عبرات

ليلى القبي.. أول محامية سعودية كفيفة

خرجت للدنيا كفيفة، وعاشت في كنف عائلة كانت لها عينيها، فلم تشعر أبدًا أنها  مختلفة، بل تحدت ظروفها،وبعد ٥ سنوات من التدريب على المحاماة, منحتها وزارة العدل السعودية رخصة مزاولة مهنة المحاماة, لتصبحأول محامية كفيفة بالمملكة العربية السعودية. إنها المحامية الكفيفة “ليلى القبي”.

حياة “ليلى القبي”, مليئة بالعديد من التحديات والصعاب, ورغم إعاقتها البصرية، إلا انها استطاعت أن تسطر اسمها بأحرف من نور في عالم المحاماة، رغم فقدانها لنعمة البصر. استطاعت أن تنضم إلى قائمة المحاميات السعوديات، والتي تضم 102 محامية، لتبدأ أولى خطوات نجاحها.

تخرجت ليلى القبي من جامعة الملك عبد العزيز، حيث كانت تتابع دراستها عن طريق الكتب المسموعة والقراءة بطريقة “برايل” المخصصة لأصحاب الإعاقة البصرية، واستطاعت أن تخلق لنفسها جواً آخر من الثقافة والتطور عن طريق متابعة دراستها وعدم اليأس وتحدي إعاقتها وعدم السماح لها بأن تقهقرها للوراء.

في حوارها مع موقع “العربية. نت” شكرت “القبي” وزارة العدل والشركة التي وفرت لها التدريب ومنحتها الفرصة لتحقيق هدفها، في وقت قد أغلقت أمامها أبواب العمل في مكاتب المحاماة؛ نظراً لإعاقتها البصرية، والتي يراها بعض الأشخاص إعاقة، ويرفضون فكرة إسناد العمل لشخص ضرير.

وعبرت عن سعادتها بأول قضية تولتها، وهي قضية مالية، على الرغم من أن معظم المحاميات يتولين قضايا أحوال شخصية.

فالأمل والاجتهاد والكفاح وتحدي الظروف كلها مصطلحات استطاعت أن تقدمها متحدية الإعاقة كما يجب أن تكون، وهناك آلاف النماذج حول العالم التي بإمكانك أن تتأمليها وتتعلمي من قصص انتصاراتها المعنى الحقيقي لتحدي المستحيل ومواجهته مهما كانت الأوضاع أو الإعاقة.

كما كشفت “القبي”، في حديثها لبرنامج “صباح السعودية”، عن طريقة تغلبها على التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال دراستها الجامعية في تخصص القانون، وكذلك معاناتها في الحصول على قبول الالتحاق بمكاتب المحاماة حتى إنها لجأت في آخر المطاف إلى عدم الكشف عن أنها كفيفة!.

وأشارت المحامية “القبي” بأنها كانت تحلم منذ طفولتها بأن تصبح مذيعة وإعلامية، حيث كانت تشارك في برامج الإذاعة المدرسية، بينما تغيرت ميولها وطموحاتها بعد تخرجها من الثانوية، فالتحقت بكلية الحقوق وتخصصت في قسم القانون، لافتة إلى أن الكلية لم تكن تعلم بأن إحدى طالباتها كفيفة، ما تسبب لها في بعض المشاكل كتغيير موعد اختبار وعدم احتساب درجات، مما دفعها إلى كتابة خطابات لوكيلة الكلية لإيضاح معاناتها وشرح احتياجاتها، كونها طالبة كفيفة وقد وجدت تجاوبًا منهم.

ونوهت إلى أنها بعد تخرجها من الجامعة بدأت البحث عن مكاتب محاماة، حيث قامت بإرسال سيرتها الذاتية لكل المكاتب تقريبًا، بينما لم تبين في طلبها لإحدى المكاتب بأنها كفيفة كآخر الحلول، وتم قبولها وعندما ذهبت للمقابلة كان لديهم معرفة بأنها كفيفة من خلال زميلاتها بالجامعة، وبينت القبي إنها ظلت لمدة خمس سنوات تسعى وراء الحصول على رخصة مزاولة مهنة المحاماة، وبأن القضاة لا يعلمون أنها كفيفة، وتوجهت بالشكر لعائلتها التي ساندتها خلال مشوارها، وكذلك كل من حولها من أهلها أو صديقاتها أو زميلاتها أو المحيطين بها، داعية في هذا الصدد كل من يواجهون صعوبات في الحياة إلى عدم الاستسلام لليأس والإحباط والتشاؤم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى