منوعات

الخصوبة بين الرجل والمرأة

تختلف مدة الخصوبة والقدرة على الإنجاب بين الرجل والمرأة اختلافاً كبيراً جداً.

فالرجل يبقى قادرًا على التخصيب وبالتالي على الإنجاب من بداية فترة البلوغ وحتى وفاته تقريباً، مهما بلغ من العمر، طبعا إن لم يعانِ من مرض يؤثر على قدرته على الإنجاب في أي مرحلة من مراحل حياته.

أما المرأة ففترة خصوبتها محدودة جدا إذا قورنت بالرجل، فتبدأ فترة خصوبتها مع مرحلة البلوغ وحتى وسط أو نهاية الأربعينيات من عمرها، ونادرا ما تمتد إلى آوائل الخمسينيات.

وبينما ينتج الرجل ملايين الحيوانات المنوية في كل مرة، ما يجعله قادرا على الإنجاب في أي وقت، تنتج المرأة بويضة واحدة – غالبا – كل شهر، وتبقى هذه البويضة حية وصالحة للتخصيب لمدة لا تزيد عن يومين أو ثلاثة أيام، أي أن المرأة تكون قادرة ومهيأة للإنجاب لمدة يومين أو ثلاثة أيام فقط كل شهر.

ومتى حدث الحمل، انقطع إنتاج البويضات من المبيض، وأيضا في 50% من حالات الرضاعة يستمر إنقطاع إنتاج البويضات، ولا يعود الإنتاج إلا مع إنتهاء الحمل وإنتهاء فترة الرضاعة.

إذن… لماذا هذا الاختلاف الواضح جدا بين الرجل والمرأة في هذا الموضوع؟

هذا لأن الله عز وجل قد جعل لكل من الرجل والمرأة وظيفة مختلفة.

فقد خلق الله المرأة لتكون “أما” في الأساس، تحمل ابنا واحدا – غالبا – وتلده وترضعه وتهتم به وتحنو عليه، فلا ينازعه أحد في هذا، على الأقل لفترة زمنية، يكون فيها قد اكتمل نموه وقوي جسمه.

لو تخيلنا أنه يتم إنتاج عدة بويضات في كل شهر، وبقيت كلها صالحة للتخصيب لفترة طويلة، أو لو استمر إنتاج بويضات صالحة للتخصيب أثناء الحمل، لتسبب هذا في أن تحمل المرأة حملا فوق حمل، وتنجب طفلا تلو الآخر، ربما كل عدة أيام، وتكون حياتها كلها عبارة عن حمل وولادة وإرضاع إلى الأبد، مما يضعف صحتها هي شخصيا وينهك قواها طوال حياتها، وهذا بدوره يجعلها غير قادرة على الاهتمام بأولادها بالطريقة الصحيحة السليمة، وبالتالي يصبح أولادها ضعافا أو مرضى طوال حياتهم.

ولو استمرت قدرة المرأة على الإنجاب طوال حياتها، فهذا يعني أنها ستحمل وتلد وترضع وهي في السبعين أو الثمانين من عمرها، مع خطورة هذا عليها وعلى ابنها وبالتالي على المجتمع كله.

أما الرجل فهو الأب، القادر على زرع بذور البشرية في أي وقت ومع أي إمرأة مهيأة للإنجاب، ففي الوقت الذي تكون فيه المرأة مشغولة بعمليات الحمل والولادة والرضاعة وغير مهيأة للإنجاب، يكون الرجل جاهزا ومهيأً دائما للإنجاب من أي إمرأة أخرى.

يجب أن نقرن هذا كله بوظيفة الإنسان في الأرض، ولماذا خلقه الله عز وجل، فوظيفة الإنسان هي أولا عبادة الله سبحانه وتعالى، ثم تعمير الأرض، والرجل والمرأة يعمران الأرض فعلا، كلٌ بطريقته الخاصة، والتي هيأهما الله عز وجل لها.

هذه ليست دعوة لتعدد الزوجات، حتى لا تفهمني النساء ولا يفهمني الرجال أيضا فهما خاطئا، ولكنها مجرد محاولة علمية وطبية وفكرية ومن وجهة نظر مختلفة لتفسير الاختلاف بين الرجل المرأة، فما خلق الله عز وجل شيئا وقدّره وفرضه وأباحه إلا لحكمة بالغة، قد تكون خافية أو مجهولة للكثيرين منا…وأكثر الناس لا يعلمون.

د. هانى سليمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى