عبرات

“دانيال كيش”.. الرجل الذي يرى بلسانه

“إن معظم الناس يحبون أفلام الأبطال الخارقين، وفي كل مرة يذهب المرء إلى دور السينما يُسعِده أن يرى هؤلاء الأبطال وهم يقومون بمآثر مذهلة، ويقاتلون ضد التهديدات التي تواجه عوالمهم”. بهذا الاستهلال تناول الكاتب الأمريكي “ستيف إيثروود” مسيرة أبرز شخصيات قادرة على القيام بالأعمال البطولية الخارقة على أرض الواقع، وليس في الأفلام الخيالية. وفقًاً لموقع “ليستفيرس” الأمريكي.

ومن تلك الشخصيات التى تناولها تقرير ستيف إيثروود, شخصية, “دانيال كيش“, الرجل الذي أثبت بأنه لايوجد هناك شيء يدعى المستحيل اذا بذلنا جهودنا لتحقيقه او لتحويله إلى ممكن (لا مستحيل)..

يتساءل الكاتب عن الكيفية التي يتحرك بها المرء إذا فقد بصره؛ لينطلق إلى الحديث عن، وهو رجل كفيف من الناحية الفنية، لكنه يتمتع بقوة خارقة تمكِّنه من التحرك ورؤية الأشياء من حوله. وباستِخدام مهارة تحديد الموقع بالصدى، وهي القدرة نفسها التي تتمتع بها الخفافيش، يستطيع كيش قيادة دراجة وسط حركة المرور المزدحم، والتخييم في البرية، بل تسلق الأشجار.

وعن كيفية فعله ذلك يوضح الكاتب أن دانيال كيش بعد أن فقَدَ بصره بسبب مرض السرطان الذي أصاب الشبكية عندما كان طفلًا، علَّم نفسه كيفية استخدام لسانه كوسيلة مساعِدة في التجول والتنقل.

فمن خلال الطقطقة بلسانه (تؤتؤ)، يستمع كيش إلى الصوت الذي يرتد عن الأشياء التي أمامه في البيئة المحيطة. وعندما يرتد الصوت بأحجام مختلفة، يقدِّر كيش حجم العقبات التي أمامه ومدى بُعدها عنه.

وأضاف الكاتب أن دانيال كيش يشبه تمامًا «دارديفيل»، البطل الخارق الأعمى في الرسوم الهزلية الذي يستخدم “حاسة الرادار” لإدراك الأشياء من حوله. وبمرور الوقت أصبح كيش بارعًا في هذه المهارة، لدرجة أن مكفوفين آخرين عيَّنوه لمساعدتهم على التنقل.

 وبصفته خبيرًا في تحديد الموقع بالصدى، يمكن أن يصف كيش الأماكن التي لم يسبق له رؤيتها من قبل لإثبات أن جسم الإنسان قادر على القيام بمآثر عجيبة. حقًا الإعاقة ليست عجزًا!

دانيال آلان يعيش حياته بشكل طبيعي جداً حيث يقوم بركوب الدراجة في أماكن وشوارع مزدحمة ويتسلق الجبال ويستطيع التنبؤ بوجود عائق امامه عن بعد مئات الامتار (كالبنايات)..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى