حماية ورعاية

تعاطي المخدرات والمسكرات وجائحة كورونا

قال الله جل وعلا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” المائدة – الآية  9

والمخدرات من الخبائث ولقد بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وجعل من صفاته يحل الطيبات ويحرم الخبائث، مبلغاً عن ربه ـ وقال الله جل وعلا: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” الأعراف 157

عندما يجتمع إدمان الكحول أو المخدرات وجائحة كورونا تنتج عواقب مروعة على الصحة، يقول الباحثون والأطباء. إن اغلب المدمنين يعانون من الأمراض المزمنة ونقص المناعة مما يجعلهم اكثر عرضة للأمراض المعدية وقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة التي أجريت في الولايات المتحددة الأمريكية على مرضى كوفيد 19 من المدمنين، أن تعاطي المخدرات كان مرتبطًا بزيادة خطورة المرض والحاجة إلى التنفس الصناعي وزيادة معدلات الوفيات بين المرضى..

وقد نُشر أكثر من ستين بحثاً يفسر هذه الظاهرة ويؤكدها، ويمكن تلخيص نتائجها فيما يلي:

يزيد إدمان الكحول من خطر الإصابة بأمراض الكبد والقلب ومتلازمة ضيق التنفس الحادة والتليف الرئوي، كما أن بعض نواتج الأيض (الاسيتالدهيد) للكحول تؤثر سلبًا على معظم الأعضاء الحيوية وخاصة الكبد. وقد سجلت العديد من حالات التسمم والوفاة بسبب الإفراط في تعاطي الخمور والخمور المغشوشة بالميثانول. اثناء جائحة كوفيد .19

أما إدمان المورفين ومشتقاته، فيؤدي إلى تثبيط الجهاز التنفسي ونقص الاكسجين في الدم. كما يمكن أن يكون للتداخلات الدوائية بين مشتقات الأفيون والأدوية التي تلزم لعلاج كوفيد 19 عواقب وخيمة أيضا. 

أما إدمان الامفيتامين (الكبتاجون) فيسبب تلف الرئة بسبب التوليد المفرط للجذور الحرة. ويؤدي أيضا إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي وزيادة التحسس والعرضة للالتهاب الرئوي..

أما الحشيش (الماريجوانا)، فقد روّج البعض أكاذيب أنه يخفف من القلق المصاحب لجائحة كورونا، ولا توجد أدلة من التجارب قبل السريرية أو السريرية تدعم ذلك. بل على العكس، فإن الدراسات توثق خاطر من تفاقم كوفيد 19 عند مدمني الحشيش.

كشفت الدراسات أن التدخين هو أحد عوامل الخطورة لتفاقم كوفيد 19، سواء كان حاليا أو سابقًا، حيث إنه يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالفيروس وتفاقم المرض واحتمالية الوفاة.

الخلاصة: ثبت بالأدلة العلمية ضرر التدخين والكحول والمواد المخدرة (الخبائث) على تفاقم مرض كوفيد 19.

د. أحمد شاكر علي

أستاذ مشارك في علم الأدوية – كلية الطب / جامعة الملك عبد العزيز

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى