درهم وقاية

دراسات تجيب عن السؤال: هل توجد علاقة بين فصيلة الدم والإصابة بفيروس كورونا؟

ربما، فقد كشف العديد من الدراسات عن وجود علاقة محتملة بين إصابة الأشخاص بفيروس كورونا المستجد وفصائل الدم لديهم. أولى تلك الدراسات أجراها باحثون من الصين ونشرت في دورية medRxiv 27 مارس 2020، وتم خلالها عمل مقارنة بين توزيع فصائل الدم في 2173 مريض كوفيد-19 من ثلاث مستشفيات بمدينة ووهان ومدينة شينزهين بالصين.

أوضحت نتائج الدراسة أن ذوي فصيلة الدم A كانوا الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد مقارنة بالأشخاص من غيرها (فصيلة الدم non-A groups)، وفي المقابل فإن ذوي فصيلة الدم O كانوا هم الأقل عرضة لمخاطر الإصابة بالفيروس.

 في الرابع عشر من شهر أكتوبر الجاري 2020 نُشرت دراستان في دورية Blood Advances، خلص الباحثون فيهما إلى أن الأشخاص من ذوي فصيلة الدم O كانوا الأقل تعرضاً للإصابة بمرض كوفيد-19، وحتى لو حدث وأصيبوا فإن الإصابة غالباً ما تكون معتدلة.

أكدت نتائج الدراسة الأولى وجود علاقة بين نوع فصيلة الدم والحساسية أو القابلية للإصابة وكذلك مدى مقاومة الأشخاص لمرض كوفيد-19. حيث ومن خلال سجلات الصحة الدنماركية وبيانات أكثر من 473 ألف شخص تم فحصهم للكشف عن فيروس كورونا المستجد، قام فريق البحث بمقارنتهم مع بيانات 2,2 مليون شخص من عامة الناس كمجوعة مرجعية، كشفت النتائج أن قلة قليلة من الأشخاص ذوي فصيلة الدم O جاءت نتائجهم إيجابية، في مقابل أعداد كبيرة من الأشخاص ذوي فصائل الدم A, B، وAB أصيبت بالفيروس، وكانت أعراض المرض شديدة في فصيلتي الدم A و AB ، في دلالة واضحة على أن أصحاب فصيلة الدم O هم الأكثر مقاومة لمرض كوفيد-19.  

الدراسة الثانية أجراها باحثون من كندا، حيث تم فحص 95 مريض كوفيد-19 بمستشفيات في مدينة فانكوفر، كشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص مرضى كوفيد-19 والذين فصيلة دماءهم A وAB زادت عندهم مخاطر مضاعفات المرض وكانوا بحاجة لوضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، بما يعكس حدوث أضرار كبيرة في الرئة جراء المرض، هذا إضافة إلى فشل في الكُلى، وحاجة الكثير من هؤلاء المرضى للغسيل الكلوي، فضلاً عن مكوثهم بوحدات العناية المركزة وقتاً طويلاً، نظراً لشدة المرض عندهم.

ولكن وكما يقال، الحذر ينجي من الخطر، فيجب على الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتبعة في الوقاية من كوفيد-19 مهما كانت فصيلة دمهم حتى لو كانت O. حيث إن تلك الدراسات مبنية على الاستنتاجات فقط، فلا أحد أيا كانت فصيلة دمه أو جنسه أو لونه أو عرقه يستطيع الجزم بأنه بمنجاة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

د. رضا محمد طه

أستاذ الفيروسات المساعد ورئيس قسم النبات/ كلية العلوم – جامعة الفيوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى