عبرات

“مصطفى نوفل”.. أول موديل من متلازمة داون

منذ 18 عامًا رزقت السيدة “إيمان أحمد” بمولودها الأول “مصطفى نوفل” بعد يوم من الولادة, أمر الطبيب بمغادرتها إلى البيت، لترى زوجها ينهار بكاء ولم تعلم السبب، وعند سؤال زوجها وقال لها: “ابنك مصطفى من أصحاب الهمم”، لم تصدق على الفور واستغرقت وقتًا طويلًا حتى استوعبت هذا الأمر، وبعدها قررت الأم المواجهة بكل قوة؛ إذ بدأت في متابعة مصطفى بشكل دقيق تخطو به صعوبات الحياة.

قررت الأم إيمان أن تجعل التعليم والفن طريقًا يسير عليه ابنها منذ الصغر لكي يكون بطلًا حقيقيًا في جميع المجالات، ويستطيع بنفسه محاربة التنمر الذي يتعرض له بنفسه دون تدخل من أحد، حتى تبني له شخصية قوية تواكب كل الظروف والمواقف.

منذ بداية المشوار والأم تعلم جيدًا أن الحالات المشابهة لنجلها تعانى أشد المعاناة من حالات السخرية، ولكن طريقتها للعلاج أو لمواجهة السخرية ضد مصطفى كانت مختلفة، أول شيء قررت أن يتعلم جيدًا وأن تحارب في هذا الأمر لأبعد مدى حتى تتمكن من توصيل المعلومة له بشكل سليم، وبالفعل تمكنت الأم بعد مراسلات ومقابلات كثيرة مع المسؤولين تخصيص مبنى كامل بمدرسة النصر بكفر الزيات محافظة الغربية لأصحاب الهمم، الأمر الذي أفاد ابنها والمماثلين لحالته على المستوى العام.

قررت الأم أيضًا أن يكون متمرسًا في الأعمال الاستعراضية الفردية، فهذه الأمور تقوى من الشخصية وبالفعل هذا ما تحقق مؤخرًا، وبعد كفاح الأم في مجال التعليم وانتهائه بشكل كبير من الطريق الأول، قررت أن تضع ابنها على الطريق الثاني المتمثل في الفن، وكانت حريصة للغاية على أن يكون مشاركًا في جميع الأعمال الفنية عن طريق  الأعمال الاستعراضية الفردية.

الحصول على الجوائز

بعد فترة ليست طويلة من دخول مصطفى إلى عالم الفن، استطاع تحقيق جائزة أوسكار في مهرجان الإبداع الفني، ثم حصده المركز الأول متفوقًا على 36 دولة مشاركة عن فيلم وثائقي بعنوان “لا للتنمر”، بالإضافة لتكريمه من الدكتورة هالة عبدالسلام خفاجي، وكيل وزارة التربية والتعليم المصرية الخاص والموهوبين، وتكريمه من محافظ الغربية.

تقول الأم “وقوف مصطفى أمام الكاميرا جعله شجاعًا بطلًا لا يخاف أحدًا، ابني كان يواجه المتنمرين ضده بهدوء والابتعاد عنهم، وهذا يرجع لفضل التعليم والدروس التي كان يحصل عليها مني، أما الجانب الفني خلق لدى المتنمرين ضد مصطفى حالة غريبة لأنهم يسخرون منه وفجأة أصبحوا يشاهدونه نجمًا سواء في المدرسة أو الأعمال الفنية الخارجية، فمن الطبيعي أن حالة التنمر ضجه تهدأ ويعاملونه بشكل مختلف”.

تقول الأم “بعد قطع الأم شوطًا كبيرًا في التعليم والفن لابنها حاولت كثيرًا أن يكون أول موديل ونشرت له العديد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وبفضل الله ومجهود الأصدقاء، تم تصوير العديد من جلسات التصوير لأكثر من علامة تجارية، وأصبح ابني أول موديل من أصحاب الهمم في مصر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى