منوعات

أبرزهم رجال الإسعاف وعمال الاستقبال والنظافة.. أبطال فى زمن الكورونا

“أبطال مجهولون يعانون ويقضون أياماً بعيداً عن أسرهم لنكون نحن في أمان”, بهذه الكلمات ثمن لاعب كرة القدم العالمي “ليونيل ميسي” نجم الارجنتين, وبرشلونة الأسباني, جهود مقدمي الرعاية الطبية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وانتزع أرواح الكثيرين.

أغان ورسوم جرافيتي وأفلام وثائقية وغير ذلك من الأعمال الفنية – بهذا أعرب المشاهير في كل أنحاء العالم عن شكرهم للأطباء، أهم أبطال زماننا، ومن بينهم  تقبل الأطباء فى كل العالم المهمة وفاء للرسالة وللقسم العظيم وتقدموا لمواجة الوباء بصدور مفتوحة لا تهاب الموت، كتبوا وصيتهم، وودعوا أحبابهم، ترجلوا فى الساحة بقلوب آمنة مطمئنة ووجوه مستبشرة راحوا ينثرون مشاعر الطمأنينة على مرضاهم لتقوى مناعتهم فتساعدهم فى الانتصار على الفيروس اللعين، وبفدائية كبيرة تلقوا الضربات وبصبر أكبر اعتبروها منحة من الله، ولم يختلف الأمر بين شباب فى مقتبل حياته المهنية والاجتماعية وبين أساتذة واستشاريين فى قمة نضجهم الطبى المهنى بعضهم معلوم جهدهم ودورهم فى حياة الناس بشكل ظاهر ومعروف والبعض الأخر كان يؤثر ان يكون خيره وجهده هو خبيئته مع الله.

تبذل الأطقم تبذل جهوداً كبيرة خلال الأزمة الأخيرة، لا ينكرها أحد، فهم أبطال أزمة فيروس كورونا، فعلى مستوى العالم المنظومة الطبية والأطقم هم من يمثلون حائط الدفاع الأول عن بلادهم في هذا الوباء العالمى.

المسعفون

ومن الابطال المجهولة أيضاً فى زمن الكورونا “المسعفون”, يتصل بالإسعاف العديدُ من المرضى سواء الحالات الإيجابية المعزولة بالمنزل أو المشتبه في إصابتهم، وذلك لتلقي خدمة صحية طارئة. داخل مستشفيات العزل والفرز ترسم مسارات مخصصة للسير لتجنب العدوى بالفيروس، لكن بعض المسعفين يضطرون إلى دخول منازل المرضى دون معرفة الاحتياطات الوقائية اللازمة، ودون معلومات كافية لتقييم الحالة أو وضع العدوى بالمنزل.

وفي كثير من الأحيان يضطرون لحمل المريض في مسافة أقل من متر واحد ببدلة العزل أو بأقنعة N95 حسب التوفر والنزول به سواء بمصعد أو الدرج وهو أمر مرهق ويسبب لهم صعوبة بالتنفس في كثير من الأحيان. إذ يوصى بعدم أداء أي تدريبات رياضية أو حمل أوزان أثناء ارتداء الأقنعة الطبية، حتى لا يتعرض الشخص لنقص في الأكسجين.

لكن في وظيفة المسعف، مثل هذه الأمور لا يمكن تجنبها، ويجب عليهم حمل المرضى والركض بهم في بعض الحالات.

الأمن وموظفو الاستقبال

أما رجال الأمن ومظفو الاستقبال, يتعرضون هم أيضاً لكافة أشكال العدوى جراء دخول المرضى المشتبه بإصابتهم من خلالهم إلى المستشفى، وعلى موظف الأمن أو الاستقبال أن ينظم دخول المرضى والمرافقين الذين حددت العديد من الدول من أعدادهم في حالة اصطحاب المرضى، ويضطر موظفو الأمن في العديد من الأحيان لعزل الأطفال عن ذويهم حال التأكد من إيجابية حالة أحدهم.

وأشار تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية إلى أن أكثر من 9200 شخص من العاملين بالطواقم الطبية داخل الولايات المتحدة أصيبوا بالعدوى من مرضى كورونا، وقد شكك التقرير في إحصائيات الحكومة الرسمية، وطالب العديد من الطواقم الطبية على مستوى العالم بتعزيز وسائل الوقاية والحماية للعاملين بالطواقم الطبية كافة من الأطباء وحتى العمال.

فنيو الأشعة والمعمل

يأتى فى مرتبة أخرى بعد الأطباء “فني الأشعة”, حيث يعتمد العالم حالياً في بروتوكول تشخيص كورونا على الأشعة المقطعية للصدر، ويتحمل مسؤولية التصوير وضبط وضعية المريض الصحيح وتغيير أفلام تصوير الأشعة فني متخصص يتعامل مباشرة مع المشتبه في إصابتهم أو من تم تشخيصهم بالفعل لمتابعة حالة الرئة، إلى جانب التعرض لقدر كبير من الإشعاعات الضارة بسبب وجوده داخل حجرات الأشعة باستمرار.

أما فني المعمل فيقوم في الكثير من المستشفيات بسحب العينات الخاصة بمرضى كورونا، وفي بعض المستشفيات يكون بروتوكول أخذ (مسحات PCR) من اختصاص فني المعمل، مما يجعلهم في احتكاك مباشر مع الفيروس بين المشتبهين وداخل أقسام العزل للمرضى الإيجابيين حيث يتطلب منهم الأمر سحب عينات دم بصورة يومية من مرضى كورونا بالعزل.

عمال النظافة

يتنوع دور عمال وعاملات الظافة في المستشفيات بين النظافة والاستقبال والتعقيم والنفايات، وتختلف أدوارهم بحسب البروتوكول المعمول به في كل مستشفى، لكن أعمالهم في غاية الأهمية، حتى إن العديد من بروتوكولات مكافحة العدوى تعتبر خطأ العامل لا يقل خطورة عن خطأ الطبيب، وتعقيم الأسطح والأسرّة والأرضيات خلف المرضى الإيجابيين أمر في غاية الدقة، وهو مسؤولية العامل بصورة كاملة.

كما يقع على كاهلهم مسؤولية نقل المرضى إلى الأسرة والعناية وإلى أقسام الأشعة، مما يضعهم في احتكاك مباشر بمسافة أقل من متر واحد في معظم الأحيان، وهو ما يجبر الكثيرين منهم على ارتداء بِدل العزل والتي تكون في غاية الثقل والتقييد، إلى جانب ثقل وزن المرضى الذين يقومون بحملهم.

كما يضطر بعض العمال إلى غُسل ضحايا كورونا بالتعاون مع التمريض في حالات الوفاة، بالإضافة إلى دورهم في جمع النفايات الطبية والتي تشمل إفرازات المرضى ومخلفاتهم والتخلص منها وحرقها للتخلص من الفيروس، ولضرورة تعاملهم مع الفيروس عن قرب فإنهم يتلقون العديد من تدريبات مكافحة العدوى لحماية أنفسهم وزملائهم من الطواقم الطبية والمرضى.

وفى الاخير: أزمة “كورونا” جعلتنا نلتفت للعديد من فئات المجتمع العاملة لنظهر لهم التقدير الذي يستحقونه، وبهذا الصدد أردنا أن نلفت النظر لمجموعةٍ من الأبطال الذين يستحقون التقدير أيضاً، وعلى مجتمعاتنا أن تظهر لهم الاحترام والتقدير والعرفان لمجهوداتهم في مواجهة هذا الوباء أو حتى المساعدة في التخلص من آثاره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى