منوعات

“العلاج بالغابات”.. لتعزيز المناعة والحد من هرمونات التوتر

“هل تخذت الغاب مثلي منزلا دون القصور، فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور، هل تحممت بعطر وتنشفت بنور”، هكذا كتب الشاعر العربي الكبير “جبران خليل جبران” في قصيدته “المواكب” عام 1918 والتي غنتها بها المطبة اللبنانية “فيروز” في أغنيتها الشهيرة: “أعطني الناي وغني”.. ويبدو أنه لم يكن تصدر هذه الأبيات عن مجرد خيال شاعر مفتون بالطبيعة، بل عن تجربة وخبرة بتأثيرها على الحالة النفسية، وربما النفس/جسدية للإنسان، الأمر الذي يتجلى فيما يسمى بـ”العلاج أو الاستشفاء بالغابات Forest Therapy” الذي بات يزحف على بلدان العالم التي تحظى بنعمة وجود الغابات.

الاستشفاء أو العلاج بالغابات

تشير العديد من الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة في الغابات والجلوس ببساطة على الأشجار تقلل من ضغط الدم وكذلك الهرمونات المرتبطة بالإجهاد مثل الكورتيزول والأدرينالين.

الاستشفاء أو العلاج بالغابات هو إطار علاجي قائم على الأبحاث لدعم الشفاء والعافية من خلال الغمر في الغابات والبيئات الطبيعية الأخرى، وهو توجه علاجي يأتي أصله من ممارسة تقليدية في اليابان يطلق عليها “shin –rin -yoku”، والتي يمكن أن تترجم إلى “التحمم بالغابات Forest Bathing”. وهي الممارسة التي أظهرت الدراسات أن لها مجموعة واسعة من الفوائد الصحية، لا سيما في أنظمة القلب والأوعية الدموية والمناعة، ولتحقيق الاستقرار وتحسين المزاج والإدراك. يتم التحمم بالغابات عبر المشي البطيء وسط أشجارها، والسير حافي القدمين على أوراقها المتساقطة، وتشمم عبير الأشجار والأزهار، والإنصات إلى صوت الأطيار، واختصارا التركيز على ما تستقبله الحواس من أصوات وروائح.

قواعد العلاج بالغابات

وقد تم أخذ تلك الممارسة بكل جدية في اليابان، واهتمت بها الحكومة منذ ثمانينات القرن العشرين، فأطلقت منذ عام 2006 برنامجا لاعتماد وتسجيل قواعد العلاج بالغابات، واليوم يضم اليابان 62 بقعة للاستشفاء بالغابات حيث تتم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل الواعي أو التنفس اليوجي في الغابة، بالإضافة إلى العلاج العطري Aromatherapy وبرامج اللياقة البدنية التي تشمل المشي في الغابات والمشي الشمالي أو الاسكندنافي Nordic Walking.

الاستمتاع بالينابيع الحارة

هناك أيضًا في تلك البقاع مدن وقرى تقع في هذه الغابات حيث يمكن الاستمتاع بالينابيع الحارة والوجبات المحلية الصحية التي يتم إعدادها باستخدام المكونات المحلية الطازجة. ولإرشاد الزوار فقد تم طباعة أدلة وتدريب معالجين في الاستشفاء بالغابات يمكنهم تقديم المساعدة والمشورة بشأن الصحة النفسية والجسدية والوقاية من الأمراض.

الحد من هرمونات التوتر

وبحسب ما يشير الموقع الياباني للاستشفاء بالغابات فإن من شأن هذا العلاج أن يقلل من هرمونات التوتر، ويحسن من أداء القلب لوظائفه، ويعزز المناعة، ويزيد من إنتاج البروتينات المضادة للسرطان، ويحسن من الحالة النفسية المسببة للاكتئاب والغضب ويحسن المزاج ويعزز طاقة الإنسان الحيوية ولياقته البدنية.

لا تقتصر الممارسة على اليابان، فبالبحث على محرك جوجل، يمكنك اكتشاف عضرات المواقع في عشرات البلدان التي تقدم معلومات وأدلة وكتب، وينظم بعضها رحلات للاستشفاء بالغابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى