نابغون

عبد الرحمن مخلوف.. المصري الذي خطط لمدينة الرياض وساهم فى التخطيط لأبو ظبي

هو العالم الجليل الدكتور عبدالرحمن حسنين مخلوف ابن العلامة الجليل الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق, وهو أحد رواد التخطيط العمرانى فى العالم، والذى وضع بصمته فى تخطيط العديد من المدن منها جدة والرياض والمدينة المنورة, ثم تلقفه الشيخ زايد بن سلطان ليخطط مدينتى أبوظبي والعين, في أوائل سبعينيات القرن الماضي, وله بصمات بارزة في تخطيط المدن عربيا ودوليا, كان يبتعد عن الصحفيين لما عرف عنهم تقديم السبق الصحفي على حسابات العلاقات الشخصية.

ووفقا لوكالة رويترز, نشر ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد صورة نادرة للمهندس المصري عبد الرحمن حسنين مخلوف الذي توفي أمس، وكتب معزيا أهله ووصفه بأنه أحد مصممي مخطط أبو ظبي.

وتعليقا على الصورة التي يظهر فيها مخلوف إلى جانب رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد، قال بن زايد عن مخلوف عبر حسابه في “تويتر” إنه “عمل بصدق وإخلاص إلى جانب المغفور له الشيخ زايد.. أحد الرواد الذين أسهموا في رسم المخطط العمراني لإمارة أبوظبي”.

وكان مخلوف، المدير الأسبق لدائرة تخطيط المدن في أبوظبي، توفي أمس الثلاثاء 14 ديسمبر 2021, عن عمر ناهز 98 عاما.

حياته

من مواليد عام 1924. منذ طفولته، كان يحب أن يرسم أشكالاً هندسية وتصاميم عمرانية لمختلف المباني، وكان مولعاً بتفاصيل العمارة، ونما حبه هذا مع نموه وكبره على الرغم من أنه وُلِد ونشأ في أسرة اشتهر رجالها بكونهم علماء أزهريون، وكان أكثرهم أعضاء في هيئة علماء الأزهر، وشغل بعضهم منصب مفتي الديار المصرية.

سلك عبد الرحمن مخلوف طريق التعليم الحديث بدلاً من التعليم الديني، وذلك بدعم من إخوته الكبار وإصرارهم. وكان ذاك حيث درس في المدارس النظامية إلى أن أنهى المرحلة الثانوية ثم التحق بجامعة القاهرة ودرس في كلية الهندسة قسم العمارة وتخرج منها عام 1950. وعُين معيداً بها في عام 1951، ثم مدرسًا بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة ميونيخ عام 1957 .

كان صورتا المدينة المنورة ومكة المكرمة من أوائل الصور التي رآها لمدن عربية وإسلامية شهيرة، وهما المدينتان المقدستان. وتعلق بهما كثيراً. انتدب بعدها للعمل في هيئة الأمم المتحدة كخبير لتخطيط المدن، وطلبت المملكة العربية السعودية في عام 1959 من الأمم المتحدة تزويدها بخبير لتخطيط المدن على أن يكون مسلماً، وذلك لتخطيط بعض مدنها فتم تكليفه بهذه المهمة، وبقي في المملكة إلى العام 1963 قام خلالها بإنشاء جهاز تخطيط المدن وأنجز مشروعات التخطيط العمراني لكل من مدينة جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع وجيزان.

القاهرة الكبرى وأبوظبي

بعد أن انتهت مهمته في المملكة العربية السعودية، عاد إلى القاهرة عام 1964 ورجع إلى عمله أستاذاً في الجامعة، وفي تلك السنة قام بعمل بحث علمي عن أوضاع ومستقبل مدينة القاهرة والجيزة كإقليم عمراني متكامل ووضع مخططاً مستقبلياً لهما. اقترح فيه المدن الصحراوية الواقعة على طريق السويس والفيوم واقترح إنشاء الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى، وفي العام 1965 عين أستاذاً لتخطيط المدن. وخلال هذه الفترة حقق تطويراً في منهج تدريس مادة تخطيط المدن بأقسام العمارة في جامعة القاهرة وجامعة أسيوط وجامعة الأزهر، وانتدب عام 1966 للعمل مديراً عاماً لإدارة التخطيط العمراني للقاهرة الكبرى، وأنشأ الهيكل التنظيمي للجهاز التخطيطي والتنفيذي وأشرف على إعداد التخطيط التمهيدي للقاهرة الكبرى في عام 1966 وقام بإعداد التخطيط العمراني لكل من منطقة شبرا الخيمة الصناعية في عام 1966 والمنطقة الحرة في بور سعيد في عام 1967 وأسهم في بعض مراحل إعداد تخطيط مدن جديدة في مصر مثل مدينة العبور ومدينة العريش الجديدة وغيرها من مدن جديدة.

في العام 1968، طلب حاكم أبوظبي آنذاك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الأمم المتحدة إرسال خبير لتخطيط المدن إلى أبوظبي للمساعدة في إعداد المخطط العام لمدينة أبوظبي، فتم ترشيحه لهذه المهمة، فعين مديراً لتخطيط المدن في أبوظبي حيث تولى مهام تخطيط المدن فيها وإنشاء دائرة تخطيط المدن في كل من مدينتي أبوظبي والعين، وكان ذلك لمدة سبع سنين ونصف السنة، وفي مايو 1976 أسس المكتب العربي للتخطيط والعمارة وفيه قام بالعديد من المشروعات العمرانية والتخطيطية في الإمارات، وانتدب أستاذاً محاضراً لمادة التخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة الإمارات من العامين الدراسيين 83-1984 و84-1985.

التكريم

في عام 2010، وبفندق الإمارات، حاز المهندس عبد الرحمن مخلوف بجائزة أبوظبي، إلى جانب ثمانية آخرين كل في مجاله. وقد قام بتكريمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

في عام 2011، أقام الملحق الثقافى للسفارة المصرية بأبو ظبي حفل تكريم وكان المهندس عبد الرحمن مخلوف من أبرز المكرمين.

المؤلفات:

له كتاب: “رحلة العمر مع العمران”، يتحدث فيه عن حياته في أبو ظبي، وطلب الشيخ زايد عام 1968 من الأمم المتحدة إرسال خبير لتخطيط المدن للمساعدة في إعداد المخطط العام لمدينة أبو ظبي، ويقول إن الأمم المتحدة رشحته لهذه المهمة وتم تعيينه مديرا لتخطيط المدن في العاصمة الإماراتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى