقها في رحلة تشير في تفاصيلها إلى علامات “حب الله”.

منذ الصغر كُتب على “ندى” أن تواجه حياة صعبة، وكان سلاحها الاحتواء والحب، الذي وفرته له أسرتها، فكان للدعم الذي وفره لها أبيها وأمها وأشقائها أثرًا كبيرًا في تأهيلها لتصبح نموذجًا يستحق أحلامها في أن تكون وزيرة.

بالفعل، صارت ندى مؤهلة لتكون وزيرة “التحدى”، بعدما واجهت أكثر تحديات حياتها قسوة، وهو التنمر الذي تقول عنه “بصراحة كنت بتعرض كتير للتنمر لكن كنت بواجهه بالإرادة”.

لم تستسلم “ندى”، وأبت الاستسلام لقدر لم يكتب عليها العجز، فتغلبت على ما يعجز عنه الأصحاء، وشهدت لها أعضاء جسدها الغائبة، وهي في رحلة الحياة تكتب تاريخها وتصنع مجدها، وترسم احلامها، بقدم واحدة ودون ذراعين.

التحقت “ندى” بالمدرسة، ونجحت في امتحانات أقل صعوبة وقسوة، حتى دخلت الجامعة، وفيها تخرجت ولم يتوقف قطار أحلامها، وهي تطلق صافرته حتى سمعتها إدارة الجامعة البريطانية في مصر، فدعتها إلى منحة مجانية للحصول على الماجستير والدكتوراة، وقد صارت “ندي”، فخر جامعات ومؤسسات علمية راسخة، تسعى إليها، لتمنحها وتجربتها ارفع الدرجات.

لم تكن فاقدة الذراعين والقدم اليمني، يومًا ما من المعاقين، ولم تقف عند مرتبة “متحدى الإعاقة”، لكنها وبجدارة صارت من “ذوى الهمم”.

تقول ندى: “عمري ما أعتبرت نفسي معاقة، الإعاقة هي إعاقة النفوس والقلوب السوداء والاعاقة هي الإعاقة الذهنية ولا اعتبر نقسي معاقه”.

كانت ندي تستخدم في رحلتها في الحياة تستخدم قدمها اليسري في الكتابة والرسم واستخدام الهاتف المحمول، فصارت قدمها مصدر الإلهام والتفوق، لم تعتمد طيلة دراستها علي مرافق أو مساعد لها في الامتحانات أو التنقل للوصول للكلية، فقط كان كرسيها المجهز، هو وسيلتها الأساسية.

تقول ندى عن رحلتها: “ولدت بلا ذراعين، بكتب برجلي اليسري، وبتغلب علي كل الصعاب اللي بتوجهني، رغم إن نظرات الناس لي كانت متفاوته، فالغالبية يدعموني معنويا ويساعدوني، والبعض يتنمر عليً، لكني كنت أحول “نظرات الشفقة” إلى حافز يدفعني للأمام، وكنت اعرف طريقي”.

حلم الوزارة

تؤكد “ندى علام” أنها أحبت الرسم منذ الصغر، وتفخر بأن أساتذتها كانوا يرونها مميزه عن أصدقائها، وتقول: “بحب الرسم من وأنا صغيرة، وكانوا بيقولولي رسمي أكبر من سني، وتحديدا وأنا في الثانوية، ومدرستي ساعدتني أطور من نفسي وارسم أكتر، وشاركت في معارض رسم تابعة للمدرسة ووزارة الثقافة”.

وتعبر عن طموحاتها التي ولدت من جمال رسماتها قائلة: “لا أجد صعوبة في الرسم والكتابة بالقدم اليسري، وطموحي أن أكون وزيرة ثقافة لأني أحب الرسم والثقافة والفن”.

ندي لديها الكثير من المتابعين علي صفحاتها علي فيس بوك، والذين تلهمهم قصتها وعزيمتها. وتقول ندي، أنا مبسوطة من ردود أفعالهم الإيجابية، ولو أنا بأدي ١٪ بس أمل للناس، ده بيشجعني اني أكمل.

الاعتماد على النفس

وعن أبيها واسرتها تقول ندى: “والدي عودني على الإعتماد على نفسي، وبندمح في المجتمع، أنا زيي زي الناس، وأسرتي بتدعمني في كل شئ وربنا عوضني بيهم عن كل شئ افتقدته”.

منحة “بريطانية” لدراسة الماجستير والدكتوراة

وعن روؤيتها لخطواتها في المستقبل القريب تقول: “سأكمل الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال في إحدي الجامعات الدولية في مصر عن طريق منحة خاصة حصلت عليها من الجامعة البريطانية، وساظل أعتمد على نفسي في استكمال دراستي وفي الحياة أيضا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى