فيديوهاتقطوف الندى

“سوا بيتش”.. أول استراحة بحرية مُخصصة لذوي الاحتياجات

بعد سنوات من الانتظار، تحقق أخيراً حلم الشاب المقعد نايف سلام (28 عاما) من مدينة غزة، بإنجاز أول استراحة بحرية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأطلق عليها اسم “سوا بيتش”.

وبذلك، لم تعد مشاهدة البحر حلماً لذوي الاحتياجات الخاصة، ولن يكونوا مضطرين بعد الآن إلى العديد من الإجراءات للتمتع بهوائه والسماح للرمال بمداعبة أٌطرافهم، حيث أصبح لهم استراحة بحرية توائم طبيعتهم، وبدأ الأمل يسري في نفوسهم، فهناك من يفكر بهم ولهم، واستطاع أن ينفذ جزء من حقوقهم المشروعة.

تمويل مؤسسة الإنسانية والدمج الفرنسية

المشروع جاء بتمويل من مؤسسة الإنسانية والدمج الفرنسية، ليكون المشروع الأول من نوعه على مستوى فلسطين وصلت قيمة تمويله إلى 200 ألف يورو، جاء لينشر الابتسامة على وجوه المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة، الذين حرمتهم ظروف الإعاقة من الاستمتاع بمنظر الشاطئ ومداعبة أقدامهم لمياه البحر الدافئة، وممارسة ما يحلو لهم من رياضات أخرى.

تقدّر مساحة الاستراحة بخمس دونمات تبرعت بها بلدية غزة، وجاء تصميم الاستراحة بإشراف وتخطيط مهندس إيطالي له باع طويل في إقامة مثل هذه المشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة في دول كلبنان والإمارات واليونان.

كافة المرافق

وتضم الاستراحة كافة المرافق المخصصة لذوي الإعاقة، حيث تبدأ بكراج مخصص لعربات ذوي الإعاقة الجسدية، وملعب صغير لكرة السلة، إضافة لممر خشبي بطول 60 مترا يصل إلى الشاطئ ليمكن المعاقين من الوصول لمياه البحر بحرية دون مساعدة أحد، كما تضم الاستراحة مقصفا تباع به المشروبات الباردة والطعام بسعر رمزي، كما تم موائمة دورات المياه لتناسب كافة أشكال الإعاقة، بالإضافة لتخصيص ثمانية عمال من ذوي الإعاقة وخمسة من الأصحاء من أجل تسهيل التواصل والتنسيق مع الزوار.

“نايف سلام” الحاصل على الميدالية الفضية في مسابقة السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى رياضي غزة في العام 2011، حرمته ظروفه الصحية من قضاء إجازة الصيف على شاطئ البحر كغيره من أقرانه الأصحاء.

ويشير نايف، أن “الشعور بالحسرة والعجز كان يلازمني عندما يتفق أصدقائي على تنظيم رحلة على شاطئ البحر وأختلق أعذارا لرفضها، ويعود ذلك إلى افتقار الاستراحات البحرية للخدمات اللوجستية التي تناسب ذوي الإعاقة، فمن المقاعد الخشبية التي تسبب آلام الظهر للمعاق، مرورا بدورات المياه التي تفتقر لأدنى متطلبات الراحة، إضافة لافتقار الاستراحات لممرات إسمنتية أو خشبية تمكن المقعد من التحرك بحرية داخلها، كل ذلك كان سببا كافيا لرفض هذه الدعوات، ورغبة مني بعدم الشعور بالشفقة من قبل الحاضرين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى