نابغون

فريدة الفاسي.. نشر العلم والمعرفة الفيزيائية في المغرب

عندما يُذكر أسماء علماء أسسوا لعلوم واكتشافات جديدة تذهب أذهان بعضنا إما إلى علماء غربيين وإما إلى علماء قدامى مروا في تاريخ الحضارة الإسلامية، وإما إلى بعض العلماء الحاليين المشهورين، رغم أن العلماء في العالم العربي المتصدرة أسمائهم حالياً في المجال العلمي عربياً وغربياً كثر.

مؤشر AD العلمي (Alper-Doger Scientific Index) صنف قوائم بالعلماء الأشهر في أكثر من 12 مجالاً بين الهندسة والعلوم والاقتصاد والتكنولوجيا والتاريخ والفنون، وخصص المؤشر العالمي قائمة لأهم 50 عالماً في العالم العربي بناء على الأداء العلمي والقيمة المضافة للإنتاجية العلمية للعلماء، كما وفر تصنيفات للمؤسسات بناءً على الجهود العلمية للعلماء المنتسبين لهذه المؤسسات.

في هذه السطور, نتناول سيرة العالمة المغربية (فريدة فاسي) التى تصدر اسمه قائمة المؤشر العلمي في العام 2021:

فريدة فاسي الأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط، والمشاركة في مشروع أطلس في “سيرن”. كانت البداية في جامعة عبد المالك السعدي في المغرب بالعام 1994 حيث حصلت فريدة فاسي على درجة البكالوريوس في الفيزياء، ثم تبعت ذلك بالماجستير والدكتوراه في فيزياء الجسيمات من جامعة فالنسيا بإسبانيا.

وبدخول المغرب كشريك في مشروع أطلس في “سيرن”، قامت فريدة فاسي بالانخراط في المجموعة المغربية لفيزياء الطاقة العالية في العام 1996 والتي كانت معنية بتحسين التدريب العلمي المتاح للشباب في المغرب والتي تهدف لدفع التقدم في “المعرفة العلمية” كما أوضحت فريدة فاسي. كما شاركت فريدة في أبحاث فيزياء الطاقة العالية وشبكة حوسبة مختبر “سيرن”، والتي تهدف إلى حل مشكلة تخزين البيانات لمصادم الهادرونات الكبير.

وبهذا، قررت فريدة فاسي نشر العلم والمعرفة الفيزيائية في المغرب والتي تؤمن أن لها دوراً في التنمية؛ إذ تقول: “أنا واثقة من أنني سأكون رصيداً قيماً لإقناع المجتمع بأهمية الفيزياء في التنمية الاقتصادية المغربية”. وفي خطوة تخطت بلادها المغرب إلى نظرة أكبر نحو إفريقيا؛ أطلقت فريدة فاسي مشروع “الاستراتيجية الإفريقية للفيزياء الأساسية والتطبيقية“.

وتؤكد فريدة أن إفريقيا تتمتع “بفرص مذهلة للعلوم”، وتضيف أن لديها طموحاً كبيراً لتعزيز الفيزياء في أرجاء القارة الإفريقية المختلفة لبناء نموذج تنمية مستدام في البلاد الإفريقية والتي ترى أن الفيزياء هي إحدى الوسائل التي يمكن تحقيق هذا الهدف من خلالها.

ولأن الفيزياء غالباً ما تعمل كأساس للتخصصات الأخرى، وتلعب دوراً مهماً في مجموعة متنوعة من القطاعات الصناعية، تؤمن فريدة أن “المعرفة العلمية هي التي تساعد المغرب في تحديد التقنيات اللازمة لحل المشكلات”. وفي هذا الإطار تسعى فريدة لـ”إقناع الحكومات لتشجيع ودعم البحوث في العلوم التي تعتبر حيوية لاحتياجات الأمة”، وهو ما جعل فريدة فاسي أحد أهم العلماء في العالم العربي وإفريقيا، وصُنفت طبقاً لجهودها في المركز الثاني عربياً والمركز 137 عالمياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى