غذاؤك دواؤك

هل تصبح الأغذية المجمدة الخيار الأمثل بدلاً من المحاصيل التقليدية المشحونة من المزارع الى المستهلك؟

لا تتمتع الأطعمة المجمدة بسمعة طيبة من ناحيتي الطعم والقيمة الغذائية, مقارنة بالأغذية الطازجة, ودفع ذلك إضافة لعدة أسباب أخرى قطاع الإغذاية المجمدة للعمل على تطويرها بهدف زيادة انتشارها عالمياً.

يتوقع نمو سوق الأغذية المجمدة لتصل قيمته إلى 380.5 مليار دولار بحلول العام 2027, مقابل 291 مليار دولار في العام 2019. لنلق نظرة على بعض دوافع هذا النمو:

خفض المخلفات وتحسين الاستدامة:

تعد مشكلة هدر الطعام إحدى أكبر المشكلات عالماياً, ففي الولايات المتحدة وحدها تقدر نسبة الأطعمة المهدرة بنحو 40%, ويؤدي تجميد الأطعمة في المنازل إلي خفض نسب هدر الطعام الشخصي بمقدار 76%.

واستطاعت الشركات استخدام الأغذية والمحاصيل التي لا يشجع شكلها على الأكل مع انها صحية ولذيذة وصالحة للاكل, لتصنيع وجبات مجدة بدلاً من رميها كمخلفات.

ولأن مشكلة هدر الأغذية أكثر شيوعاً عند الطبخ في المنزل لشخص واحد او شخصين بدأت العديد من الشركات بطرح وجبات مجمدة مخصصة لشخص واحد للراغبين بوجبات مغذية لا تهدر الطعام.

ولا تتطلب الأغذية المجمدة نقلها آنياً إذ أنها تدوم فترة أطول, ولذلك بإمكان الشركات استخدام وسائل نقل منخفضة إطلاق الكربون لشحنها عبر العالم.

تحسين المكونات الغذائية وتطوير الأنظمة الغذائية:

ويعتقد البعض أن الأغذية الطازجة هي الخيار الصحي الأمثل, إلا أن الدراسات أظهرت أن المحتوى الغذائي ينخفض أثناء الحصاد والنقل, لكن الأغذية المجمدة في المقابل تجمد في ذروة نضجها, ما يحافظ على الفيتامينات ضمنها, ويجعلها الخيار الأكثر غنى بالمكونات الغذائية من المحاصيل التقليدية المشحونة من المزارع إلى المستهلك.

وبدأت عدة شركات مثل (ثرايف ماركت وكاشي وإيميز كيتشن وإيت فود) وغيرها بتلبية حاجات المستهلكين المختلفين الذين يفضلون اعتماد نظام غذائي محدد, ويرغبون بمعرفة ما محتويات غذائهم بالضبط. عبر وضع ملصقات على منتجاتها توضح مصادر المحاصيل, والخيارات المتوفرة للأشخاص الذين يفضلون تجنب تناول اللحوم أو منتجات الألبان او الغلوتين او الحبوب أو السكر أو المحاصيل المعدلة وراثياً أو النترات أو غيرها.

ويعد قطاع المأكولات البحرية القطاع الأعلى تعرضاً لعمليات الاحتيال, إذ يشتري المستهلكون أسماكاً صنفت بشكل خاطئ, أو فقدت قدراً كبيراً من محتواها الغذائي أثناء النقل, وبدأت شركات مثل “آي بي إم” تطوير تطبيقات معتمدة على البلوكتشين تمكن المستهلكين من مسح ملصق على المنتجات البحرية, كلأسماك المجمدة, والحصول على معلومات حول المحتوى الغذائي, وبيانات دقيقة عن مكان وزمان صيدها وتجميدها وتخزينها.

وأسهم انتشار وباء كوفيد-19 في زيادة مبيعات الأغذية المجمدة في العام 2020, ففي بداية انتشاره بدأ 70 % من المستهلكين إضافة المزيد من الأغذية المجمدة لعربات تسوقهم, وسيستمرون بذلك, إذ يمكنهم ذلك من تقليل زياراتهم لمراكز التسوق ومحلات البقالة.

فوائد التجميد

تعتبر الأطعمة المحفوظة ضرورية، وتتمتع بالكثير من الميزات, لعل أبرزها:

* سلامة الأغذية المجمدة: إن درجات الحرارة المنخفضة المستعملة في تجميد الأغذية لا تسمح للأحياء المجهرية (خاصة المرضية منها) بالنمو، وقد يموت البعض منها عند التخزين لفترات طويلة، ولذلك فإن المواد المجمدة صالحة للاستعمال من الناحية الصحية إذا تم الاحتفاظ بها بصورة مجمدة طيلة فترة التخزين.

* النوعية العالية للأغذية المجمّدة: إن المواد الغذائية المجمدة لا تختلف من حيث النكهة والطعم والقوام واللون والقيمة الغذائية عن المواد الطازجة إلا القليل جداً، وقد يصعب للشخص الاعتيادي تمييز الفرق بينهما وبين الأغذية غير الجيدة قبل حالة تجميدها. فكل ما تفعله عملية التجميد هو الحفاظ على النوعية التي كانت عليها الأغذية قبل التجميد.

* استغلال أوقات ربة البيت: يمكن تجميد الأغذية المطبوخة أو نصف المطبوخة والاحتفاظ بها لفترة من الزمن، حيث تستطيع ربة البيت (التي تشعبت مسؤولياتها العائلية كثيراً) من استغلال أوقات فراغها لإعداد وجبات من الطعام مطبوخة أو نصف مطبوخة تكفي لأيام عدة، وبذلك تساعدها هذه الطريقة على توزيع أوقات عملها بين بيتها وأطفالها وراحتها.

* الاحتفاظ بالقيمة الغذائية: دلّت الكثير من الدراسات التحليلية للمواد الغذائية المجمّدة بأن تعريض الأغذية للتجميد لا يؤثر على قيمتها الغذائية إلا القليل وذلك حسب نوعية المواد وطريقة الإعداد وفي بعض الأحيان يحسن التجميد من قوامها كما يحدث في حالة اللحوم فتكون سهلة الهضم نسبياً مقارنة مع اللحوم الطازجة وذلك لأن تمدد الماء في خلايا أنسجة الأغذية يشقِّق بعض جدرانها فيساعد على طراوتها.

* التقليل من عملية الأكسدة: تسبب الأكسدة تزنّخ الدهون كما في اللحوم والأسماك أو تغيير لون الفاكهة والخضروات وخاصة إذا كانت الأغذية قد غلفت جيداً لتمنع اتصالها بالهواء.

* توفير أغذية متنوعة في مختلف المواسم: تسهل المجمدات المنزلية الحصول على المواد الغذائية وبحالة شبه طبيعية بأوقات غير مواسمها الاعتيادية وذلك إذا تم تجميدها في أوقات انخفاض أسعارها وتوفرها في الأسواق بأنواع جيدة قابلة للتجميد.

* قلّة الذهاب إلى السوق: تساعد المجمدات المنزلية (إذا أحسن استعمالها) رب العائلة على تغيير نمط حياته اليومية، فلا حاجة له للذهاب يومياً إلى السوق لشراء متطلبات العائلة من لحم وخضروات وفاكهة وبذلك تكون المجمدة قد ساعدت أفراد العائلة على توفير وقت إضافي للراحة أو لقضاء أمور أخرى.

* تجنب تذبذب الأسعار: تساعد المجمدات المنزلية وتجميد الأغذية في التخفيف من مشكلة تذبذب أسعار المواد الغذائية في الأسواق في بعض الأوقات، وذلك لخزن بعضها في موسم توفرها بكثرة وطرحها في الأسواق في أوقات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى