قصة اختراع

ماكينة الخياطة.. الآلة التي غيّرت وجه العالم

أضفت ماكينة الخياطة، وهي آلة معروفة تستخدم إبرة لربط الأقمشة معاً بالخيوط، المتعة على أعمال الخياطة المنزلية، وساعدت العائلات في صنع ملابس أفضل، وأقل كُلفة، بأنفسهم. كما مكّنت آلة الخياطة الناس من إنتاج الملبوسات بالجملة في المصانع الكبرى. وتمّ اختراع آلات الخياطة خلال الثورة الصناعية الأولى، لتقليل كمية أعمال الخياطة اليدوية التي يتم إجراؤها في شركات الملابس، إنها بتعبير آخر، واحدة من الاختراعات التي غيّرت وجه العالم.

ومنذ اختراع أول ماكينة خياطة، بواسطة إلياس هاو والإنجليزي توماس سانت، حسّنت هذه الماكينة بشكل كبير من كفاءة وإنتاجية صناعة الملابس.

في عام 1814، اخترع الخياط النمساوي جوزيف مادير سباجر إبرة ذات عين عند النقطة، وحصل على براءة اختراعها، وقرر المضي قدمًا في هذا المجال، بعد أن تلقى دعمًا ماليًا من حكومته. عمل الخياط النمساوي على تطوير آلته حتى عام 1839، لكنّه لم يستطع إنشاء أي شيء ذي قيمة، ربما لم يكن لدى الخياط الذكاء التقني، أو المعرفة التقنية الكافية، وربما الحظ البسيط، لكن تظل الحقيقة أنّ أموال الدولة قد ضاعت.

وظهر أول تصميم لماكينة خياطة في القرن الخامس عشر من قبل ليوناردو دافنشي، لكنها ظلت مجهولة. وفي القرن الثامن عشر، تمكّن المخترع الألماني من الحصول على براءة اختراع للآلة التي تحاكي خياطة الأقمشة يدويًا، ثمّ اخترع الإنجليزي الآلة بمحرك يدوي لخياطة الأحذية، في الوقت نفسه، كان لابد من تحريك قطعة العمل الخاصة بالأحذية يدويًا أثناء الخياطة، ذهب الفرنسيون إلى أبعد من ذلك واخترعوا آلة الحياكة من خيط واحد.

ولم يبتكر المخترع بارتولومي تيمونيو أول ماكينة خياطة في العالم فحسب، بل افتتح أيضًا في عام 1831 مصنعًا صغيرًا للملابس بالقرب من باريس، بدأت آلة (Timonyo) تمّ استخدامها في خياطة الزي الرسمي للجنود الفرنسيين، وتبين أنّ المشروع كان ناجحًا.

كان عمال الخياطة الذين يخيطون على آلة يتعاملون مع الطلبات أسرع بعدة مرات من عمال المصانع المجاورة الذين كانوا يخيطون الإبرة بالطريقة القديمة، انخفضت الطلبات على (Timonyo)، لكنّ المصنع لم يكن مقدراً لتعزيز النجاح، شعر الخياطون الذين كانوا يعملون في الجوار ويخيطون باليد بالتهديد وسحقوا المصنع، حاول (Timonyo) عدّة مرات أن يبدأ من جديد، لكنَّ الانتكاسات لحقته، وفي النهاية استسلم، قام مخترع ماكينة الخياطة ذات الخطاف الأمريكي إلياس هاو، والتي تمّ إنشاؤها في عام 1845، ولم تكن الماكينة أيضًا مثالية ولكنها لا تزال صالحة للخياطة أكثر من جميع الآلات التي سبقتها، تحركت المادة المثبتة على دبابيس الشعر للناقل بشكل عمودي، وتحركت الإبرة أفقيًا، ممّا جعل المكوك الحركة مثل النول أو ما يسمّى بالمنسج.

الماكينة الاستثنائية

كان إلياس هاو، هذا الميكانيكي الأمريكي، هو أول من ابتكر آلة تصنع غرزة مزدوجة بسرعة تصل إلى 300 غرزة في الدقيقة أشارت مجلة (Scientific American) على الفور إلى الآلة باعتبارها “استثنائية”، ولكن بصرف النظر عن صحفيي “Scientific American”، فقد فاجأ اختراع (Howe) قلة من الناس، مع أنّ آلة الخياطة خاصتهُ بالمكونات الموجودة في آلته كانت رائعة، لكنهم فضلوا القيام بذلك يدويًا، ولم يتعجلوا في شراء ماكينة الخياطة، لمدة ثلاث سنوات، حاول المخترع دون جدوى لفت انتباه الجمهور إلى نفسه و”نسله” في أمريكا، لكن في بريطانيا، قام بعدة محاولات لإثبات اختراعه لكنها باءت بالفشل، دمر إلياس هاو عملياً، وأُجبر على العودة إلى أمريكا، حيث اكتشف فجأة أنّ اختراعه قد تم بيعه بنجاح.

قام مخترعون آخرون بتحسين ماكينة الخياطة، كآلات ويلسون وسنجر، التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الإبرة تتحرك عموديًا، وكان القماش يوضع أفقيًا ويتم ضغطه بالقدم، ويتم تحريكه بواسطة عجلة تروس، تمّ تجهيز هذه الآلات بمحرك قدم، ممّا حرّر أيدي الخياطات، كانت ماكينة الخياطة مثالية تقريبًا، ممّا يسمح بعمل خياطة طويلة، لذلك في 12 سبتمبر 1851، حصل (Singer) على براءة اختراع، والتي جلبت له لاحقًا الملايين، أخذ المحامي الثري إدوارد كلارك رفيقًا له، ونظموا معًا شركة “I. M. Singer & Company”، إنّ أعمال الشركة الجديدة ارتفعت على الفور إلى أعلى التل، بفضل ذكاء أصحابها العبقري وبراعتهم.

أشهر ماكينة في العالم

رأى إلياس هاو أنّ تصميم “Singer” يستخدم مبادئ العمل الحاصلة على براءة اختراع من قبله، وأراد الحصول على نصيبه من عائدات الشركة، كان على الشركة الناجحة أن تدافع عن نفسها، كان الحديث في محاكمة جرت هو أنّ أحد مديري الشركة، والمحامي غير المتفرغ إدوارد كلارك، بأنّ “Singer” ليس موهوبًا مثل (Howe) ولكن كان الاختراع الأخير لم يستطع إحضار هذا التصميم إلى الذهن، ولكن سينجر استطاع ذلك كان هو الذي ربط الكثير من النتائج الخاصة في كل واحد، فيما يتعلق بنتيجة القضية، لم يتأثر خطاب كلارك الناري، وافقت المحكمة على دعوى إلياس هاو وقضت بأنّه المؤلف الأيديولوجي لجميع ماكينات الخياطة المنتجة في الولايات المتحدة.

وبالمثل، أمرت المحكمة “M. Singer & Co ” بدفع 25 دولارًا من كل منتج تبيعه المؤسسة، انتهت “حرب التأليف”، ووجه الشركاء جميع الجهود مرة أخرى لتطوير أعمالهم، نمت المؤسسة في عام 1858، كان للشركة بالفعل 4 مصانع في ولاية نيويورك، وبلغ الإنتاج (3000) آلة سنويًا، بحلول عام 1863 نما العدد إلى (20000) وحدة سنويًا، وفي عام 1875 تجاوز عدد المنتجات المصنعة (200000) وحدة، الآن تُسّمى الشركة “شركة سنجر للتصنيع”، من بين مخترعي آلات الخياطة، لا يزال “Singer” هو الأكثر شهرة، وما زالت ماكينات سنجر، المصنوعة في بداية القرن الماضي، تعمل ولم تتعطل، بالإضافة إلى ذلك، حصل سيجنر في ماكينة الخياطة الخاصة به على براءة اختراع واحدة فقط.

في عام 1846، حصل إلياس هاو على براءة اختراع لماكينة حديثة يمكنها عمل حوالي 300 غرزة في الدقيقة، تم أخذ أفكاره كأساس من قبل “Isaac Singer”، الذي بعد أن قام بعدد من التحسينات في آلة (Howe)، بدأ الإنتاج في أمريكا وأوروبا، في نهاية القرن التاسع عشر، بدأت “شركة سنجر للتصنيع” في إنتاج منافسين لنفسها، المكاتب التي تنتج آلات الخياطة من إنتاجها مع اختلافات طفيفة، أعطى التنافس بين الشركات المصنعة قوة دفع لمزيد من تطوير الآلات، في نهاية القرن التاسع عشر، إلى اليوم يستمر سباق التكنولوجيا المستمر، حيثُ قامت الشركات بابتكار وظائف جديدة، وسجلوا المزيد والمزيد من براءات الاختراع في ابتكار أنماط مختلفة من آلات الخياطة.

ومن المهم أن يكون لديك فهم أساسي لآلة الخياطة الخاصة بك، حتى تتمكن من العناية بها بشكل صحيح، حيث يؤدي “تزييت” عمود الإبرة والخطاف أحيانًا إلى تحسين تجربة الخياطة وتقليل التآكل والتلف على جهازك، من المهم أيضًا إزالة لوحة الإبرة وتنظيف الوبر وتنظيف المكان باستمرار.

وتوجد أنواع عديدة من الآلات متاحة في الأسواق، المنزلية والتجارية. والأنواع الثلاثة الرئيسية من آلات الخياطة المنزلية، هي:

ذات الغرزة المستقيمة

صُمِّمت هذه الآلات لغرض الخياطة البسيطة التي لا تتطلب غُرَزًا مزخرفة ويمكن إضافة ملحقات عديدة لآلة الخياطة لتساعد في عمل عراوي الأزرار والكشكشة وحواشي الأقمشة.

ذات الإبرة المتأرجحة

وتُسمى أيضًا آلات خياطة الحرّجلة، وقد صُمِّمت للغرزات الخاصة بالإضافة إلى الغرزات المستقيمة وتتأرجح الإبرة من جانب إلى جانب لتصنع الحرجلة والغرزات الخاصة الأخرى.

الالكترونية

صُمِّمت لتصنع كل أنواع الغُرَز. وإن لمسة لزر أو إدخال شريط من شأنه أن يغير حركة الإبرة لكي تقوم بالتطريز، وهي تصنع العراوي (فتحات الأزرار) وغرزاً مركبة. وقد صارت آلات الخياطة الإلكترونية في أيامنا هذه تعمل بالحاسوب. وتوجد على سبيل المثال، بعض الآلات تقوم بقياس الزر ثم تصنع من العراوي ما يناسب الزر وبالأعداد المطلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى