الحكيم

عالم مناعة تركي – ألماني يحصل على لقب “رجل العام” بالعالم الإسلامي

أوغور شاهين, هو عالم مناعة ألمانى من أصول تركية, ولد بمدينة إسكندرون التركية, في 29 سبتمبر ,1965 تزوج من الدكتورة “أوزليم توريشي”، وهي أيضاً متخصصة في علم المناعة ومن أصول تركية، وفي عام 2002 أصبح لديهما ابنة. يعمل أوغور أستاذاً لعلم الأورام بجامعة ماينز الألمانية, وهو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك مع زوجته، أوزليم توريجي، لشركة التكنولوجيا الحيوية بيوأنتك.

رجل العام

حصل أوغور شاهين مؤخراً, على لقب “رجل العام” لقائمة الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيًرا في العالم، وفق إصدار هذا العام، من كتاب (500 شخصية مسلمة) السنوي. والذي يصدره المركز الملكي للبحوث الاستراتيجية، الذي يتخذ من العاصمة الأردنية مقرا له.

ويتم إعداد الكتاب من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية في العاصمة الأردنية عمان منذ عام 2009، ونشرت طبعته الثالثة عشرة لعام 2022 هذا الشهر.

وعرفت نسخة الكتاب، التي نشرها المركز على موقعه الرسمي، شاهين، بأنه “عالم مناعة والرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، والتي طورت واحدة من اللقاحات الرئيسية ضد فيروس كورونا”.

ولد شاهين في لواء إسكندورن. هاجرت عائلته عندما كان في الرابعة من عمره إلى ألمانيا، حيث كان والده يعمل في مصنع سيارات فورد. درس الطب في جامعة كولونيا وتخرج منها عام 1990 وحصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1993، وعمل بقسم الأمراض السرطانية في مستشفى “جامعة سارلاند” (في ألمانيا). وعن تلك التجربة، يروي كيف أن خبرته في إعلام المرضى الميؤوس من حالاتهم عن انتهاء ما يمكن مساعدتهم به، مثلت بالنسبة له محطة إلهام انطلق منها في عمله (على صنع لقاح كورونا).

علاقة رومنطيقية وشراكة علمية

وفي ذاك المستشفى الجامعي نفسه (سارلاند) التقى أوغور توريتشي التي كانت تدرس الطب، وانخرطا في علاقة رومنطيقية وشراكة علمية، أفضل ما يعبر عنهما، ربما، يوم عرسهما الذي قضيا صبيحته في المختبر، ثم استراحا قليلاً وقصدا مكتب التسجيل الاجتماعي كي يتبادلا عهود الزواج، وعادا إلى المختبر لمتابعة مجريات تجاربهما العلمية.

وقبل سنة واحدة من زفافهما، أسهم شاهين وتوريتشي في تأسيس شركة “غانيميد فارماسيوتيكالز” Ganymed Pharmaceuticals، حيث عملا على ابتكار علاجات للسرطان تستند إلى تطوير الأجسام المضادة. ولاحقاً، باع الزوجان تلك الشركة مقابل 1.3 مليار يورو. بيد أن شركتهما الناشئة آنذاك، “بيونتيك”، المتخصصة في التركيز على العلاجات المناعية ضد السرطان، هي التي ستسلط الضوء عليهما. وصحيح أن “بيونتيك” ليست بمثل حجم الشركات العملاقة في صناعة الدواء، إلا أنها تضم أكثر من ألف عامل وموظف، وتتلقى الدعم والتمويل من جهات كـ”مؤسسة بيل وميليندا غيتس”، التي قدمت لها العام الفائت عشرات الملايين من الدولارات لإنشاء برامج أبحاث حول فيروس “آتش إي في” (HIV) [المسببب لمرض الإيدز]، وكذلك الجرثومة المسببة لمرض السل. وفي نهاية الأمر، ترجم حجم شركتهما، مع إماطة فيروس كورونا اللثام عن وجهه، بأن خبرتها في مجال العلاجات المناعية تؤهلها للتفكير في مباشرة التعامل مع ذلك الفيروس المستجد، خصوصاً أنها تتمتع بعلاقة مناسبة مع “فايزر”، كونهما تتعاونان منذ بعض الوقت في ابتكار لقاح ضد الإنفلونزا، مما يجعلهما قادرتين على تنسيق الجهود واستكمال التعاون.

عند تلك النقطة، يأتي دور العلم. وفي تبسيط شديد جداً عن إنجاز الشركة الذي يمكن أن يحقق الفوز بجائزة نوبل، يمكن القول، إن اللقاح الذي ابتكر يعمل عبر اقتطاع جزء معين من تركيب جيني يسمى الحمض النووي الريبي “آر أن إيه” (RNA) الذي يستعمله فيروس كوفيد [الفيروسات هي تراكيب جينية خالصة] في نقل التعليمات إلى خلايا الجسم التي دخلها. وأساساً، تتضمن تلك التعليمات “إجبار” تلك الخلايا على إعادة إنتاج أجزاء مختلفة من ذلك الـ”آر أن إيه” الفيروسي. وبعد اقتطاع ذلك الجزء من تركيبة الفيروس، يصار إلى حقنه في الجسم، من دون أن ترافقه بقية أجزاء فيروس كورونا. وتحديداً، يصار إلى اقتطاع ذلك الجزء من الـ”آر أن إيه” لأنه هو المسؤول عن صنع التراكيب البروتينية [بمعنى الجينية] التي تتكون منها تلك الأشواك التي تظهر على سطح الفيروس، والأرجح أنكم رأيتم تلك الأشواك في الملصقات البائسة والصور المرافقة للمقالات الإخبارية التي نشرت مراراً وتكراراً خلال هذه السنة. ومن خلال حقن هذا الجزء من الـ”آر أن إيه” وحده [بمعزل عن بقية الفيروس]، يستطيع المريض الذي تلقى حقنة اللقاح تطوير رد فعل مناعي، ليس ضد الفيروس نفسه، بل ضد الأشواك البروتينية التي يستخدمها الفيروس كي يلصق نفسه بالخلايا التي يخترقها فيصبح ضيفها. وفي المرة التالية التي يأتي فيها فيروس “سارس-كوف- 2″، يعمل الجسم على توليد أجسام مناعية مضادة تضرب بروتينات أشواك الفيروس ويحيدها ويبطل مفعولها، ما يجعل الفيروس عاجزاً عن استخدامها كي يتشبث بأي شيء، أو كي يعيد إنتاج نفسه، وعلى ذلك النحو أيضاً، تنكسر دورة العدوى والإصابة بالفيروس.

وإضافة إلى ما قدمه هذان الزوجان من علاج مرتقب للجائحة، فإنهما أيضاً قد يساهمان في تصحيح جانب معين من قطاع صناعة الدواء. ومع شروع الشركات الكبرى في صناعة الأدوية، وهي تملك صيتاً سيئاً من ناحية أسعار العقاقير، في وضع اسمها على مشاريع اللقاحات، تنامت المخاوف بشأن استخدام أهوال الجائحة في الحصول على أكبر قدر نقدي ممكن من أموال حكومات مستميتة في طي صفحة الجائحة.

لقاح فايزر

خلال جائحة فيروس كورونا في عام 2020، بدأ مع زوجته أوزليم توريشي في تركيز أبحاثه على إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 (SARS-CoV-2)، بالشراكة مع شركة فايزر (Pfizer).

وفي 11 نوفمبر 2020 أفادت شركة فايزر أن لقاح كوفيد-19 اللذين طوراه وفريقهما فعال بنسبة تزيد عن 90 بالمائة في الوقاية من المرض.

وقال شاهين إنه واثق من أن منتجه يمكنه “ضرب الفيروس على رأسه”، ووضع حد للوباء الذي جعل العالم رهينة في عام 2020، وذلك في تصريحات خاصة لصحيفة الغارديان (The guardian) البريطانية.

لم يكتف شاهين وتوريتشي بالتأكد من أنهما، استناداً إلى موقعهما، هما من أكثر المؤهلين عالمياً لوقف زحف الفيروس؛ بل تيقنا دوماً من تحقيق النجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى