مهن ابداعية

“مصطفى خضير”.. الخطاط البارع الذي يلقب بـ “الدكتور”

ارتبطت احتفالات مدينة بورسعيد المصرية, بأعياد الربيع وشم النسيم، وحرق دُمية اللينبى الشهيرة بالمدينة، بإسم “خضير الخطاط” المكان الأشهر لصناعة الخط العربى، والدمى والعرائس، وتحول المكان- تقاطع شارعى صفية زغلول ونبيل منصور- على مدار 57 عاما إلى أيقونة بورسعيدية تحكى تاريخ النضال البورسعيدى ضد الإحتلال الإنجليزى لمصر، ثم تحول مسرح العرائس عام بعد عام إلى حالة نقدية ساخرة لبعض الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية التى تمر بها البلد.

تنصب خشبة مسرح العرائس، مع لافتات الخط العربى كل عام فى احتفالات الربيع وشم النسيم، بتقاطع شارعى صفية زغلول ونبيل منصور- التقاطع الأشهر بالمدينة فى هذا الوقت من كل عام، ويقصده زائرون من كل أنحاء الجمهورية، وأصبح “مصطفى ومحسن خضير” إسمين ارتبط بهما تاريخ احتفالات المدينة بحرق دمية اللينبى جنرال الإنجليز وقت الإحتلال.

مصطفى خضير الخطاط البارع، يلقب بـ “الدكتور” اشتهر بحرفيته النادرة فى الخط العربى بكل أنواعه ومسمياته، وألقى محاضرات ومارس التدرب على الخط العربى فى عدد من الدول العربية، ومثل مصر فى محافل دولية عديدة، وحصل على أكثر من دكتوراة فخرية من عدة دول، ولكنه لايحب أن يسبق إسمه حرف الدال، ولكنه يعتز بلقب أطلقه عليه محبيه منذ سنوات طويلة وهو “الدكتور” بسبب إتقانه وحرفيته فى مهنته.

أما محسن خضير الشقيق الأصغر للدكتور، فقد احترف صناعة العرائس والدمى، وعندما تعايش محسن خضير فى يوم يصنع فيه العرائس، أو يضع الرتوش الأخيرة قبيل انتقالهم إلى خشبة المسرح، تشعر وكأن “محسن” يتكلم معهم، وعندما يشرح لك، يتعمق فى تفاصيل وجه الدمية ليعبر به عن حالة يريد توصيلها للجمهور، بجانب التعليق المكتوب بجانب كل دمية، محسن خضير يصنع حالة رائعة لمواقف حياتية على خشبة المسرح، تظهر الإبداع البورسعيدى البسيط الذى يوصل بشكل مباشر أفكار من عمق المجتمع المصرى.

ترى ما هو سر هذا العشق الذى يتمتع به أى خطاط وهو فن يزعمون انه منقرض؟ يقول الفنان مصطفى خضير: “الخط العربى من أرقى وأعظم الفنون الإسلامية والعربية الأصيلة فهوى يحافظ على المحبة والترابط والتآلف والحب بين معشر الخطاطين وكذلك تقريب وجهات النظر والعمل على تواصل العادات الجميلة والرقى. لذا يجب على كل خطاط أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والطيبة وحب الاخر وأن يؤمن بثقافة الاختلاف فى الرأى”.

المفاجأة

أول لوحة كتبها الفنان مصطفى خضير كانت فى عام 2003 والذى شجعه هم اشقائه الذين كان يعمل معهم.. لكن الذى شجعه ودفعه لإبداع اللوحات وعمل معرض كان المرحوم الفنان حسين أمين أستاذ الخط العربى بالقاهرة.. وبعدها انجز مجموعة كبيرة من اللوحات وأقام أول معارضه بقصر ثقافة بورسعيد عام 2005 وكانت المفاجأة له أن حضر الفنان حسين أمين وكتب فى سجل الزيارات “حقا إنها مفاجأة عام 2005 ” وكانت هذه هى مفاجأة عمره التى نقلته من “وأكل العيش” إلى الجمال والمعنى.

يقول مصطفى خضير “عندما أكون جالسا بمفردى فى مكتبى أحاول أن أهيئ نفسى لهذه اللحظة بعيدا عن مشاغل ومتاعب الحياة ثم أبدأ فى تخيل التكوين  “قالب اللوحة” والتعديل فى اكثر من مرة إلى أن أصل إلى المستوى المطلوب، ثم أقوم بتنفيذ نص اللوحة إما آية قرآنية أو حديث نبوى شريف أو أبيات من الشعر أو أقوال مأثورة وحكم وكذلك الامثال الشعبية التى كتبت المئات منها التى تستخدم فى حياتنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى