الأقوياء

الباحثة الإماراتية مريم اليماحي تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة أصحاب الهمم

للباحثة الإماراتية الدكتورة مريم على اليماحي قصة تحدٍ، في مشوارها البحثي، حيث تؤمن أن التحديات تخلق فرصاً جيدة، وتتعامل الباحثة اليماحي مع التحديات بعزيمة وثبات، معتبرة أن وجودها في مجال خدمة أصحاب الهمم يمثل تحدياً كبيراً، بكونها أصبحت أمّاً من سن صغيرة، وكذلك أمّاً وأباً لأطفال من ذوي الهمم.

 بوصلة طموحات مريم تتجه نحو المستقبل، حيث تضع المرتبة الأولى ضمن سلم أولوياتها، لديها طموحات عالية وأهداف كثيرة، تسعى فيها إلى نشر المعرفة التي تمكّن المرأة، وكذلك لترك بصمة في العالم في أي نوع من الإنجاز أو الخدمة التي من شأنها مساعدة الإنسانية، وهذا ما أعمل عليه حالياً بتسخير بحوثي العلمية لخدمة البشرية، بحسب تعبيرها. خطة نجاحها تستمدها من قول شهير بالإنجليزية هو “Ps” “Passionate”، “Patient”، ” Perseverant” أي الطموح والصبر والمثابرة.

الدكتورة مريم اليماحي، هي باحثة وعالمة ومخترعة، وأستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات، وتشغل أيضاً منصب مساعد العميد لشؤون الطلبة في كلية تقنية المعلومات في الجامعة.

اليماحي من مواليد مدينة دبا الفجيرة، بدولة الإمارات، حاصلة على ماجستير في 2012، والدكتوراه في 2015 في علوم الكمبيوتر، من جامعة جورج واشنطن الأميركية، وتم تتويجها في عام 2019 بجائزة اليونسكو، تقديراً لبحوثها وتكريماً لمسيرة علمية ذهبية، نشرت خلالها بحوثاً عديدة، وقدمت مؤتمرات عالمية، كما نالت براءة اختراع في مجال علوم الكمبيوتر من مكتب براءات الاختراع الأمريكي، لاكتشافها طريقة جديدة وسريعة في البحث، واسترجاع المعلومات من الإنترنت، ومن ملفات كبيرة الحجم. وحازت أيضاً مركزا أول بجائزة “ريادة الأعمال” في معرض البحث والتطوير في واشنطن، وكذلك جائزة “أفضل اختراع علمي” لعام 2014 في مسابقة جامعة “جورج واشنطن” الأميركية للاختراعات.

تسعى اليماحي دائماً إلى نشر المعرفة لتمكين المرأة، وتسخير بحوثها العلمية لخدمة البشرية. الباحثة الإماراتية الفائزة بجائزة “زمالة لوريال اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط.

تعمل مع جامعة في كوريا الشمالية على أبحاث علمية للاستفادة من علوم الذكاء الاصطناعي في تطبيقات تفيد “أصحاب الهمم” بكونهم فئة مهمة من المجتمع. إلى جانب عملها في مشروعات أخرى مع شركات وجامعات عالمية لتطبيقات متخصصة في مجال التكنولوجيا واقتصاد البيانات.

وتعكف د.مريم على تنفيذ مشاريع تساهم في تطوير بيئة عملها خدمة للمجتمع والإنسانية. وقالت: “أعمل بجد وإصرار كبيرين على المستوى الإداري والاستراتيجي لتطبيق العلوم بطريقة صحيحة تنفع المجتمعات العالمية، وتابعت: “أقدم ورش عمل لجهات حكومية وخاصة، تهدف إلى تعليمهم آليات تطبيق سياسة الذكاء الاصطناعي على المستوى المؤسسي”.

معالجة البيانات

نجحت اليماحي في تطوير برنامج فريد من نوعه بقدرات كبيرة لمعالجة وتحليل كمية ضخمة من البيانات، وهو البرنامج الذي يمكن النظر إليه باعتباره محرك بحث أكثر تطوراً من جوجل، باعتباره يصفيّ معظم المعلومات ذات الصلة والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لغرض معين.

وبحسب اليماحي يفيد هذا البرنامج كل المؤسسات والقطاعات التي تحتاج إلى تحليل ذكي وسريع للبيانات، خصوصاً قطاعي تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وكذلك المجالات التطبيقية لهما بغض النظر عن نوع البيانات، سواء كانت متعلقة بميدان الطب أو الفضاء أو غيرهما.

خلطة النجاح السحرية

خلطة النجاح لـ د.مريم مستمدة من قول شهير بالإنجليزية هو “Ps” “Passionate”، “Patient”، ” Perseverant” أي الطموح والصبر والمثابرة، كما تستلهم أفكار بحوثها من روح التحول الرقمي الذي يواكب الثورة الصناعية الرابعة، معتبرة أن البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يعتبران محركين فاعلين في هذه الثورة الرقمية الجديدة. وأوضحت بالقول: “ركزت في أبحاثي على استخدام خوارزميات ذكية لجمع وتحليل البيانات والتنبؤ بها، بما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل”، مضيفة أن بحثها الحالي الذي تعكف عليه يهدف إلى إيجاد نظام مبتكر وجديد وأكثر فعالية للولوج إلى البيانات واسترجاعها من أنظمة البيانات الكبيرة. وتطمح مريم إلى تطوير بحثها في برنامج يمكن الاعتماد عليه كمحرك بحث “غوغل” العالمي بخصائص متقدمة وبابتكار إماراتي.

البحوث في خدمة البشر

أكبر تحد واجه د.مريم في بحثها هو إشكالية برمجية جهازها ليتناسب مع حجم البيانات الضخمة، ما تطلب لبناء تواصل علمي مع جهات متخصصة، وتستلهم شغف الإنجاز وتحدي المستحيل، من فكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث تعتبره مثلها الأعلى في ثالوث النجاح والطموح والابتكار.

وتحمل مريم رسالة مجتمعية وإنسانية في مجمل أبحاثها العلمية، وتتطلع إلى دعم المجالات البحثية في القطاعين الحكومي والخاص، وتمكين المرأة بشكل أكبر في هذا المجال، وتتمنى أن تتطوع هذه البحوث التطبيقية في خدمة البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى