غذاؤك دواؤك

تحتوي على فيتامينات ومعادن مهمة للجسم.. الفواكه والخضروات .. “حائط صد” ضد الأمراض

يؤكد خبراء التغذية أن الخضروات والفواكه – بأنواعها المختلفة- ما هي إلا فيتامينات ومعادن تتصدي لأي مرض يصيب جسم الإنسان، وقد اعتمد الطب الحديث على مكونات الخضروات والفاكهة في صناعة بعض العلاجات للأمراض المختلفة، ويعتبر تناولها طازجة من أهم وسائل الوقاية من هذه الأمراض، لذلك فهي تشكل “صيدلية طبيعية” تمنح الإنسان الطاقة والحيوية وتعمل على تقوية جهاز المناعة لديه في مواجهة أشد الأمراض، لهذا يجب الحرص على أن تضم الوجبات التي يتناولها الشخص هذه العناصر للاستفادة بمكوناتها الغنية بالفيتامينات والمعادن.

ومن الخضروات المفيدة لصحة الإنسان “الشبت” وهو أحد نباتات الفصيلة الخيمية، وينبت برياً ويستخدم كنوع من التوابل في الأكلات المتنوعة، وقد أكدت الأبحاث أن الشبت استخدم منذ القدم لعلاج المغص وسوء الهضم، وبعد اكتشاف مركباته الطبية استُخدم في علاج التشنجات المرافقة للغازات، لاسيما في الأمعاء والتي تسبب المغص والآلام خاصة عند الأطفال الرضع، ووجد الباحثون أن مضغ بذوره يزيل رائحة الفم غير الطيبة، وغالباً ما يصفه الأطباء للمرضعات ممن يعانين من قلة إدرار الحليب، كما أن زيته طارد للديدان، وتستخدم بذوره لعلاج أورام الأعضاء التناسلية والعيون .

والشبت من العلاجات المفيدة للتوتر العصبي والأرق والبواسير وهبوط الضغط والسعال ، كما أنه يستخدم كعلاج لتساقط الشعر الدائم و الصلع ، ويعيد للبشرة جمالها ورونقها، وينصح خبراء التغذية المرضى المصابون بأمراض الكلى بعدم الإكثار من تناول الشبت.

أما الليمون، بالإضافة إلى الفوائد العديدة التي يحويها، فقد أكد علماء الطب والنباتات والأغذية أنه مقو للمعدة وللقلب، كما أنه يساعد علي إنقاص الوزن، وأفاد العلماء بأن تناول الليمون مع الماء الفاتر صباحاً له فوائد كثيرة، منها طرد السموم من المعدة والكبد، وحماية خلايا الجسم وتعزيز أجهزة الدماغ فيه، وأضاف العلماء أن عصير الليمون يعالج التسمم ويبيد الجراثيم وينشط كرات الدم البيضاء ويهدئ الأعصاب ويقويها، ويعالج الصرع والإسهال والروماتيزم والتهاب المفاصل وتعفن الأمعاء والتهابات البروستاتا.

ولتجنب تشكل الحصى في الكليتين، يؤكد باحث أمريكي أن أفضل وسيلة تكون بشرب الماء مع إضافة شرائح من الليمون إلي الماء لإعطائه نكهة خاصة، أو الاستعاضة عن ذلك بعصير الليمون، وهو قد يكون مفيداً أكثر خصوصاً بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، مضيفاً أن عصير الليمون الطازج يحتوي علي نسبة عالية من حمض السايترات الذي تمنع تشكل الحصى في الكليتين.

الصيدلية الحمراء

أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن تناول عصير الطماطم يساعد على مكافحة السرطان وخفض النشاط في الصفائح الدموية لدى مرضى السكري، كما أنه يساعد في حمايتهم من الإصابة بالجلطات القاتلة، ومن خلال الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يتناولون الطماطم أكثر من 14 مرة في الشهر، اتضح أن نسبة إصابتهم بالسرطان تقل بنسبة 50 % ،مقارنة بالذين يتناولونها مرة واحدة في الشهر.

ووجد الباحثون أن الطماطم تحتوي على مادة “الليكوبين” و”الكاروتين” . ومادة “الليكوبين” تمنع الأكسدة الضارة خلال تفاعلات الجسم الخلوية وتتمتع بفاعلية في تدمير جزيئات يمكن أن تسبب أضرارا لأنسجة الجسم، وهناك أدلة كثيرة على أن الطماطم تقي أيضاً من سرطان الثدي والمبيض وسرطانات أخرى ، وأرجع الباحثون الفضل إلى اللايسوبين، الموجود فيها، كما تشير بعض الأدلة إلى أن اللايسوبين مفيد للقلب أيضاً.

وبالرغم من أن البعض لا يحب الفلفل الأحمر ولا يحبذ وضعه في الأطعمة، إلا أن خبراء التغذية يؤكدون أنه يتفوق على بقية ثمار الخضروات الأخرى، وذلكِ لاحتوائه على كميات كبيرة من فيتامين C))، فضلاً عما يتميز به من خصائص إضافية مثل تحسين أداء الجهاز الهضمي وتدعيم قوة الذاكرة عند الأشخاص، وأيضاً لعبه دورا مضادا للكثير من الأمراض الخطيرة، وفي مقدمتها  السرطان.

وذكر الخبراء أن ثمرة الفلفل تحتوي على مادة “الكابساييتسين” الحارة، وكذلك على كمية كبيرة من فيتامين (C)، وتعتبر ثاني أهم مصدر للفيتامين (A) بعد الجزر ، كما تحتوي على فيتامين (B) بمجموعته المتوالية تقريباً، وكذلك على بيتا – كاروتين وزيت الأيتير وسكر وبكتين وزنك وكالسيوم ومغنيسيوم وغيرها.

أما البصل فهو غنّي بالفيتامينات والأملاح المعدنية وهو قاتل للجراثيم وخاصة التي تستوطن الفّم والأمعاء، ويُساعد على تحديد نسبة السكر في الدّم وهو فاتح للشهية ويُكافح الالتهابات الهضمية ويُنشَط عمل القلب والدورة الدّموية، كما يحتوي على مواد تعمل على تقوية الجهاز العصبي، ويعمل على إدرار البول والصفراء، ويساعد في حالات تشّمع الكبد، ويُساعد البصل كذلك على خفض الضغط المرتفع و الكولسترول ويُفيد في علاج السعال والالتهابات الصدريّة، كما يُساعد في طرد البلغم وحالات التسّمم الدموي.

مضادات حيوية طبيعية

يأتي دور الفاكهة والفوائد العديدة التي تحويها للصحة والجسم، فالبرتقال يعمل بمثابة مضاد حيوي قوي المفعول للعديد من الأمراض، وقد أكدت دراسة أسترالية حديثة أن تناول كوب من عصيره في الصباح أو ثمرة برتقال واحدة يساعد في علاج الكثير من الأمراض‏، مشيرة إلى أن‏ البرتقال غني بالماء والسكر والفيتامينات والأملاح القلوية التي تحافظ على شباب الخلايا، وهو مانع للأكسدة، نظراً لاحتوائه على مادة “البيوفلافونيد” التي تطهر الجسم من الميكروبات، لذلك ينصح الأطباء المرضى بتناوله‏ بكثرة.‏

كما أكدت دراسات أخري وجود مادة في قشور الحمضيات تؤدي إلى خفض الكولسترول بكفاءة أكثر من بعض العقاقير المخصصة لهذه الغاية‏,‏ وثمرة البرتقال مفيدة في تنشيط الدورة الدموية وتعمل على زيادة امتصاص الحديد‏,‏ ما يؤدي إلى رفع معدل مستوى الحديد في الدم ،كما يساعد البرتقال في زيادة النشاط والحيوية، ويعتبر علاجاً فعالاً في حالة الرشح والأنفلونزا.

أما الرمان، ففضلاً عن فعاليته في الوقاية من أمراض القلب والشرايين، فقد كشفت دراسة أمريكية حديثة أنه يحتوي على مواد مضادة للأكسدة تساعد في علاج العجز الجنسي عند الرجال، ووجد الباحثون بجامعة “بوسطن” الأمريكية أن ذكور الأرانب التي تم إعطاؤها عصير الرمان زاد تدفق الدم في أعضائها الذكرية، وأرجع الخبراء السبب في ذلك إلي غني فاكهة الرمان بمجموعة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة كالمركبات الفينولية والثانين، التي تعوق تأكسد البروتينات الدهنية قليلة الكثافة والمحملة بالكولسترول الضار ((LDL الذي يؤدي بدوره إلي الإصابة بتصلب الشرايين.

ويأتي المشمش كفاكهة ملينة وسريعة الهضم وغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والمواد السكرية، لذا ينصح العلماء الحوامل والمرضعات والأطفال بتناوله للوقاية من الإصابة بسوء التغذية، ويؤكد العلماء أن تناول المشمش ينشط حدة الإبصار‏,‏ كما أنه مقو للعظام والأنسجة، ويسهل إفراز الصفراء ويفيد في أمراض الدم وهو مجدد للخلايا، ويزيد من قوة الجسم الدفاعية للأمراض، وهو مفيد أيضاً في حالة فقر الدم ومنشط لوظائف الكبد وللشعر والأعصاب، وكذلك يساعد في تكوين العظام والأغشية المخاطية، وينصح الخبراء بعدم تناوله للأشخاص المصابين بعسر الهضم أو المصابين بالالتهابات الحادة في الأمعاء و المعدة، وعدم شرب الماء البارد بعد تناوله.

أما التفاح فيعد مصدرا مهما جداً لتخليص الجسم من السموم ومهاجمة الفيروسات الموجودة به، ومن فوائده أيضاً أنه يغسل الأسنان ويقوي اللثة، ويقلل من معدلات الكولسترول في الجسم، ويقي من الإصابة بالإمساك لأنه يساعد على الهضم، وللقضاء على الوزن الزائد، فهو من الأطعمة التي تساعد في تقليل الشهية لاحتوائه علي ألياف، كما أنه يستغرق وقتاً لمضغه مما يعطي إحساساً بالشبع‏.‏

وعلى الرغم من أن التفاح يحتوى على كمية ضئيلة من فيتامين (ج)، فإن تناول 100 غرام من ثمرة التفاح، يمد الجسم بنفس فاعلية مضادات الأكسدة التي يتم الحصول عليها عند تناول 1.500 ملغم من نفس الفيتامين، مع  الحذر من تناول كمية كبيرة من بذور التفاح، لأنها قد تسبب التسمم. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى