الحكيم

ابن ماسويه.. الطبيب الأمين على الترجمة العلمية والذي ورث المعرفة بالأدوية والطب من أبيه

أبو زكريا يحيى بن ماسويه (موسى) الخوزي، أو في أقوال أخرى يوحنا بن ماسويه مولود عام 777 ميلادي تقريبًا، هو طبيب وصيدليّ وأحد علماء العرب المسيحيين من أصول سريانية نسطورية لأبيه، ترجمت أعماله بعد وفاته إلى اللاتينية.. ورث المعرفة بالأدوية والطب من أبيه الذي عمل صيدلانيًّا في مارستان «جنديسابور» بخوزستان -إيران حاليًا- وقدم إلى بغداد وعمل في مهنة صناعة الأدوية، وقيل عنه بحسب كتاب موسوعة علماء العرب للدكتور يوسف فرحات:

«اشتغلَ في الكحالة -أي الأدوية – وقدم إلى الرشيد الهارون فخدمه، وقال عنه ابن أبي أصيبعة أنه لا يقرأ حرفًا واحدًا بأي لسان من الألسنة، إلاَّ أنه عرف الأمراض وعلاجها ببراعة، وصار بصيرًا بانتقاء الأدوية، وكان له خبرة فريدة في علاج العيون، واتّصل بكبار العلماء والمترجمين في عصره مثل جبريل بن بختيشوع، وعيسى بن الحكم، وزكريا الطيفوري في مساجلات ومناظرات كبرى».

علاقته بالخلفاء

خدم الرشيد وخلفائه حتى المتوكل، حيث ولّاه الرشيد ترجمة كتب الطب القديمة التي وجدها المسلمون عند فتح بلاد الروم – وفي عهد المأمون صار رئيساً لبيت الحكمة. وكان ملوك بني هاشم لا يتناولون شيئاً من طعامهم إلا في وجوده.

إنجازاته الطبية

قدّم عدداً من الإنجازات الطبية وتحديداً في علم التشريح، و كانت طريقته هي تشريح القردة ثم يطبق ما توصل له على الإنسان، وكان الخليفة المعتصم يساعده في الحصول على تلك القردة من بلاد النوبة.

مواقف من حياته

كان يتمتع بخفة الظل، روي أنه اشتد عليه علة حتى يئس منها، ومن عادة النصارى إحضار من يئس منه أهله جماعة من الرهبان والقسيسين يقرأون حوله، ففعل له ذلك، فلما أفاق وهم يقرأون حوله، قال لهم : يا أولاد الفسق، ما تصنعون في بيتي؟ فقالوا له: كنا ندعو ربنا في التفضل عليك بالعافية. فقال لهم: قرص ورد أفضل من صلوات جميع أهل النصرانية منذ كانت إلى يوم القيامة، أخرجوا من منزلي. فخرجوا .

من كتب ابن ماسويه المعروفة: النوادر الطبية، كتاب الأزمنة، -المحفوظ حاليًا في دار الوثائق بمصر- الذي يتناول علم التقويم الإسلامي، وكتاب الحميَّات وكتاب عن دغل العين وكتاب بعنوان معرفة محنة الكحالين وقد ترجمت هذه الكتب وطبعت عدّة مرات.

وكذلك له في الطب العام مختصر في معرفة أجناس الطب وذكر معدنه وكتاب المنجي في التداوي من صنوف الأمراض والشكاوى، أما آثاره التي لم تطبع فأهمها: طبقات الأطباء، كتاب الكامل، الأدوية المسهلة، كتاب دفع مضار الأغذية، علاج الصداع، الصوت والبحّة، الفصد والحجامة، كتاب الفولنج، معرفة العين وطبقاتها، كتاب البرهان، كتاب الأشربة، كتاب الجنين، كتاب المعدة، كتاب الجذام، كتاب السموم وعلاجها، كتاب الماليخوليا، كتاب التشريح. ومن أشهر أعماله «كتاب الأزمان» وكتاب النوادر الطبية، وكتاب مهم في الجُذام، وكتاب التشريح في الطب.

وفاته

توفي ابن ماسويه في سامراء في جمادى الآخرة سنة 243 هـ 857 ميلادية، تاركاً ما يقرب من أربعين مصنفاً بين كتاب ورسالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى