عبرات

فقدت ساقها بسبب “عضة كلب” .. المغربية نجوى عوان.. بطلة عالمية في الإرداة!

البطلة المغربية نجوى عزوز عوان، ابنة مدينة الدار البيضاء، وبطلة المغرب وأفريقيا والعالم، والمصنفة عالمياً بكرة تنس الكراسي المتحركة، وهي مثال ساطع على المقولة المأثورة: “الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم، هي الإرادة والحلم والرؤية”!

أصبحت “نجوى” بطلة المغرب في تنس ذوي الاحتياجات الخاصة.. لم تستسلم للظروف فكابرت وتأقلمت مع الصعاب، بعد تعرضها لعضة كلب وهيب فى السنة التاسعة من عمرها، فضلا عن خطأ طبي، وأكثر من 17 عملية جراحية على ساقها، الأمر الذي اضطر بعده الأطباء لبتر الساق.

لكن ذلك لم يمنعها من ملاحقة شغفها بالتنس والرياضة وأضحت بطلة المغرب في رياضة التنس على الكراسي المتحركة، وشاركت في عدة بطولات دولية. وسرعان ما تعودت مع وضعها وقررت أن تجعل من مرضها دافعاً للنجاح والتألق. وقلبت محنتها إلى منحة، والألم الى أمل.

سنموت معاً!

يقول عزوز عوان، والد نجوى، إن هذا الحادث الذي أثر كثيراً على شخصية نجوى والعائلة الصغيرة، يعود إلى يناير 2008.

كانت “نجوى” تخطو نحو عامها العاشر. وفي أحد الأيام، خرجت كعادتها للعب أمام البيت فهاجمها كلب من فصيلة “بيتبول” ونهش جسدها. نُقلت إلى المصحة وأُجريت لها عملية جراحية، لكن خطأ طبياً أدى لتخثر الدم في ساقها، ما أزم وضعها الصحي وانعكس على حالتها النفسية.

هذه الحالة، التي لم تدم طويلاً، دفعت الوالد إلى البحث عن حلول لكي تعود نجوى إلى حياتها الطبيعية. شجعها باستمرار على ممارسة رياضة التنس، وقد أصبحت نجوى لاعبة محترفة، تلمع بشكل كبير في سماء الكرة الصفراء، ليس في المغرب فقط، وإنما في الساحة الأفريقية.

تقول نجوى: “في سن السابعة، كنت مواظبة على تدريبات الماراثون رفقة والدي، كنت اربح الذكور في السباقات، لكن التنس… لم يكن يهمني”.

وتضيف قائلة: “في عام 2008، عضني كلب جيراننا من فصيلة بيتبول في ساقي، وبعد ذلك تعرضت لخطأ طبي في المستشفى، فأجريت 17 عملية خلال شهرين، اصبت بعدها باكتئاب، وقلت لنفسي بأن الأمر انتهى لن أحقق أحلامي أبداً” في غضون أسابيع انقلبت حياة نجوى رأساً على عقب، حيث اكتشفت الحياة صعبة، للأشخاص ذوي الاعاقة في مدينة الدار البيضاء.

وتضيف “كنت أكرر على نفسي كل يوم: “لماذا أنا؟” عائلتي كانت دائما بجانبي، فعندما أسررت لأختي بأنني أرغب بالموت، مسكت بيدي وقالت لي: إذا أردت الموت، سنقوم بذلك معاً!

اكتشفت “نجوى” الرياضة على الكراسي المتحركة، بفضل نصائح طبيبها المختص بالأطراف الصناعية، وبتشجيع من والدها، بدأت بلعبة رياضة التنس عن طريق الصدفة، وتقدمت بشكل سريع في مسلسل المسابقات والنجاحات الكبيرة.

نجوى كانت تهوى السباحة ولعبة كرة التنس، فاختارت لعبة التنس، في عمر 13 عام قرر والد نجوى اشراكها في نادي للتنس، لتمارس هوايتها لعبة كرة التنس على الكرسي المتحرك، تقول: “لقد نجوت، بفضل التنس”.

وبعد ممارسة التمارين المكثفة وإرادتها الحديدية وتغلبها على قساوة الإعاقة، فازت نجوى بعدد من البطولات في المغرب وافريقيا وكذلك بطولات دولية للعبة كرة التنس على الكراسي المتحركة، لتصبح مؤهلة للتصنيف الدولي الـ 40 لهذه اللعبة على مستوى العالم.

كتبت نجوى عوان على حسابها الرسمي على موقع الـ Facebook لتفتخر بإعاقتها وانجازاتها الرياضية المذهلة في لعبة كرة التنس على الكراسي المتحركة: “عش شغفك حتى النهاية، بغض النظر عن العقبات التي يمكن أن تصادف طريقك، تعلم أن تبقى قويا، قاتل، لا تدع اي شخص يأخذ السلطة عليك، يمكنك القيام بذلك، سوف تفعل ذلك، شكراً لك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى