مقالات

تأثير جائحة كورونا على الأطفال ذوي الاعاقة

أ.  مينة القالي

محاضر، خبير دولي دمج مدرسي

مستشار ومدرب في مجال توحد

أمين عام مجلس العالم الإسلامي للإعاقة و التأهيل، منتدب دول شمال إفريقيا

الحجر المنزلي وأثره على الاطفال

مشاعر القلق

بينما شكّل تفشي فيروس كورونا والإجراءات المتعلقة به ضغوطاً كبيرة، اقتصادية واجتماعية ونفسية، على عالم الكبار، يجد الأطفال أنفسهم الحلقة الأضعف نفسياً للتعامل مع الوضع الجديد الذي تغير فيه كل شيء . وفي مثل هذه الظروف يلجأ الأطفال للبالغين لفهم ما يجري حولهم وبث الطمأنينة في نفوسهم الصغيرة.

مشاعر القلق هي أمر طبيعي يمر به الناس كافة

ليست مشاعر القلق بحد ذاتها إذاً مشكلة، إلا إذا تحولت إلى معيق أمام إتمام الإنسان لمهامه اليومية وعيش حياة طبيعية،

العوامل المؤثرة والأكثر شيوعًا في الحجر، هي:

أولاً- عدم فهم ما يحدث.

ثانياً- عدم القدرة على التحكم والتعبير عن العواطف.

ثالثاً- وجود الكثير من الأفكار السلبية.

أخيراً – صعوبة في التكيف مع نمط الحياة الجديد

كيف يعرف الاباء قلق الاطفال؟

وجود مجموعة من الأعراض التي يمكن للآباء والأمهات أن يدركوا من خلالها وقوع أطفالهم تحت وطأة القلق.

أعراض مزاجية كأن يصبح الطفل أكثر عصبية أو أسرع استثارة أو أن يبكي بكاء غير مبرر أو يغلب عليه الحديث عن الخوف.

نقص الانتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.

تغيرات سلوكية واضحة كزيادة الحركة أو نقصانها، كثرة الجدال، انخفاض الرغبة في اللعب مع الأقران، وزيادة التعلق بالوالدين أو أحدهما.

اضطرابات النوم

– سمات عُصابية مثل قضم الأظافر ومص الإبهام وغيرها

الأطفال والتعليم عن بعد اثناء الحجر

التعليم عن بعد هو استمرار العملية التعليمية، وفي نفس الوقت إدماج الأطفال في محيطهم، وتلقينهم الأساسيات الصحية لمنع عدوى فيروس كورونا.

وجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام تحدي تقديم الدعم لأبنائهم لإتمام تعليمهم عن بعد.

وهناك مجموعة من القواعد يمكن، في حال اتباعها، جعل عملية التعليم المنزلي أكثر سلاسة وإمتاعاً للأطفال وذويهم وتشمل هذه الخطوات:

التهيئة النفسية: فترة إغلاق المدارس من منظور الاطفال كانت عبارة عنعطلة للعب والاستمتاع، لذا أكد المختصون على ضرورة تهيئة الأطفال نفسياً بأن الدراسة مستمرة ولو عن بعد عن طريق الالتزام قدر المستطاع بروتين جديد شبيه بذلك الذي كان متبعاً في المدرسة، مع تخصيص ساعات أقل للدراسة وجعل العملية ممتعة قدر الإمكان

التهيئة المادية: إذ لا بد أن يحاول الأهل قدر المستطاع تأمين كل ما يلزم للطفل من كتب وأدوات ساعة جلوسه للدراسة، وهذا الأمر سيساعد على تمكين الطفل من المحافظة على تركيزه ويقلل من تشتت انتباهه، كما يجعل الحدود بين وقت الجلوس إلى الدرس ووقت اللعب واضحة.

تنظيم وقت الطفل والاهتمام بصحته البدنية والنفسية وبتخصيص وقت للترفيه وقضاء وقت مع العائلة.

سلبيات التعليم عن بعد:

في ظل تلك الأوضاع، ربما خسر الأطفال فرص التعلم الكثيرة من خلال اللعب، وفقدوا الانخراط الاجتماعي اللازم في السنوات الأولى من أعمارهم، لتوسيع مهاراتهم الاجتماعية. لماذا؟

-التعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، يؤدي إلى دور مهم في النمو المبكر،

-اضافة الى مهارات التفكير النقدي والتنظيم الذاتي العاطفي والتعاون الاجتماعي المتقدم،

-من المؤكد أن الحجر قد يعرضهم للتراجع من حيث نموهم على المدى الطويل، و الدراسات العلمية تبرز أن نسبة مئوية كبيرة من دماغ الأطفال، يتم تطويرها عندما يبلغون سن الخامسة.

-التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلا عن التفاعل الطبيعي، وهذا يفقد الأطفال أيضا فرصة الترابط مع أصدقائهم،

-التعلم عن بعد يمثل تحديا لبعض الأطفال، في مسألة التركيز والبقاء على المسار الصحيح“.

-أي طفل يعاني في السابق من مشاكل الانتباه، فإن الأوضاع الحالية ستجعل الأمر أسوأ،

-يرى الخبراء أن “هناك خطرا متزايدا” على الأطفال الضعفاء في التحصيل الدراسي، لأن الأساتذة بحكم التخصص لنم يستطيعوا أن يهتموا بهم بدرجة كافية، طيلة فترة التباعد الاجتماعي.

وضع استثنائي: الأطفال ذويالإعاقة وفترة الحجر

أكد اخصائيون نفسيون ان هناك تأثيرا كبيرا على ذوي الاعاقة نظرا لبقائهم في المنزل بسبب:

توقف البرامج التدريبية والخطط العلاجية،

بالإضافة إلى تحمل الاسر بدون سابق انذار مسؤولية الطفل، مشيرين إلى ان ذلك شكل صعوبة كبيرة على الأسر، الذين كان عليهم الاهتمام بتدريبه وتعليمه والتحكم بسلوكياته،  وهم يفتقرون للتخصص بمجال تأهيل طفلهم .

 واجه هؤلاء الأطفال في العديد من البلدان عوائق في الحصول على تعليم جيد وشامل. مع إغلاق للمدارس..

قد يُستبعد هؤلاء الأطفال، إذا لم يكن التعليم عبر الإنترنت متاحا لهم، بما في ذلك من المواد التعليمية واستراتيجيات التواصل المكيّفة والمتاحة

كان الأطفال في وضعية اعاقة بحاجة لمزيد من الاهتمام خلال تواجدهم في الحجر المنزلي، وذلك ضمن ضوابط وشروط محددة، على ان تتم مراعاة اتخاذ التدابير اللازمة،

تقديم الرعاية الصحية اللازمة

ومراعاة انماط التغذية التي تعزز المناعة، خاصة وان البعض منهم تتطلب اوضاعهم انواعا معينة من الاطعمة،

اهمية مراعاة الظروف النفسية ودرجة تأثرهم بالأخبار المتداولة،

وايضا يجب تهيئة الاجواء المنزلية من خلال التفاعل وعمل انشطة حركية وانشطة ترفيهية،

 فضلا عن ضرورة نشر التوعية للحماية من الفيروس بالطرق التي يفهمونها ، وكذلك ترجمتها بلغة الاشارة للصم، او، عن طريق الصور  مع الاهتمام بالتعلم عن بعد.

ضرورة تقديم برامج توعوية ارشادية لمساعدة اولياء الامور:

التحديات التي واجهتها اسر الاطفال في وضعية اعاقة: اولياء الامور وجدوا انفسهم امام تحد كبير، وكيف يستطيعون تحويل المحنة لمنحة بطريقتهم واسلوبهم. و هذا شكل صعوبة كبيرة واعباء ألقيت على عاتق اولياء الامور:

الاسر كانت تعاني من تواجد ابنائهم ٢٤ ساعة يوميا

لصعوبة التحكم بسلوكيات

تعليمهم وتعويدهم علي الوضع الحالي

الطفل يفقد كل ما تعلمه واكتسبه

يختلف التأثير علي الأطفال في وضعية اعاقة حسب حالة

مستوى استعداد بيئة المنزل للتعامل مع وجودهم على مدار الساعة مع بقية أفراد الأسرة

وبصورة عامة يحتاج الأطفال في وضعية الاعاقة لاستمرار انشطة التفاعل الاجتماعي والاختلاط بالأقران من اجل تسهيل عملية دمجهم في المجتمع.

العودة إلى المدارس

كان يجب تهيئة الاطفال لانهم قضوا أشهرا في المنزل:

لماذا سيعودون؟

ماذا سيفعلون؟

مع من سيكون؟

كيف سيتم ذلك؟

يالنسبة لهم المسافة الاجتماعية متران طرحت مشكلا، وتبقى مجردة،

كما أن بعضهم يحتاج للمس في تنقلهم

الالتزام بقواعد التباعد: أهم ما يجب الحرص عليه:

غسل اليدين

السعال :  ثني الكوع وتغطية الفم بالذراع أثناء عطس

استعمال مناديل ورقية

تجنب السلام عن قرب

إضافة إلى استعمال الكمامة الذل استلزم وضع برامج تدريبية للأطفال اتسمت بالتدرج

إرساء روتين يومي جديد

بالنسبة لأسر اضطراب طيف التوحد والاعاقة الذهنية ومن خلال عملنا وتتبعنا، كان إرساء هذا الروتين نتيجة عمل طويل وشاق

الحجر جعل اليومي للأسر مضطربا ومعظم الاسر عاشت هذه المرحلة الانتقالية بتحد كبير أو بالأحرى كانت مصدرا  رئيسيا للتوتر

توصيتنا

هذه الجائحة أبرزت هشاشة و نقصا كبيرا في تأهيل و تدريب الاسر للتعامل مع ابنائهم، لذلك من الضروري الحرص على وضع برامج خاصة بتأهيل وتدريب الأسر و تمكينهم من الاليات الضرورية للتعامل مع أبنائهم في المنزل.

اسر الأطفال ذوي الإعاقة عانت كثيرا اثناء الجائحة ، و كما يقول المثل الفرنسي:

On ne sait jamais ce que vivent les familles sans avoir porté leurs souliers et emprunté leurs chemins :

لا يمكن أن نعرف ما تعانيه الأسر دون أن ننتعل احذيتهم و نسلك طريقهم.

****

القيت هذه الكلمة فى إطار فعاليات مؤتمر التحديات التي تواجه الوطن العربي بعد جائحة كورونا.. بتقنية التناظر عن بعد،

القاهرة 12 اغسطس 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى