غذاؤك دواؤك

فقر الدم .. علاجه الغذاء الصحي والأعشاب الطبيعية

اتباع النظام الغذائي الصحي يلعب دورا مهما في الوقاية من حالات فقر الدم “الأنيميا” الناتجة عن نقص الحديد، لذلك ينصح الأطباء بتقييم النظام الغذائي لضمان تناول احتياجات الجسم الأساسية من الحديد، وإجراء فحص دوري لمخزون الحديد في الدم، خاصة لدى الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع حيث تعتبر أكثر الفئات إصابة بفقر الدم.

ويشير أخصائيو التغذية إلى أهمية تناول الأغذية التي تحتوي على الحديد مثل اللحوم والدجاج والسمك مع مراعاة مزجها مع مصادر نباتية غنية بالحديد مثل البقوليات والفواكه المجففة، وتناول العناصر التي تزيد من الامتصاص مثل فيتامين (ج) الموجود في الفواكه والعصائر وبعض الخضروات، والابتعاد عن تناول مثبطات الامتصاص مثل الشاي والقهوة.

وتحذر الدراسات الطبية من تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر في امتصاص الحديد، فهناك بعض الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة، والتي تؤثر بدورها على امتصاص الحديد، حيث تساعد أحماض المعدة على امتصاص الحديد في الأغذية.

هيموجلوبين الدم

ويعد فقر الدم من أمراض سوء التغذية المنتشرة في العالم والتي تؤدي إلى اعتلال في الجسم نتيجة نقص العناصر الغذائية الأساسية، مما ينتج عنها اضطرابات كثيرة تشكل صورا مختلفة لسوء التغذية مثل نقص البروتين وفقر الدم ونقص فيتامين (أ) وفيتامين (ب12).

وفقر الدم عبارة عن تلف أو نقص في كريات الدم الحمراء التي تحتوي على الهيموجلوبين الذي يعتبر الناقل المهم للأكسجين لكافة أنحاء الجسم بسبب نقص مواد غذائية أساسية لتكوينه أو نتيجة لاضطرابات في امتصاص هذه المواد أو بسبب تكسر هذه الكريات.

وتحدث الأنيميا أو فقر الدم عندما يفتقر الدم للكمية الكافية من مادة الهيموجلوبين ، وهي عبارة عن بروتين في كريات الدم الحمراء وهي المسئولة عن نقل عنصر الأكسجين من الرئتين إلى سائر أعضاء الحسم، وغالبا ما يحدث ذلك نتيجة نقص مستوى الحديد في الجسم، أو عدم كفايته إذ يحتاج الجسم الحديد لتصنيع مادة الهيموجلوبين.

وتتمثل أعراض فقر الدم في : شحوب، تعب وخمول، ضعف عام في العضلات مع سرعة التعب والإعياء، إرهاق وعدم قدرة على التركيز، أرق، صداع مع شعور بدوران، طنين في الأذن، عدم انتظام الدورة الشهرية، وضيق النفس خاصة عند كبار السن.

وتختلف أعراض نقص الحديد باختلاف الفئة العمرية، حيث تظهر عند الأطفال أعراض بطء في النمو الجسمي والذهني مع ضعف القدرة على التفاعل وضعف مقاومة الجسم للأمراض، وزيادة الإصابة بالتهابات، ويظهر لدى النساء الحوامل أعراض تأخر نمو الجنين، الولادة المبكرة، تدني الوزن عند الولادة مع ازدياد مضاعفات الحمل والولادة.

أشكال الأنيميا

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى ظهور الأنيميا أهمها : اعتماد الأطفال على الحليب كغذاء أساسي والذي يفتقر لعنصر الحديد، وعدم تناول الأطعمة والتي تحتوي على الحديد في سن البلوغ وأثناء الحمل، والنزف وفقدان الدم كما في حالات النزف الرحمي وغزارة الطمث والنزف الهضمي والأورام الخبيثة والطفيليات، واضطرابات في القناة الهضمية كالإسهال والتهاب المعدة، كما يصاب به أيضا متبعي الحميات الغذائية الخاطئة التي تعتمد على تناول الكثير من الألياف الغذائية والتي تمنع مضادات الأكسدة فيها من امتصاص الحديد.

وهناك عدة أشكال من الأنيميا من بينها “أنيميا الحمل” وهي تتميز بكريات دم ضخمة نتيجة تزايد الطلب على حامض الفوليك أثناء الحمل وعدم كفاية مصادر الغذاء لهذه الاحتياجات، أما “فقر الدم الخبيث” فيأتي نتيجة افتقار الجسم للعامل الجوهري في المعدة والضروري لامتصاص فيتامين (ب12) .

ويتمثل العلاج الكيميائي من خلال إعطاء المرضى مركبات الحديد الذائبة مثل: (ferrous gluconate) و (Ferrous sulfate) وهي متوفرة بالصيدليات تحت أسماء عديدة مثل (maltofer  – ferrugradumate  – fertonic ) ، وهي تكون على شكل أقراص وشراب وإبر وفي حالة وجود خلل في امتصاص الحديد عند المرضى لا يعطى إلا العلاج عن طريق الحقن.

وهناك علاج عن طريق إعطاء حامض الفوليك خصوصا للمرأة الحامل ( 5-10 ملغم/ يوميا) ، وإعطاء جرعات من فيتامين ب12 ويفضل أخذها عن طريق الحقن لأن هناك الكثير من الناس يعانون سوء في امتصاص لهذا الفيتامين عن طريق المعدة.

العلاج الغذائي

يعتبر فقر الدم هو أحد الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، ولذلك فإن تناول الأغذية الصحية هو العلاج الأمثل للأنيميا، ويعتمد ذلك على تناول الأغذية التي تحتوي على جميع العناصر الضرورية والغنية بالسعرات الحرارية والبروتين والحديد وحامض الفوليك مثل اللحم والبيض والكبد والخضراوات الورقية والدجاج والحبوب والبقوليات والتمر.

وينبغي توفير الغذاء المناسب للأم الحامل لتلبية الاحتياجات الأساسية للجسم أثناء الحمل وبعد الولادة، وينصح بالإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (سي) والذي يوجد في الخضراوات الطازجة والحمضيات كالليمون والبرتقال والبطاطس لأنها تساعد على امتصاص الحديد من الغذاء وتقوي المناعة.

صيدلية الأعشاب والفيتامينات المفيدة في علاج فقر الدم تحتوي على العديد من الفواكه والخضروات نذكر منها الآتي :

* الفراولة : من الفواكه الغنية بمحتوياتها من المعادن والفيتامينات وهي تستخدم في تنقية الدم والجسم من السموم وذلك بتناول ثمار الفراولة الطازجة وغير المفرزنة بمعدل ربع كيلو جرام يومياً.

* التفاح : ويستخدم طازجاً بقشوره أو شرب العصير الطازج المحضر منه وذلك لعلاج فقر الدم، ويشرب كوباً من عصير التفاح الطازج مرة في الصباح وأخرى في المساء.

* الحلبة : فهي تحتوي على مركب الدايزوجنين، وهي علاوة على أنها مقوية ومخفضة للسكر في الدم وجيدة لمشاكل القولون والتشققات الجلدية إلا أن فوائدها عظيمة في فقر الدم، وتؤخذ ملعقة من مسحوق الحلبة الناعم وتخلط بالعسل النقي وتؤخذ يومياً مرة قبل الغذاء وأخرى قبل العشاء.

* الجرجير: ملعقة كبيرة من عصير الجرجير الطازج 2 إلى 3 مرات في اليوم مع الماء أو الحليب الطازج، وتناول حزمة كاملة من الجرجير الطازج تساعد على تنقية الدم.

* الشعير مع اللبن: يؤخذ 100 إلى 150جراماً من دقيق الشعير ويخلط مع نصف لتر من اللبن “الرائب” ويضاف للخليط ذرات من الملح ثم يحرك جيداً ويوضع على النار لمدة عشر دقائق ويحرك بين وقت وآخر وعند الانتهاء يضاف له عسل النحل النقي وقليل من الزبيب بدون بذر ثم يؤكل.

* الحلاوة الطحينية : متميزة لفقر الدم لأنها تحتوي على زيت السمسم، وهي وصفة مقوية، ولكن يجب عدم استعمالها من قبل مرضى السكر.

* الليمون : يعتبر من المواد الغنية بفيتامين (ج) وهو يقوي جهاز المناعة ويؤخذ ملء كوب من عصير الليمون بعد الغداء مباشرة وآخر بعد وجبة العشاء مباشرة.

* خليط الأعشاب: هناك ثلاث أعشاب إذا خلطت بكميات متساوية واخذ مغليها قبل العشاء مباشرة وقبل الغذاء فإنها تنقي الدم وتفيد في نقص الحديد والطريقة أن تخلط كميات متساوية من الزعتر والنعناع وأزهار البابونج ثم يؤخذ ملء ملعقة من المزيج وتغمر في كوب ماء مغلي وتترك لمدة 10دقائق ثم تصفى وتشرب قبل الغداء وقبل العشاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى