حماية ورعاية

في 5 خطوات.. كيف تتعاملين مع زوجك المدمن!

يورث إدمان المخدرات العداوة والبغضاء، بدلا من المودّة والرّحمة في الحياة الزّوجيّة، فيفقد البيت الأمن والسّكن النّفسي، إذ من أين يأتي الأمن والسّكن والمرأة تتوقّع زوجاً يأتيها آخر اللّيل عصبيَّاً وعدوانيَّاً يشتُم ويضرب ويُهدِّد ويملأ سكون اللّيل بصخبه وصراخه، فيُدخل الرّعب إلى قلب الزّوجة وقلوب الأولاد، ولا يكون أحدٌ منهم سعيداً بعودة مثل هذا الزّوج إلى بيته.

حالة السُّكْرِ هذه الّتي تحصل بالخمر أو المُخدِّرات أو المُنبِّهات الشّديدة تجعل الزّوج المُتعاطي يرتكب من الأفعال ما يشين ويُخزي، ويحرج الأسرة من زوجةٍ وأطفالٍ، إلى غير ذلك من تصرُّفات تجعل الزّوجة والأولاد يبذلون جهداً كبيراً لحفظ تعاطي الزّوج أو إدمانه سرّاً عن النّاس، وحفظ مثل هذا الأمر سرَّاً أمرٌ مُجهِدٌ، ويجعلهم يحسُّون كالمريب الّذي ارتكب فعلاً يحرص على إخفائه، كما إنّ شعورهم بالخزيّ والعار بسبب إدمان الزّوج يُحطِّم شعورهم بقيمتهم وقَدَرِهم الّذاتي ممّا يكون له آثاره النّفسيّة المؤذية على المدى القريب وعلى المدى البعيد.

 والخمر وغيره من المُسكرات تجعل الرّجل يعيش عظمةً وهميّةً وإحساساً بالقُدرة البالغة، وتجعل المرأة المُتعاطية تحسُّ أنَّها جميلة مُثيرة جنسيَّاً، وكلُّ ذلك يزيد الرّغبة الجنسيّة، لكنّه كما أثبت الطّبُّ يُقلِّل الأداء، وفي كثيرٍ من الحالات يُصاب مُدمِنُ الخمر بالعَنانة والعَجز الجنسيِّ، ذلك أنَّ الخمر يُخرِّب الأعصاب الّتي تحمل الأوامر وتنقُل الأحاسيس ما بين الدِّماغ والأعضاء التّناسليّة، وهي عَنانةٌ تأتي في الغالب مُبكِّرةً في حياة المُدمِن، وعلاجها صعبٌ جدّاً… وهذه العَنانة إضافة إلى خصائص كامنة في الخمر والكوكائين وغيرهما تجعل المُدمن يُصاب بمرض الشَّكِّ المرضي (البارانويا)، حيث يُصبح شكَّاكاً في نوايا النّاس نحوه دون ما يدعو إلى الرّيبة، وتجعله يشكُّ في امرأته ويتّهمها ظلماً بالخيانة ويُراقبها ويُعاملها على أساس أوهامه، وأحياناً يقتلها لينتقم لشرفه إن كان قد بقي له مع الإدمان شرفٌ أو كرامةٌ. وقد يشّكُّ المُدمِن بابنته ويتّهمها في عِرضِها بل قد يشكُّ في طفلته ذات السّنوات القليلة، وكم هي تعيسةٌ تلك الفتاة الّتي تسمع أباها يتّهمها في عِرضِها صباح مساء دون مبرِّر.

والعظمة الوهميّة الّتي يعيشها المُتعاطي تجعله يُعامِل زوجته بفوقيّةٍ وتَعالٍ ويقوم بإهانتها وإذلالها، ليعود ذلك الزّوج الطّيِّب بعد أن يزول عنه تأثير ما تعاطاه… والحياة الزّوجيّة على هذه الحال حياةٌ بائسةٌ تذوق فيها الزَّوجة مُرَّ المُعاناة.

والمُدمن الّذي يصبح الخمر أو المُخدِّر محور حياته، وتنحصر اهتماماته بالتّعاطي ثمَّ محاولة الحصول على المزيد من الخمر أو المُخدِّر، وتضيق دائرة علاقاته الاجتماعيّة لتنحصر في مجموعةٍ من المُدمنين يُشاركونه الاهتمام نفسه، هذا المُدمن يهمل أُسرته ويتخلَّى عن مسؤوليّاته كزوجٍ وكأبٍ، ويترُك الأعباء كلّها لزوجته المسكينة، بل قد يتوقّف عن الإنفاق على أُسرته إذ هو يُضَيِّعُ ما يأتيه على مَلَذّاته، وبخاصّةٍ أنَّ المُدمِن كما يُقال “يُنْتِجُ أَقَلَّ ويُنْفِقُ أكثر”، وهكذا يتدهور هو مهنيَّاً وماليَّاً، وتعيش أُسرته فقراً وحرماناً لا سبب لهما إلّا إدمانه. وحتّى الحشيش الّذي يزعم البعض أنَّه لا يُسبِّب الإدمان ولا يضرُّ المُتعاطي قد أثبتت الدِّراسات الحديثة أنَّه يُسبِّب الإدمان ويُسبِّب حالةً من فقد الدّافعيّة تجعل المُدمِن قليل الاندفاع والطّموح لتطوير نفسه في مهنته أو تجارته أو اختصاصه.

5 خطوات لتجنب معاناة زوجة المدمن

هناك العديد من الوسائل التي يمكن بها تخفيف وطأة هذه المشكلات التي يتسبب فيها التعامل مع الزوج المدمن والبحث عن كيفية للتعامل الفعال معه، والتي بدورها قد تخفض قليلاً من المضاعفات النفسية والجسدية على الزوجة، ومن أبرز وسائل تجنب معاناة زوجات المدمنين ما يلي:

  • لا تتجاهلي حدوث مشكلة، ولكن على الرغم من ذلك لا تحملي نفسك فوق طاقتها.
  • تجنبي الصدامات والمشكلات قدر المستطاع.
  • لا تقضي الوقت كله بالتفكير في هذه المشكلات لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية السيئة التي تشعرين بها.
  • لا تفقدي أعصابك كثيرا وحاولي قدر المستطاع التعامل مع الأمور بحكمة.
  • تحمل أعباء الأسرة المالية والاجتماعية قد تؤدي إلى زيادة الإرهاق الجسدي وضعف الحالة الصحية؛ لهذا من المهم للغاية المتابعة الدورية مع الطبيب وعدم إهمال الحالة الصحية قدر المستطاع.

نصائح للتعامل الفعال مع الزوج المدمن

معرفة كيفية التعامل مع الزوج المدمن ليس أمراً يسيراً وكذلك كيفية مواكبة المشكلات المادية والاقتصادية والاجتماعية وأحياناً القانونية المترتبة عليها قد تحتاج الكثير من الحكمة، لهذا إليك هذه النصائح للتعامل الفعال مع زوجك المتعاطي للمخدرات:

  • لا تتخذي دائما موقف القاضي أو المصحح

من المهم للغاية ألا تتخذي دائماً موفقاً حاكماً دون الاستماع لما يقوله الشخص المدمن ودون الاهتمام لما يريد إيصاله أو التحدث عنه.

  • لا تتخذ موقف عدواني

لا تكوني دائمة العداء للزوج بسبب التصرفات التي يتسبب فيها الإدمان أو بسبب السلوكيات العدائية التي غالبا ما تتسبب فيها إدمان المادة المخدرة، ولكن حاولي قدر المستطاع إظهار القلق والرغبة في تقديم المساعدة.

  • توقعي أي شي

قد تتسم التصرفات الإدمانية التي من الممكن أن يتسبب فيها الإدمان بدرجة كبيرة من الغرابة وعدم الوضوح، وبالتالي الصدمات العصبية التي من الممكن أن تصابي بها قد تؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية السيئة التي تشعرين بها، وتخفيف الصدمات العصبية بتوقع اي تصرف قد يقلل من الضغط النفسي التي تشعرين به.

  • ضعي بعض الحدود

البحث عن كيفية التعامل مع الزوج المدمن قد يضعك في بعض المواقف الغير محبذة، ولكن وجود حدود غير راغبة في بعض التصرفات يجب أن يكون خيارا متاحا بالنسبة لكِ.

  • كوني أكثر مرونة في التعامل

بالطبع ستجدين نفسك غير راغبة في بعض التصرفات التي يقوم بها الزوج المدمن ورفضك لبعض التصرفات الغير مرغوبة قد يحدث بالكثير من الطرق، ولا يجب أن تتسم إرشاداتك بالجمود، على سبيل المثال رفض إحضار المواد المخدرة في البيت في وجود الأبناء قد يحدث بعدة طرق كتعاطيه للمخدرات خارج البيت أو تعاطيه في عدم وجود الأبناء.

  • لا تتجاهلي وجود مشكلة

تجاهل إدمان الزوج وعدم الاكتراث له ليس أمراً منطقياً أبداً، فالمشاكل المترتبة على إدمان الزوج ستجبر الزوجة عاجلا أو آجلا التعامل معها؛ لهذا من الأفضل التعامل السريع وعدم إهمال الامر حتى لا يتضاعف وتستطيع أن تدرك ما يمكن إدراكه.

  • لا تتعاملي دائما بعنف

التعامل بعنف مع الزوج المدمن قد يتسبب في الكثير والكثير من العواقب للزوجة نفسها، لهذا استخدام العقل في التصرف في الأمور هو الخيار الأكثر صوابا في هذا السياق كي تصلى إلى إجاية كيفية علاج ادمان زوجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى