عبرات

بالفيديو: “نور” العراقية تقهر الظلام.. وتصبح أول مذيعة كفيفة

أثبتت الشابة العراقية الكفيفة “نور الطائي”، بنت مدينة الموصل، أن حلمها في أن تصبح مذيعة لم يتحطّم على صخرة الواقع المر، فقد داهمها مرض أفقدها بصرها تدريجياً، لكنها أصبحت – بعزيمة صلبة- أول مذيعةً كفيفة في الإذاعة العراقية، وأكدت أنّ تحقيق الأحلام مشروع وممكن، في ظل أصعب الظروف.

وتحكي “نور” بداية قصتها قائلة: ” لم يكن هناك كثير من الأطباء في الموصل، ولم نستطع الذهاب لعلاج المرض.. وهكذا بدأت تدريجياً أفقد بصري”. وفقَدت “نور” القدرة على الإبصار بشكل كامل عام 2016، غير أن هذا لم يمنعها من مواصلة السعي لتحقيق حلمها بأن تصبح مقدمة برامج في الإذاعة.

نور.. رمز للأمل

عاشت “نور” مع المرض وتعايشت معه ولم يكن لديها، في ظل ضعف البصر، سوى متنفس ترفيهي وحيد وهو الإذاعة.

وقالت: “أثناء احتلال داعش لم تكن هناك وسائل ترفيهية، فقط الإنترنت، ما لا يكفي لتدريبي على أن أصبح مقدمة برامج إذاعية.. ولا أستطيع أيضاً التعلُّم من التلفزيون.. لذا لجأت إلى الراديو باعتباره الحلّ الأمثل والوحيد.

من جانبه، قال “غدير أحمد” مدير محطة إذاعية محلية في الموصل إن الطائي حصلت على وظيفة في المحطة وأصبحت “رمزا للأمل”. وأضاف “في ظل هذه الحالة الخاصة في نور، نعتبرها تمثل رمز للأمل. يجب رعاية من لديهم احتياجات خاصة مثل نور.

رغم أنها مكفوفة البصر، فهي مصممة على تحقيق حلمها في أن تكون مذيعة. لذلك، لبينا طموحها عندما قدمت لنا استمارة طلبها. إنها تمثل بالفعل رمزا للأمل”.

وقال والدها إنه يشعر بالسعادة لأن ابنته كافحت لتحقيق شيء كم حلمت بتحقيقه بدلا من أن تحبس نفسها في شرنقة وتعيش وحيدة في غرفتها.

وأوضح الوالد حمادي إبراهيم “طموحها هو أن تكون مذيعة ناجحة. هي تحب ذلك. لقد دعمتها بالكامل. لا أحبها أن تبقى بين أربعة جدران بسبب فقدها لبصرها”.

لكن طموح مقدمة البرامج الشابة لا يتوقف عند حدود وظيفتها الحالية، فهي تريد أن تنطلق لآفاق جديدة، على أمل أن يصل صوتها في يوم ما إلى الجمهور على مستوى المنطقة أو حتى على مستوى العالم.

وتقول نور “طموحي هو أن أكون مذيعة وقد حققت هذا الطموح. ما زلت أعمل لإنجاز المزيد والمزيد. أنا أعتزم أن أكون إعلامية ليس فقط على مستوى الموصل… ولكن على مستوى العراق.. على مستوى الوطن العربي والعالم”.

يفتخر والدها بها ويقول إنه يشعر بالسعادة لأن ابنته كافحت لتحقيق شيء كم حلمت بتحقيقه بدلًا من أن تحبس نفسها في قوقعة وتعيش وحيدة في غرفتها، وتؤكد نور: “هدفي كان أن أصبح مذيعة ووصلت إليه أعمل على نفسي بجد، فحلمي الجديد أن أصبح أول إعلامية عربية وعالمية على مستوى الإعلام الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى