مقالات

‏ الطفلوجيا

قد يبدو العنوان غريبا وغير مفهوم للقارئ لكن المقصود لفت الانتباه لخطر محدق بأطفالنا خاصة في السنوات الخمس الأولى من حياتهم، يرى علماء النفس أن هذه السنوات بما فيها من احداث وبما يمثله الأهل من قدوة ومثل يحتذى به الطفل كقطعة صلصال لينة يتم تشكيلها لتكون سمات وطباع وأسلوب حياة يصاحب الطفل طيلة حياته فيتعلم الطفل من أخطاء الاهل مثلما يتعلم من نجاحاتهم باعتبارهم أكثر الأشخاص الذين يقضي معهم وقته، كان هذا هو حال كل أطفال العالم حتى ظهرت قوة جبارة شاركت الوالدين في تشكيل شخصية الطفل وربما خرجت به عن الطريق القويم، وهنا نبحث عن المسؤول ونحدد سلبيات التكنولوجيا وما يتحتم على الوالدين فعله للحفاظ على الأطفال من هذه السلبيات ومخاطر ما يشاهدون ويسمعون من التطبيقات المختلفة .

وعلى هذا فمن الخطأ لوم وكثرة الشكوى من سلوك الاطفال وتعلقهم بوسائل التكنولوجيا

والسبب الأساسي يرجع الى الاستخدام المفرط لهذه الوسائل من قبل الوالدين انفسهم مما يفقد الطفل التواصل والشعور بالدفء والعاطفة الاسرية وتربيتهم التي تشوبها الحرمان العاطفي والجفاء والإهمال فتكون نتيجة ذلك تعلق الأطفال بعالمهم الافتراضي وتعرضهم لخطر التأثير بما يشاهدونه من صور ومشاهد بعيدة عن عاداتنا وقيم مجتمعنا ومن قبل كل ذلك ديننا الحنيف

ولتقليل الاثار السلبية للتكنولوجيا على الطفل يجب الاخذ بالاعتبار الا يتعرض الطفل دون سنتين لاستخدام الهاتف او الحاسوب هذا وعلى الوالدين تحديد ساعات محدده للطفل أمام الأجهزة الالكترونية كما يجب عدم الانشغال بالتكنولوجيا من قبل الوالدين فضلا عن دعم ميول الطفل وتشجيعه على هواياته التي يفضلها وكذلك تجربة البرامج والتطبيقات من قبل الاهل والمعلمين أولآ هذا ويجب اعتماد مبدأ الحوار والنقاش مع الطفل عن عاداتنا وتقاليدنا و تقديم بدائل جاذبة كالخروج في نزهة او اللعب مع الطفل والنفور من لقطات وبرامج غير لائقة من قبل الوالدين امام الطفل هذا وعلى الوالدين متابعة الطفل من بعيد دون اشعاره بالمراقبة كما يجب عليهم تزويد غرفته بالمجلات علمية والكتب المصورة وتنبيه الطفل ان الشخصيات الكرتونية مجرد رسوم غير حقيقية حتى لا يقوم بتقليدها فضلا عن تدليل الأطفال دون مبالغة وعلى الوالدين اعتماد العقاب على قدر الخطأ ومرعاة سن الطفل وعدم اكتمال عقله ووعيه، تربية الأبناء تجارة مربحة واستثمار ناجح اذا تم بالشكل الصحيح لذلك من الخطأ أن نقدم للطفل ما يسعده بل علينا ان نعطيه ما هو أفضل له فالحكمة تقول “كن لأبنك معلما وهو طفل، وصديقا حين يكبر وهذا يتم بالتعاون والالفة والمودة بين الزوجين والمتابعة المستمرة للطفل من قبلهما بالتالي يشكلون أسرة ناجحة وتربية الصحيحة .

بقلم/ وفاء ال سعدون

ماجستير علم النفس التربوي

أستاذة جامعية

دهوك – العراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى